يعتبر حزب الله اللبناني أحد المجموعات التي صنعها نظام الملالي الإيراني، الذي استلم نظام الحكم في طهران، فمنذ تأسيس نظام الخميني عام 1982، وخلال ذروة الحرب الداخلية اللبنانية، قامت طهران بإرسال مجموعة إلى هناك مؤلفة من 1000 عنصر من قوات الحرس الثوري الإيراني، والذي هو في أساسه ميليشيا موازية للجيش الوطني الإيراني، تتبع مباشرةً لأعلى سلطة دينية في البلاد.
فقد كانت الدعاية التي تسلل من خلالها إلى بيروت هي “أكذوبة مقاومة إسرائيل”، وحينها بدأ بتأسيس حزب الله اللبناني من خلال تقديم التدريبات وتسليح المجموعات الشيعية، في حين كان للنظام السوري برئاسة حافظ الأسد أنذاك مساهمات أخرى في عملية التأسيس.
ويشرح أحد قادة الحرس الثوري الإيراني ويدعى “حسين دهقان”، والذي شغل منصب المستشار العسكري لـ “خامنئي”، كيفية إنشاء المليشيا الشيعية الأقوى في الشرق الأوسط فيقول: “فيما يتعلق بتشكيل حزب الله اللبناني، بدأ تشكيل حزب الله في تعليم العناصر اللبنانية الشيعية في قاعدة “جنتا”.
حيث بدأنا هناك بإطلاق حزب الله عليه، وأطلقنا جريدة أسبوعية وراديو حزب الله من أجله، وصمم أحد رجال قوات الحرس علم الحزب، ثم قمنا بكتابة القانون الأساسي لحزب الله كما نظمناه في مجال العمل”.
وجه آخر لداعش
وأوضح “دهقان” خلال تصريحات لوسائل إعلامية إيرانية، أن مشروع نصر الله هو إنشاء الجمهورية الإسلامية التابعة للنظام الإيراني في لبنان، قائلا: “مشروعنا الذي لا خيار لنا أن نتبنى غيره، كوننا مؤمنين عقائديين، هو مشروع الدولة الإسلامية وحكم الإسلام، وأن يكون لبنان ليس جمهورية إسلامية واحدة، وإنما جزء من الجمهورية الإسلامية الكبرى، التي يحكمها صاحب الزمان ونائبه بالحق الولي الفقيه الإمام الخميني”، ما يعيد للأذهان الأيديولوجية الفكرية التي يعتنقها التنظيم الإرهابي “تنظيم الدولة، داعش”.
وتشير المعلومات إلى أن النظام الإيراني أنفق عشرات المليارات من الدولارات، على إنشاء حزب الله والمحافظة عليه، فيما يخصص مئات الملايين من الدولارات سنويًا، وهو ما أكده حسن نصر الله بنفسه، حيث اعترف بتمويل إيران للحزب.
وأكد أحد قيادي “حزب الله”، ذلك في تسجيل مصور، قال فيه: ” أقول للعالم كله، موازنة حزب الله ومعاشاته ومصاريفه وأكله وشربه وسلاحه وصواريخه من الجمهورية الإسلامية في إيران، ما حد إله علاقة بهذا الموضوع”.
وتابع القيادي في مليشيا حزب الله: “طالما في فلوس بإيران، يعني إحنا عنا فلوس، بدكم شفافية أكثر من هيك؟ ومالُنا المقرر لنا يصل إلينا”.
وفي ذات السياق، أكد “بريان هوك”، المبعوث الخاص لوزارة الخارجية الأمريكية لإيران: “إيران تمنح حزب الله 700 مليون دولار سنوياً، مشيراً إلى أنّ طهران أنفقت إيران ما لا يقل عن 16 مليار دولار على قواتها وعملائها في سوريا والعراق واليمن”.
وأوضح السياسي الأمريكي: “مع هذه المليارات من التكاليف والنفقات أصبح حزب الله أحد أهم أدوات النظام الإيراني في تصدير الأصولية والحروب”.
جرائم دولية
يتورط حزب الله اللبناني في جميع أنواع الجرائم بشتى أنواعها وصفاتها، فهي لا تنتهي عند حد الأعمال الإرهابية، بل انخرطت في التهريب المنظم للمخدرات وغسيل الأموال، وتهريب السلاح وتهريب العبيد والألماس وجرائم أخرى من هذا الصنف.
وفي إطار مواصلة هذه العملية، أنشأ حزب الله وحدة اقتصادية خاصة، تعمل على توسيع شركات تغطية حزب الله والسيطرة على الأنشطة الاقتصادية للجماعة ومراقبتها، تمت إدارة هذه الوحدة الاقتصادية الخاصة من قبل “عماد مغنية”، الذي كان حينها، الوجه الرئيسي للإرهاب بالنسبة للأمريكيين لعقود من الزمن.
حيث خطط للهجوم الذي أسفر عن مقتل 241 بحاراً أمريكياً في عام 1983 في مقرهم في لبنان، كما خطط هجمات عامي 1983 و 1984 على السفارة الأمريكية في بيروت، والتي أسفرت عن مقتل عدد آخر من الأميركيين.
ووفقًا لتقييمات الخبراء والمختصين في شؤون حزب الله اللبناني، تجني هذه المجموعة أكثر من 1 مليار دولار سنويًا من تهريب المخدرات، وتهريب الأسلحة وغسل الأموال، وغيرها من الأنشطة غير القانونية، فيما تنفق هذه الأموال على توسيع وتقوية هذه المجموعة وأعمالها الإرهابية.
تجارة المخدرات
وفي هذا الصدد، قال “محمد محدثين” مسؤول اللجنة الخارجية لدى طهران في أكثر من مناسبة: ” شكّل النظام الإيراني واحداً من أهم الرؤوس لتوزيع المخدرات والاتجار بها في العالم”.
وأشار “محدثين”، إلى أن قوات الحرس الثوري الإيراني، هي التي تمسك برأس الخيط في هذه التجارة، وتدفع قوات الحرس نفقات معظم أعمالها الإرهابية من خلال هذه التجارة، فيما تستخدم قوات الحرس مرتزقتهم الأجانب، وخصوصاً حزب الشيطان في لبنان للعمل في تهريب المخدرات.
كما نوه إلى أنها “تحاول من خلال هذا الحزب إغواء أبناء الجالية العربية، وخصوصاً الشيعة منهم وجرهم في هذه التجارة القذرة، في بعض البلدان، مثل دول أميركا اللاتينية وغيرها”.
جرائم غسيل الأموال
تمثل عملية غسيل الأموال، أحد الجرائم الأخرى التي يلعب فيها حزب الله دورًا مهمًا، حيث يقوم حزب الله معتمداً طرقاً مختلفة بغسل ملايين الدولارات من الأموال القذرة من تهريب المخدرات والأسلحة.
وكانت إحدى طرق غسل الأموال لدى حزب الله شراء السيارات الأمريكية المستعملة ونقلها إلى إحدى دول غرب إفريقيا، حيث يجني أموالاً قذرة من مبيعات المخدرات من خلال صرافين محددين و٣٠٠ محل لبيع السيارات المستعملة في الولايات المتحدة، فيما لعب البنك اللبناني الكندي دورًا رئيسيًا في غسل الأموال.
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي.