الملخص التنفيذي:
تستعرض هذه الورقة كيف تحولت حركة حماس من حركة تحرر وطني؛ ذات إيديولوجيا دينية إلى ورقة استخدمتها إيران؛ لتقول للعالم كله: إن جغرافية الولية الفقيه؛ تخطت الجغرافية الإيرانية، لتصبح ليس على مشارف إسرائيل وحدودها فحسب؛ كما هو حال ذراعها حزب الله؛ إنما أصبحت داخل إسرائيل نفسها بعد أن جعلت من حماس مخلباً إيرانياً بدعمها المالي وترويجها الإعلامي.
فتستعرض هذه الورقة كيف باتت حماس ورقة إيرانية؛ تنفذ سياستها بشكل أو آخر، وكيف تحولت العلاقة مع إيران من علاقة غامضة إلى زواج متعة؛ لتنفيذ الأجندة الإيرانية! كما توضح دور “السنوار” في الارتماء بالحضن الإيراني! وبراغماتية حماس المتعدية لحدود القضية الفلسطينية؛ حتى انتهت عسكرياً وشعبياً في غزة بعد (غزوة 7 أكتوبر) التي كانت “توريطة” إيرانية بشكل أو آخر، ساهم بها غباء “السنوار” وانفعاليته؛ وكان الثمن غزة أرضاً وشعباً. هذه كله نناقش من خلال المحاور التالية:
المحاور:
- حماس من علاقة غامضة مع إيران إلى تبعية لها!
- دور “السنوار” في الارتماء بالحضن الإيراني!
- سلوك حماس البراغماتي
- ما سر تقلبات حماس في ولائها؟
- لماذا ذهبت حماس باتجاه إيران؟
- حماس ضد نظام الأسد! حماس مع الأسد!
- مراجعات وخيبات أمل!
- الزورق الإيراني الذي أغرق حماس!
- أخيراً: إلى أين تتجه حماس؟
حماس من علاقة غامضة مع إيران إلى تبعية لها!
استمرت العلاقة بين حماس وإيران غامضة، تميل إلى انتظار المستجدات العسكرية على الأرض في سوريا، وحتى بداية الحرب الإسرائيلية على غزة في الثامن من تموز/يوليو 2014 كانت العلاقات بين الجانبين يشوبها الحذر في المستوى الإعلامي، لكنها على الأرض كانت قد توقفت، إذ إن إيران أوقفت كامل دعمها لحكومة غزة، إضافة إلى الدعم المالي الخاص لكتائب القسام، ومع توقف الحرب كان اللافت هو المؤتمر الصحافي الذي عقده “أبو عبيدة” الناطق باسم كتائب القسام الذي قال في تصريحه: إن النصر الذي تحقق في غزة، يعود أساساً إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
بهذه المغازلة، كانت حماس تحاول أن تعيد ربط علاقاتها بإيران من جديد، خصوصاً أن الحرب في غزة كانت قد خلفت كوارث اقتصادية هائلة، وكانت حماس بحاجة إلى ترميم هذه العلاقة التي أخذت جدلاً داخلياً طويلاً، خصوصاً التيار الذي يتزعمه الدكتور “محمود الزهار” الذي كان يميل إلى ضرورة حسم هذا الجدل.
وحتى بداية 2015 كانت الأزمة المالية تعصف بحركة حماس، وكان ما يتسرب من داخل الحركة، أن القطاع العسكري يريد إعادة ترميم العلاقات مع إيران، وكانت المعضلة هي نقطة البداية التي جاءت في نهاية آذار/مارس من ذلك العام، عندما اشتعلت الصراعات بين الفصائل المسلحة في مخيم اليرموك التي انتهت بسيطرة تنظيم داعش على أغلب المخيم، وانحسار مقاتلي (الأكناف) في مدخل مخيم اليرموك، وقد لجأوا بدورهم إلى “مليشيا أحمد جبريل” أعداء الأمس الذين كانوا يحاصرون مخيم اليرموك، وجرى بالفعل نقل (مقاتلي الأكناف) إلى مناطق سيطرة النظام، ونقل عائلاتهم إلى المدارس الثانوية للبنات الواقعة بجوار مسجد البشير التي كانت تخضع لسيطرة النظام على مقربة من حي الزاهرة، ثم جرى في وقت لاحق نقل الجميع إلى مناطق قرب بلدة “يلدا”، التي كانت خاضعة للمصالحات، باستثناء قائد كتيبة الأكناف (المشير) الذي اعتقل، وظهر على شاشة تلفزيون السوري يدلي باعترافاته حول دور حماس في صناعة تنظيم الأكناف. ([1])
بدأ اللغط الحقيقي بعد هذه الحادثة تماماً، إذ أعلن “أحمد جبريل” أن “خالد مشعل” هو من اتصل به شخصياً وطلب منه حماية عناصر الأكناف ومساعدتهم، قال جبريل ذلك أمام قادة الفصائل الفلسطينية في دمشق، وبحضور “أحمد مجدلاني” وزير السلطة الفلسطينية المعني بملف مخيم اليرموك الذي خرج بدوره إلى الإعلام بهذه المعلومة التي تؤكد تحولاً مهماً في موقف حماس من الوقوف ضد النظام إلى وجود هذه الكتيبة ضمن مناطق سيطرة النظام، لكن تصريح “سامي أبو زهري” الناطق باسم حماس وبحسب عدد من الوكالات في 13 نيسان/إبريل، جاء لينفي هذا الخبر، ثم نفت لاحقاً حركة حماس على لسان الناطق الرسمي “مشير المصري” أي علاقة لها بكتائب الأكناف، وهي الرسالة التي حددت موقف حركة حماس وخطواتها المقبلة، ما يعني في ذلك الوقت أن حماس بدأت تتنصل من مشاركتها العسكرية دعماً للانتفاضة السورية.
دور “السنوار” في الارتماء بالحضن الإيراني!
في 14 شباط/فبراير 2017 نشر موقع عربي 21 تقريراً بعنون: “ماذا يعني انتخاب حماس (السنوار) قائداً للحركة في قطاع غزة”. ([2])
استعرضت فيه مجموعة من الآراء، وأكدت فيه أن المرحلة المقبلة ستشهد عودة قوية للعلاقات بين حماس وطهران، وهو ما عبر عنه السنوار في وقت لاحق بمؤتمر صحافي، عندما أعلن عودة العلاقة ما بين طهران وحماس إلى سابق عهدها، لكن ليس بالضرورة أن تكون تلك العودة كما وصفها السنوار، فالعلاقة المالية حتى نهاية شهر أيار/مايو الماضي كانت تشهد أزمات خانقة، طالت حتى المؤسسات الإعلامية التي تنفق عليها إيران، ومن بينها تلفزيون القدس، مع التوقف الكامل عن دفع الأموال لحكومة غزة التي حاولت خلال الأعوام الماضية تعويضها عبر الضرائب التي فرضتها حماس على كاهل مواطني غزة.
بينما أعادت إيران دعمها المالي ولو متقطعاً لـ”كتائب القسام” وهو ما بات يثير التساؤلات في غزة حول الدعم الإيراني الذي يذهب باتجاه كتائب القسام دون سواها من مؤسسات قطاع غزة، بما فيها القطاعات التابعة لحركة حماس، فهل هي السياسة الإيرانية التي تهدف إلى مزيد من الضغط على الجناح السياسي للحركة لانتزاع مزيد من التنازلات؟ أم هي الأساليب الإيرانية المتبعة في سوريا والعراق؟ إذ إنّ إيران تعمل على صناعة مليشيا متعددة، يعود ولاءها لها؛ لضمان مزيد من السيطرة الإيرانية على هذه المجموعات، بمقابل ذلك تمنع توحيد هذه المليشيا؛ حتى لا تشكل قوة واحدة، ومن ثم قد تخرج على سيطرتها!
إيران، كل ما يعنيها هو استغلال الملف الفلسطيني فحسب؛ لاستمرار ذرائعها بتغلغلها في البلدان العربية واستنزافها وصناعة الحروب والفوضى الطائفية والخراب وغير ذلك.
سلوك حماس البراغماتي
حركة حماس تتصرف بقطاع غزة وكأنها (طائفة صغيرة) وليس كحركة، بالرغم من امتداداتها الجغرافية، وما نقصده هنا بالضبط، أن جوهر فلسفة حماس هو فكرة البقاء للحركة، ما يعني أن الوطن والمواطن هو آخر اهتماماتها، بل لا مانع أن يكون الوطن والمواطن قرباناً في سبيل ذلك! وهذا ما حصل تماماً بعد (غزوة 7 أكتوبر)!
ونتذكر كيف تحدث “محمود الزهار” أحد قادة حماس عن فلسطين بنوع من الدونية؛ ليكشف الأسس البراغماتية التي تستند اليها الحركة، فهي ليست كما يتوهم بعضهم أنها ذات مشروع للأمة كما تدعي، وإنما هي حركة ترتكز على مسألة واحدة، وهي بقاء الحركة واستمرارها فقط. ([3])
هذه البراغماتية الحمساوية أوصلت حماس؛ لتغدو مخلباً يعمل لصالح السياسة الإيرانية في فلسطين، حتى وصل بها الحال إلى مغامرتها العجيبة (غزوة 7 أكتوبر/ت1) التي ورطتها بها إيران؛ مستغلةً تهور “السنوار” وحاجة حركة حماس للدعم مالي؛ وقامت تلك الغزوة على حسابات أن تتدخل الدول العربية في دعم حماس؛ لتكون معركة التحرير التي لطالما حلم بها “السنوار”! ولقد أدركت الأنظمة العربية ذلك؛ ولم تتدخل، وتم تدمير غزة؛ وتشريد شعبها المغلوب على أمره حمساوياً، دون أن تتحرك إيران! إنما أوعزت لمخلبها الأقوى حزب الله ليدخل على خط المعركة مع إسرائيل؛ ليحصل له ما حصل؛ حتى تهشمت قواعده؛ وصُفِّيَت قياداته! وانتهى تقريباً على الأقل عسكرياً، كل ذلك وقع عندما أخذ “السنوار” حماس باتجاه إيران؛ ليحول الحركة من حركة تحرير كما كانت تزعم؛ إلى أداة خادمة للسياسية الإيرانية!
ما سر تقلبات حماس في ولائها؟
سر الفلسفة التي تستند اليها حركة حماس مجهولة لبعضهم، إذ كيف يمكن لحركة أن تقوم بهذه التحولات في سلوكها السياسي دون أن يشعر قادتها بالخجل مما تقوم به، ناهيك عن (تبعية القطيع) للقاعدة الأساسية لحركة حماس، والتي تقبل كل هذه التحولات دون اعتراض يذكر، إذ لم يسجل تاريخ الحركة حالة اعتراض واسعة أو ذات جدوى، أو حتى انتقادات بالمعني الحقيقي الذي يمكن ان يدفع بالحركة إلى إجراء نوع من المراجعات الداخلية حفاظاً على الجانب البنيوي، ويمكن أن نختصر السبب، أن حماس أسست بناءها الداخلي وفق سياسة القطيع! بحيث لا يفكر فيه الفرد بتاتاً، فالعنصر في الحركة مجرد آلة استقبال وتسجيل، لأنه منذ البدء يتم وضعه في خانة الدونية الفكرية، وإقناعه أن من فوقه هم فئة معصومة وعصية عن الخطأ والزلل. وهذا حال التنظيمات الإسلاموية الجهادية كلها!
أما حركة حماس ذاتها، فالسر الأساسي بكامل سلوكها الشاذ والغريب، يرجع ذلك أنها تتصرف كـ (طائفة صغيرة) وليس كحركة، بالرغم من امتداداتها الجغرافية، أي إن جوهر فلسفة حماس هو فكرة البقاء للحركة، ما يعني أن التفكير بالوطن والمواطن يأتي بعد مصلحة الحركة؛ كما بينا آنفاً.
لماذا ذهبت حماس باتجاه إيران؟
الكيانات السياسية الصغيرة عندما تبدأ بالظهور تبدأ بالبحث عمن يستمع إليها، لذلك كانت إيران هي الأقرب للاستماع للصوت الحمساوي، فقد كانت حماس مجرد مجموعة بشرية تحمل كومة من الأفكار وتجهل تماماً المدارس السياسية، فألقت بنفسها في الحضن الإيراني، ونتيجة عجزها عن السيطرة على مشروع فلسطيني الذي كانت تقوده منظمة التحرير الفلسطينية المعترف بها عالمياً، وفي ظل هذا الوهم الذي ظهر في إيران حيث بدت إيران أمام حماس كقوة صاعدة يمكن الالتصاق بها، لذلك اعتقدت حماس أنها أمسكت بفكرة البقاء والاستمرارية للحركة، وهنا تماماً تبدو انتهازية الحركة، إذ إنها تدرك تماماً أن العرب لم يفكروا يوماً بالإمساك بالملف الفلسطيني، ولهذا السبب قدمت حماس نفسها ومشروعها منذ البدء ليكون الوجه الفلسطيني الإسلامي، ولكن..!؟
هنا نجد حماس ومنذ البداية، ومع خروج ياسر عرفات من دمشق، دخلت إليها كبديل، وأغرقت في خطابها النظري تخويناً بالمنظمة، وتمجيداً بنظام الأسد، الذي في سيرته تل الزعتر، وحروب المخيمات العديدة من حرب حركة أمل إلى حروب التجويع والتشريد والحصار وغيرها.
كان نظام الأسد هو الحليف الأول لحركة حماس عربياً، لسبب واحد، وهو أن الأسد الأب كان الوحيد عربياً الذي استعدى ياسر عرفات. وهي بالضبط النقطة التقطتها إيران تماماً، لأن ياسر عرفات رفض المطالب الإيرانية قبيل الخروج من بيروت، وجاءت حماس لتقدم كل شيء، كل شيء تماماً.
سنلاحظ لاحقاً كيف أغمضت حماس عينيها عن المليشيا المدعومة إيرانياً التي استباحت فلسطينيي العراق بالقتل والاغتصاب والفظائع، وهي انتهاكات موثقة بالأدلة، وكانت تلك بداية الغرام الحرام بين صانعة المليشيا وداعمتها، وبين حماس التي قدمت نفسها كمليشيا إضافية جاهزة للخدمة.
حماس ضد نظام الأسد! حماس مع الأسد!
السؤال الذي يحير الجميع، لماذا وقفت حماس ضد نظام الأسد؟ والإجابة بسيطة وواضحة، إنها (عقدة البقاء) التي تلازم الحركة، فقد اعتقدت حماس أن نظام الأسد راحل في فترة وجيزة كما هو حال نظام مبارك والقذافي والبشير وصالح، وكان هذا الأمر على وشك الحدوث فعلاً، لكن حركة حماس لم تدرك حينها أن حملها للسلاح في سوريا إضافة الى ظهور الفصائل المتطرفة هو الذي سيطيل بعمر نظام الأسد.
هو الوهم ذاته الذي باتت ترتكز عليه عقلية مشايخ حماس من جديد، إذ إن عموم العمل لدى مختلف الحركات الإسلامية هو عمل تجريبي لا يرتكز على منطق وعي سياسي دقيق، وهكذا تعود اليوم حماس لتبحث عن حضن الأسد، لأنها كما اعتقدت سابقاً أن استمرارها وبقاءها سيكون بالمساهمة في اسقاط نظام الأسد، فهي باتت تعيش اليوم ذات الوهم وباتت تعتقد أن بقاءها هو بالعودة لنظام الأسد، الذي تتخيل حماس أن العالم يريد إعادة انتاجه من جديد، كما تعيش أوهام القوة الإيرانية، التي تتخيل حماس أيضاً أنها ستكون ورقة عصية على التغيير أمام الإرادة الدولية، وهنا يمكننا معرفة الخط البياني لتذبذب الحركة، أنه يقوم أصلاً على خيط من الأوهام يتتبع مصالح في مخيلة مشايخ حماس فحسب. وهذا ما أعلن عنه “السنوار ذاته في إحدى خطاباته بالصوت والصورة. ([4])
مراجعات وخيبات أمل!
في ورقة المراجعات التي أعلنها “خالد مشعل” من قطر، كانت تتوقع حماس أن يبادرها العالم في اليوم التالي بالأحضان، ولم تدرك حماس أنها في غزة لن تنجح بتشكيل كيانية جديدة، وكان يمكن أن يكون لتلك الورقة قيمة معينة، لو أن هذه الورقة تم الإعلان عنها ضمن البيت الفلسطيني، الذي يعني توحيد الجهود الفلسطينية في مشروع سياسي موحد، يهدف إلى تحقيق مطلب فلسطيني وهو الدولة الفلسطينية انطلاقاً من عملية سلمية برعاية دولية لا غير.
وبالتالي كانت ورقة حماس بعيدة عن هذا كله، لأنها أرادت أن يفتح العالم أبوابه إليها وهو ما لن يحدث. وهنا كانت التوجهات الحمساوية نحو فكرة المحور الإيراني من جديد على الرغم من أن الاتصالات بين إيران وكتائب القسام لم تنقطع، باعتبار أن كتائب القسام تعيش فكرة سياسية ترتكز أيضاً على وهم كبير، إذ يؤمن قادة القسام أن وجودهم واستمرار تطوير قدراتهم العسكرية في غزة؛ هو عمل إلهي سينتهي بهم إلى تحقيق الانتصار العسكري على إسرائيل، ومثل هذا الوهم شاهدناه لدى جميع الحركات الإسلامية التي تؤمن بحتمية الانتصار انطلاقاً من رؤيتها لذاتها؛ وليس لما حولها، فمن أفغانستان إلى الجزائر والصومال ومالي وسوريا وغزة، نجد أن الهواجس مشتركة، وأن النتائج هي واحدة، وهي أن الإسلامويين يعيشون عالمهم بداخلهم معزولين عن كامل الجغرافيا والتاريخ والواقع الدولي.
الزورق الإيراني الذي أغرق حماس!
إذا كانت حركة حماس تفكر كــــ (طائفة) خائفة على نفسها من المحيط، وإذا كان الهدف الأول والأخير للحركة هو البقاء، فمن الطبيعي أن تلجأ حماس إلى الزورق الإيراني المثقوب، ومن الطبيعي أن تلجأ إلى نظام الأسد وحزب الله والحوثيين، ومن الطبيعي أيضاً أن تغلق حماس ملف (حركة الصابرين) في غزة ([5]) لكي تتولى الرسالة بنفسها، ولكي يقوم إعلامها بتقديم إيران بأنها الدولة الوحيدة القادرة على الإمساك بمشروع الأمة الإسلامية وقيادته من جديد، وبالتالي نجد حماس بين عقلية الطائفة المعزولة عربياً الخائفة من المستقبل، وبين أوهام الاحتماء بمشروع (وهمي كبير) اسمه إيران.
أخيراً: إلى أين تتجه حماس؟
بالتأكيد هي أخذت غزة وشعبها نحو الهاوية، وتأخذ فلسطينيي سوريا نحو كارثة جديدة، فما هو مطلوب من حماس لدى نظام الأسد إلا أن تكون المليشيا في خدمته، شأنها شأن “أحمد جبريل” وغيره، وليس هناك مزيد من الوقت أمام حماس للدلال والتريث، فالورقة الفلسطينية التي قدمتها حماس لإيران أوصلت مشروع الدولة الفلسطينية إلى الهاوية، ومزقت الشارع العربي، ولم يبق أمام مشايخ حماس سوى العودة لتقبيل حذاء الأسد، هذا هو الحذاء الذي يصل إليه كل الذين يتاجرون باسم الدين.
يبقى أن نذكّر مشايخ غزة، الذين يصرخون وامعتصماه… ويعيدون تذكيرنا بجيش المعتصم الذي جاء على خيول بلق، يبدو أنهم لم يسمعوا أصوات النساء الفلسطينيات اللواتي اعتقلن وتعرضن للاغتصاب ولا يزال بعضهن في سجون نظام الأسد، وللعلم، هؤلاء النساء معروفات جيداً لجميع قادة حماس، وبالأسماء ومكان الاعتقال. ولم يروا وهم في أنفاقهم ماذا حل بشعب غزة المغلوب على أمره بسبب حماقات السنوار ومغامرته التي دمرت غزة عن بكرة أبيها!
لن نسأل قادة حماس عن شعب سوريا الجريح واليمن والعراق ولبنان وغيره، لأنهم أصلاً تركوا شعبهم، بالتالي هم يتحدثون باسم من؟؟؟
مراجع
[1] ـ مستقبل العلاقة بين حماس وإيران. وحدة الدراسات الاستراتيجية في مركز مينا مينتور: https://www.mena-researchcenter.org/ar/%d9%85%d8%b3%d8%aa%d9%82%d8%a8%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%84%d8%a7%d9%82%d8%a9-%d8%a8%d9%8a%d9%86-%d8%ad%d9%85%d8%a7%d8%b3-%d9%88%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86/
[2] ـ علي الطائي. ماذا يعني اختيار يحيى السنوار رئيسا لحركة حماس؟ عربي 21: https://arabi21.com/story/1616685/%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D9%8A%D8%B9%D9%86%D9%8A-%D8%A7%D8%AE%D8%AA%D9%8A%D8%A7%D8%B1-%D9%8A%D8%AD%D9%8A%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%86%D9%88%D8%A7%D8%B1-%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3%D8%A7-%D9%84%D8%AD%D8%B1%D9%83%D8%A9-%D8%AD%D9%85%D8%A7%D8%B3
[3] ـ محمود خالد الزهار (ولد في 1945)، طبيب وسياسي فلسطيني، وأحد أبرز قادة حركة حماس، وعضو القيادة السياسية في الحركة، ووزير الخارجية في الحكومة الفلسطينية العاشرة (حكومة إسماعيل هنية) التي شكلت في مارس 2006، بعد فوز حركة حماس في الانتخابات. سُجن في سجون الاحتلال الإسرائيلي وفي سجون السلطة الفلسطينية، وأبعد لمرج الزهور، وتعرض لعدة محاولات لاغتياله
[4] ـ فيديو لقائد حماس يحيى السنوار: سوريا بقيادة بشار الاسد لها الفضل بمساندة المقاومة في غزة: https://www.youtube.com/watch?v=oh5i6sAXACE
[5] ـ حركة الصابرين نصراً لفلسطين: تسمى اختصاراً (حصن) وهي حركة فلسطينية تنشط في قطاع غزة، تتمذهب بالمذهب الشيعي. وُلِدت بعد انشقاقها عن حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين عام 2014. وهي تضم نخبة من المنشقين عن حركة الجهاد الإسلامي الطامحين لأن تكون بديلاً مستقبلياً عنها. وأما قيادة الحركة فهم كما يلي: مؤسس حركة الصابرين هو القيادي المنشق عن حركة الجهاد الإسلامي “هشام سالم”. وأما تمويل الحركة فهو من إيران حزب الله”الميزانية بنحو (12) مليون دولار أمريكي سنوياً، أي بمعدل مليون دولار شهرياً. وأما القائد العسكري لحركة الصابرين: “هشام سالم” وهو قيادي منشق عن حركة الجهاد الإسلامي. وهناك قيادات دينية وسياسية منهم: محمود جودة، عبد العزيز عودة، عبد الله الشامي