تقرير وحدة الرصد والمتابعة في مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي “مينا”
تعتبر المؤسسة الأمنية وفروعها المتوزعة في مختلف المناطق في سوريا، العمود الفقري والمفصل الرئيس والأساس والداعم المطلق لنظام الأسد في مدى أكثر من 40 عاماً. شاركت الأجهزة الأمنية بشكل ملحوظ وفاعل في نواحي الحياة كافة، واكتسبت مهارات في التعامل مع الشعب السوري أفراداً وعائلات وعشائر وطوائف وقوميات، إضافة إلى خبرتها في إدارة مؤسسات الدولة كلها والمنظمات الوسيطة بين الدولة والمجتمع بطرائق غير مباشرة.
تنقسم المؤسسة الأمنية إلى أربعة أجهزة رئيسة وهي: المخابرات الجوية، إدارة أمن القوات (الأمن العسكري)، أمن الدولة، الأمن السياسي، إلا أن جهازي المخابرات العسكرية، والمخابرات الجوية يعدان من أشدّ تلك الأجهزة قمعيةً وأكثرها حساسيةً، في حين يعتبر جهاز الأمن السياسي أكثر الأجهزة انتشاراً بين السوريين ومراقبةً لهم، وتلك الأجهزة كلها يشرف عليها مكتبان: مكتب الأمن القومي الذي أصبح يسمى حديثاً مكتب الأمن الوطني، ومكتب أمن الرئاسة ويسمى رسمياً بالمكتب الخاص.
يتبع لتلك الأجهزة الأمنية الأربع نحو 48 فرعاً رئيساً، إضافة إلى الفروع الإقليمية في عدد من المحافظات السورية. وينقسم كل جهاز من أجهزة المخابرات الثلاثة إلى فروع، مع الملاحظة أنه في حالتي المخابرات العسكرية والمخابرات العامة يكون لكل فرع رقم ثلاثي معروف به، أما في حالتي المخابرات الجوية والأمن السياسي فيعرف الفرع باسمه، ومن ثم فإن كل فرع من تلك الفروع ينقسم إلى أقسام، وينقسم كل قسم بحسب التخصصات إما إلى مفارز أو إلى خلايا في حالة النشاط الخارجي، وإما إلى مجموعات.
وقدّرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أعداد العناصر العاملة في هذه الأجهزة الأمنية قبل انطلاق الانتفاضة السورية بنحو 90 ألف ما بين ضابط وصف ضابط وعنصر وموظف مدني وأغلبهم ينتمون إلى الطائفة العلوية، بحسب المصدر ذاته، مشيرةً إلى أن هذا العدد لا يشمل كلاً من المخبرين، وكتاب التقارير المنتشرين في مختلف مؤسسات الدولة وبين المدنيين، ولا يدخل في هذا العدد أيضاً ضباط أمن التشكيلات العسكرية أو المطارات، وكتائب الدفاع الجوي، وضباط أمن السفارات والمؤسسات الحكومية، وقدّرت الشبكة عدد ضباط المخابرات بحدود 2000 ضابط تقريباً، أكثر من نصفهم من الطائفة العلوية، ولا يدخل ضمن هذا العدد من مُنحوا رتبة شرف نتيجة خدمات قدموها.
جهاز المخابرات العسكرية أو الأمن العسكري والفروع التابعة له
يتبع جهاز المخابرات العسكرية مباشرة لوزارة الدفاع إدارياً ومالياً وتسليحاً، من دون أن يكون لوزير الدفاع أي سلطة عليه، إنما هو الذي يتدخل في تعيين وزير الدفاع ونوابه ورؤساء الأركان وتنقلات الضباط والعناصر في الجيش، ويجري تعيين رئيس الشعبة بقرار من رئيس الجمهورية، ويتكون من فروع عدة تمتاز بأنها تحمل أرقاماً ثلاثية وهي مقسمة على الشكل الآتي:
الفروع المركزية: وتوجد في دمشق، باستثناء فرع مخابرات الجبهة الموجود في سعسع شمال شرق القنيطرة، ومن أبرزها:
الفرع 291: وهو الفرع الإداري ويسمى أيضاً فرع المقر وهو القلب النابض للجهاز، إذ يحتوي على ملفات جميع العاملين ضمن هذا الجهاز، ويقوم بمراقبة العاملين ضمن الجهاز منعاً لأي ثغرة، ويلعب دوراً مهماً في ترقية العاملين ضمن الجهاز أو إبعادهم أو نقلهم.
الفرع 293: وهو فرع شؤون الضباط أو أمن الضباط، ويعتبر من الفروع الحساسة جداً لأنه يحتوي على ملفات ضباط الجيش ويراقب ضباط الجيش، ويلعب دوراً كبيراً في ترقيتهم أو إبعادهم أو نقلهم أو تعيينهم في مراكزهم، ويملك رئيس هذا الفرع إمكان الاتصال مباشرة برئيس الجمهورية ورفع تقاريره له، حتى أن بعضهم أخطأ وأسماه فرع الأمن العسكري (بينما تسمية الأمن العسكري تطلق على جهاز المخابرات العسكرية عموماً)، وظنه بعضهم شبه مستقل عن إدارة المخابرات العسكرية بسبب تمكنه من التواصل مباشرة مع رئيس الجمهورية، بينما في الحقيقة هو يتبع لجهاز المخابرات العسكرية ويلتزم بأوامر إدارة الجهاز ما لم يقم رئيس الجمهورية بإلغاء تلك الأوامر الموجهة إليه، ولكن ميزة هذا الفرع إمكان تواصله المباشر مع رئيس الجمهورية، وأنه يرصد تحركات الوحدات العسكرية يومياً من خلال ضباط الأمن في تلك الوحدات لمنع أي تحرك لا تعلم به القيادة، خشية تحريك تلك الوحدات عتادها للقيام بانقلاب أو عمل ضد النظام كما كان سائداً في ستينيات القرن الماضي.
الفرع 294: أو فرع أمن القوات العسكرية وهو المسؤول عن مراقبة قطع الجيش والقوات المسلحة كافة (باستثناء القوات الجوية والدفاع الجوي)، ويحتوي على ملفات خاصة بالجنود وصف الضباط العاملين في الجيش، وملفات عن المعسكرات والقطع العسكرية وحالتها القتالية ودرجة استعدادها ومدى ولائها، ويوزِّع مخبريه ضمن الجنود لمراقبة أي بوادر تمرد أو عصيان أو اختراق.
وكل تشكيل في الجيش يحتوي على ضابط أمن خاص به (ضابط أمن الفرقة أو ضابط أمن اللواء .. إلخ)، هذا الضابط يكون مُرتبطاً ومُنسقاً مباشرة مع الفرع المذكور، ويرتبط بذلك الفرع أكثر من ارتباطه بقائد التشكيل العسكري الذي يعمل ضابطاً لأمنه، ما يجعل كلمة ضابط أمن التشكيل أقوى من كلمة قائد التشكيل.
وأي تحرك للقوات يجب أن يجري بموافقة وتنسيق مع هذا الفرع، في حين يمارس هذا الفرع مهمة الإشراف على جهاز الشرطة العسكرية ووحداتها الملحقة بالتشكيلات العسكرية.
الفرع 235: أو فرع فلسطين وهو من أهم فروع هذا الجهاز وأقدمها، وهو فرع ضخم جداً يكاد يكون حجم المهمات الموكلة إليه بحجم جهاز استخباراتي منفرد بحد ذاته، وله نشاط داخلي وخارجي.
وكان من المفترض أن يكون هذا الفرع متخصصاً بالنشاط ضد إسرائيل والأمور المتعلقة بالحركات الفلسطينية، ولكن نشاطه في عهد حافظ الأسد توسع كثيراً وشمل مطاردة الحركات الإسلامية واختراقها ومحاولة توجيهها والتحكم بها إن اقتضى الأمر، أو إنشاء حركات إسلامية وهمية كجبهة النصرة التي تتبع لنظام الأسد وليس جبهة النصرة التي تتبع للقاعدة، ولذلك فأحد أقسام هذا الفرع قسم يسمى قسم مكافحة الإرهاب، ويختص غالباً بالحركات الإسلامية.
ومن مهمات فرع فلسطين أيضاً، مراقبة الحركات الفلسطينية داخل القطر وخارجه؛ سواء منها المعارضة للنظام أم الحليفة له، إضافة إلى القيام بنشاط استخباراتي ضدها إن اقتضى الأمر، ومن اختصاصات الفرع أيضاً مراقبة اللاجئين الفلسطينيين المقيمين على الأراضي السورية.
ويتبع للفرع وحدة تسمى وحدة الضابطية الفدائية، تملك مبنى مستقلاً ولكنها تتبع الفرع المذكور، وتختص بشؤون جيش التحرير الفلسطيني، والحركات الفلسطينية المسلحة التي توجد بسلاحها رسمياً على الأراضي السورية (مثل جماعة أحمد جبريل) ويعتبر هذا الفرع أقذر فروع الجهاز في التعذيب والانتهاكات.
فرع المعلومات: وهو فرع يتخصص بالمعلومات العامة للجهاز وإعداد الدراسات المختلفة له، ويحوي كثيراً من الأقسام المختلفة منها قسم للأديان والأحزاب السياسية، ومراقبة نشاط وسائل الإعلام المحلية والعالمية المسموعة والمقروءة والمرئية بما فيها الإنترنت، ويتعامل معها أيضاً بشكل مباشر أو غير مباشر بما يهم عمل الجهاز.
الفرع 211: وهو الفرع الفني، ويسمى أيضاً فرع الحاسب الآلي أو فرع الكمبيوتر، وتعمل فيه كفاءات بشرية عالية وذات مستوى ثقافي جيد، ويختص بالإنترنت والحاسب الآلي والخدمات المتعلقة بالكمبيوتر والإنترنت كافة المرتبطة بالجهاز، ومن مهماته أيضاً مراقبة الإنترنت والنشاط فيه، ويتدخل في قضايا حجب المواقع أو رفع الحجب عنها، وهو مسؤول عن مراقبة الإشارات اللاسلكية للجيش والأمن وتشفيرها، إضافة إلى عمليات المسح الفني والراشدات.
الفرع 225: أو فرع الاتصالات، وتعمل فيه كفاءات بشرية عالية ذات مستوى ثقافي جيد، ويختص بالاتصالات الداخلية والخارجية التي تجري عبر الهاتف أو المحمول أو الفاكس، ويستطيع التحكم مباشرةً بالاتصالات كلها داخل سوريا، كحجب أرقام معينة أو قطع مكالمات أو تعطيل خدمة الرسائل القصيرة عن أحد الأرقام أو إيقاف رسالة قبل وصولها… إلخ، والتنصت عليها، ويتداخل عمله في مجال الإنترنت كثيراً مع الفرع 211، ويشرف على مشروعات الاتصالات كافة ويتابع تنفيذها في القطر.
الفرع 237: أو فرع اللاسلكي وهو خاص بمسح موجات الراديو وتتبع المكالمات اللاسلكية والتنصت عليها أو تشويشها أو التداخل معها.
الفرع 248: أو فرع التحقيق العسكري، وهو بمنزلة هيئة التحقيق الرئيسة لجهاز الأمن العسكري، علماً أن كل فرع من فروع الجهاز المركزية والإقليمية يملك قسم تحقيق خاص به، ويعتبر ثاني أسوأ فرع في الجهاز من حيث الانتهاكات بعد فرع فلسطين.
الفرع 215: وهو فرع المداهمة والاقتحام، ويضم حوالى 4000 عنصر مدربين على المهمات الخاصة المتعلقة بعمليات الاقتحام والخطف والاغتيال كلها وإلقاء القبض على المطلوبين المستعصين عن باقي الفروع.
الفرع 216: وهو فرع الدوريات الذي ينفذ الأوامر القيادية كافة سواء المركزية أم الفرعية في ما يتعلق بتنفيذ المهمات الأمنية الميدانية.
الفرع 220: أو فرع مخابرات الجبهة، ويسمى أيضاً فرع سعسع أو فرع مخابرات القنيطرة، ويختص بالشؤون الاستخباراتية للجولان المحتل وقوات الجبهة، ويراقب أيضاً قوات الطوارئ الدولية العاملة هناك الأندوف، ويعمل على ضبط أي تحرك ضد إسرائيل، سواء من الوحدات العسكرية أم من المواطنين السوريين في تلك المناطق.
الفروع الإقليمية: وتنتشر في محافظات مختلفة بمعدل فرع في مستوى المحافظة وقد يتبع له بحسب الحاجة أقسام في مستوى المناطق ومفارز في مستوى النواحي، وأبرز تلك الفروع:
الفرع 227: فرع محافظة دمشق (ويسمى أيضاً فرع المنطقة).
الفرع 261: فرع محافظة حمص.
الفرع 245: فرع محافظة درعا.
الفرع 219: فرع محافظة حماة.
الفرع 222: فرع محافظة الحسكة.
الفرع 271: فرع محافظة إدلب.
الفرع 290: فرع محافظة حلب.
الفرع 243: فرع محافظة دير الزور.
الفرع 221: فرع البادية (ويسمى أيضاً فرع تدمر).
الفروع الأمنية التابعة لجهاز المخابرات الجوية
أُحدِث جهاز المخابرات الجوية مع بداية تولي حافظ الأسد للحكم، ويتصف هذا الجهاز بأنه من أكثر الأجهزة الأمنية غموضاً وأكثرها ولاءً للنظام وموثوقيةً لديه، يضاف إلى ذلك احتواؤه على الكفاءات البشرية والتقنية الأقوى مقارنة بباقي الأجهزة الأمنية، وهو الجهاز الذي يحتوي على أقل النسب من غير الطائفة العلوية مقارنةً بالأجهزة الأخرى، على الرغم من أن جهاز الأمن العسكري أيضاً يحتوي على أغلبية علوية في مستوى العناصر والضباط معاً، بينما يحتوي الأمن السياسي، وأمن الدولة على أغلبية علوية في مستوى الضباط، ولكن جهاز المخابرات الجوية هو أكثف الأجهزة من حيث الحضور العلوي في مستوى العناصر والضباط، وفروعه تسمى بالأسماء فقط وليس لها أرقام ثلاثية.
وتتبع إدارة المخابرات الجوية لوزارة الدفاع إدارياً ومالياً وتسليحاً، ولكن ليس لوزير الدفاع أي سلطة عليها، بل بعكس ذلك فإنها مع إدارة المخابرات العسكرية تُشرف على عمل وزير الدفاع ولها رأي في تعيينه، وبقي على رأس إدارة المخابرات الجوية اللواء محمد الخولي مدة طويلة جداً، وقد استعان به حافظ الأسد في العمليات الأمنية ضد خصومه بعد أن استولى على السلطة.
وتعد المهمة الأساسية للمخابرات الجوية هي حماية سلاح الجو السوري، إضافة إلى طائرة الرئيس وأمنه خلال وجوده خارج سوريا، ويجري تكليف هذا الجهاز بالمهمات السّرية والحساسة، في حين إن المعلومات المعروفة عنه أقل من المعلومات المعروفة عن الأجهزة الأخرى لطبيعة الجهاز السّرية وصغر حجمه مقارنة بالأجهزة الأخرى، ونُدرة احتكاكه بالمدنيين قبل الانتفاضة إلا في حالات خاصة.
ويتبع لهذا الجهاز عدد من الفروع الأمنية هيكليتها على الشكل الآتي:
الفروع المركزية: وتوجد في دمشق، ومن أبرزها:
الفرع الاداري: وهو القلب النابض للجهاز، إذ يحتوي على ملفات العاملين ضمن هذا الجهاز جميعهم، ويقوم بمراقبة العاملين ضمن الجهاز منعاً لأي ثغرة ضمن الجهاز، ويلعب دوراً في ترقية العاملين ضمن الجهاز أو إبعادهم أو نقلهم.
فرع المعلومات: وهو فرع يتخصص بالمعلومات العامة للجهاز والدراسات المختلفة له، ويحوي كثيراً من الأقسام المختلفة منها قسم للأديان والأحزاب السياسية، ويراقب الفرع أيضاً نشاط وسائل الإعلام المحلية والعالمية المسموعة والمقروءة والمرئية بما فيها الإنترنت، ويتعامل معها أيضاً بشكل مباشر أو غير مباشر بما يهم عمل الجهاز.
فرع التحقيق: وهو بمنزلة هيئة التحقيق الرئيسة لجهاز المخابرات الجوية، على الرغم من أن كل فرع من فروع الجهاز المركزية والإقليمية يملك قسم تحقيق خاص به، ويعتبر من أسوأ فروع مخابرات النظام في استخدام أساليب عنيفة في التعذيب والانتهاكات.
– فرع المطار: الموجود في مطار المزة، ويعتبر مسؤولاً عن أمن المطار الرئاسي وأمن الطائرة الرئاسية، وربما هذا الفرع مسؤول أيضاً عن المهمات الاستخباراتية المتعلقة بالأمن الشخصي للرئيس أثناء تنقلاته في الخارج.
– فرع العمليات: وهو مسؤول عن العمليات الداخلية والخارجية للجهاز، بما فيها الأمور المتعلقة بسلاح الجو التي تتطلب جهداً استخباراتياً خارجياً، وربما ينسق مع فرع المطار أثناء تأدية المهمات الاستخباراتية الخارجية المتعلقة بأمن الرئيس أثناء تحركاته، وكذلك ينتشر عملاء هذا الفرع في مكاتب الطيران السورية في الخارج.
– فرع العمليات الخاصة: بدأ الحديث عن هذا الفرع فعلياً خلال الانتفاضة لتورطه في بعض النشاط ضد المتظاهرين، أما عن طبيعة مهماته، فيرجح أنها تختص بالمهمات نفسها الموكلة إلى فرع العمليات داخلياً وخارجياً، ولكن ذات الطابع الأكثر حساسية.
ويقع فرع العمليات الخاصة في مطار المزة العسكري، ويتألف من أقسام عدة أهمها: فرع التحقيق، وفرع المهمات الخاصة الذي يرأسه العقيد سهيل الحسن، وتتبع له كتيبة أمن وحماية المطارات التي تقع ضمن مطار دمشق الدولي، وترأسها العقيد إياد مندو قبل استلامه فرع المخابرات الجوية في حلب خلفاً للواء أديب سلامة، ويتمتع الفرع بصلاحيات خاصة نظراً إلى مسؤوليته عن حماية الطائرات المدنية والعسكرية، ويوجد عناصره ضمن كل رحلة طيران مدنية برئاسة ضابط، وتعمل وحدة المهمات الخاصة على تقديم الدعم له في حال حاجته إلى ذلك عند تنفيذه إحدى المهمات في الداخل أو الخارج، وتقدم رجالاً ذوي تدريب قتالي واستخباراتي عالٍ وتمده بالكادر البشري الأكثر كفاءة لتنفيذ المهمة.
-الفرع الفني: ويوجد في مبنى جديد للأركان، ويقع مقابل مبنى قيادة القوى الجوية والدفاع الجوي (آمرية الطيران)، ويتألف من أقسام عدة، ويعتبر من الفروع المركزية في الإدارة، ويقع على عاتقه تنفيذ المشروعات كافة التي تتطلبها الإدارة بفروعها وأقسامها المختلفة التي تتعلق بالتقنية والتكنولوجيا بالتعاون مع إدارة السيطرة وأتمتة القيادة في وزارة الدفاع.
-فرع الأمن الجوي: يرأسه العميد همام زينة، ويبلغ تعداده الفعلي نحو 131عنصراً، ويوجد في مبنى إدارة المخابرات الجوية في القصاع، ويتألف من أقسام عدة منها: قسم القوى الجوية، وقسم الدفاع الجوي، وترد إليه طلعات الطيران الحربي التدريبية في المطارات العسكرية كافة، ويرتبط بالأبراج كافة في تلك المطارات لمراقبة تلك الطلعات وضمان عدم اختراقها للمجال الجوي للدول المجاورة، إذ إن التعليمات الدائمة في الدفاع الجوي تنص على إسقاط الطائرات الصديقة حين تتجاوز خطاً معيناً قريباً من الجبهة مع إسرائيل أو من الحدود المشتركة مع الدول الأخرى، خصوصاً إذا لم تكن قيادة العمليات الجوية قد أعطت الدفاع الجوي توجيهات أخرى مسبقاً.
الفروع الإقليمية التابعة لجهاز المخابرات الجوية
تنتشر في عدد من المحافظات السورية، بحيث يكون هناك فرع مسؤول عن محافظة أو قطاع شامل لمحافظات عدة، بحيث يغطي الفرع قطاعاً من القطاعات الجغرافية التي تنقسم إليها القوات الجوية والدفاع الجوي، ومن المعروف أن قيادة القوى الجوية والدفاع الجوي قسمت القطر إلى قطاعات عدة وكل قطاع له قيادته العسكرية، وقد أنشأت المخابرات الجوية فرعاً إقليمياً لها في كل قطاع من تلك القطاعات، ويتبع كل فرع عدد من الأقسام بحسب الحاجة، ويتبع لكل قسم عدد من المفارز بحسب الحاجة أيضاً، ويكون كل فرع إقليمي مسؤولاً عن المطارات العسكرية والمدنية وقواعد الدفاع الجوي الواقعة ضمن نطاقه الجغرافي، إذ يحتوي على ملفات تضم الضباط والمجندين العاملين ضمن المطارات وقواعد الدفاع الجوي كلهم، بما فيهم الطيارون والملاحون العسكريون والمدنيون، وملفات عن المطارات وكتائب الدفاع الجوي، ويوزع مخبريه كلهم ضمن العاملين في المطارات العسكرية والمدنية وقواعد الدفاع الجوي ضمن نطاقه الجغرافي، بما فيهم مضيفو الطيران في المطارات المدنية.
وتوجد ستة فروع في عموم أنحاء سوريا، ويتبع لهذه الفروع أقسام تتوزع في المحافظات التي لا يوجد فيها المقر الرئيس لهذه الفروع، وأقسام أخرى في المناطق، ومفارز في النواحي والبلدات يحسب الحاجة، وهذه الفروع هي:
- فرع المنطقة: ويغطي مدينة دمشق وريفها ومقره مدينة دمشق.
– فرع المنطقة الجنوبية: ويغطي درعا والسويداء ومقره مدينة دمشق، ويقع على أطراف مدينة دمشق قرب تقاطع أتوتوستراد (حرستا – حلب)، ويرأسه العميد محمد رحمون، ويبلغ تعداده الفعلي 802 عنصراً.
– فرع المنطقة الوسطى: ويغطي حمص وحماة ومقره مدينة حمص، ويقع في مدينة حمص، تحديداً في المدخل الشمالي للمدينة، إذ يطل مباشرة على أوتوستراد حمص – حماة، وعند مدخل الفرع دوار سمي باسمه (دوار الجوية)، ويتألف من أقسام عدة، منها قسم التحقيق، وقسم المعلومات، وقسم الدفاع الجوي، وقسم القوى الجوية، ويتبع له قسم الدفاع الجوي في محافظة حماة الذي يرأسه العقيد ناجي الصباغ، وللفرع مفارز في مدن محافظتي حمص وحماة وبلداتهما، يرأس فرع المخابرات الجوية في المنطقة الوسطى العميد جودت الأحمد، ومعاون رئيس الفرع: العقيد صايل أسعد داوود وهو من بلدة فيروزة في الريف الشرقي لمدينة حمص.
– فرع المنطقة الشمالية: ويغطي حلب وإدلب ومقره مدينة حلب، يقع في حي الزهراء، قرب دوار الأيتام، ويتألف من أقسام عدة، وله مفارز في المدن والبلدات والقرى التابعة لمحافظة حلب، يرأس فرع المخابرات الجوية في حلب العميد إياد مندو ومعاون رئيس الفرع العميد صلاح بسيس، ويرأس قسم المعلومات المدنية في فرع المخابرات الجوية في حلب العميد زهير بيطار، وتعد مسؤولية نقل المعتقلين إلى محافظات أخرى في فرع المخابرات الجوية في حلب من اختصاص العقيد علي حسنة، أما مسؤول المطار المدني في فرع المخابرات الجوية في حلب فهو المقدم فادي عباس.
– فرع المنطقة الشرقية: ويغطي دير الزور والرقة والحسكة ومقره مدينة دير الزور، وله أقسام ومفارز في المحافظات الشرقية، يرأس فرع المخابرات الجوية في دير الزور العميد محمد طيارة، ويرأس قسم المخابرات الجوية في محافظة الحسكة العميد حسين الصالح، ويرأس قسم المخابرات الجوية في الرقة العميد عبد الله الجدوع من أبناء الرقة، وقد انتقل مكان القسم بعد خروج المدينة عن سيطرة نظام الأسد.
– فرع المنطقة الساحلية: ويغطي اللاذقية وطرطوس ومقره مدينة اللاذقية، ويتخذ من المشروع السابع في مدينة اللاذقية قرب تسجيلات النور مقراً له، ويتألف من مكاتب عدة، يرأسه العميد سهيل العبد الله، ويرأس قسم طرطوس العميد أحمد جبارة، وهو من دير الزور، وله أقسام ومفارز في مدن محافظتي اللاذقية وطرطوس وبلداتهما.
أمن الدولة أو جهاز إدارة المخابرات العامة
أنشئ هذا الجهاز عبر المرسوم رقم 14 لعام 1969، ثم جرى تعديله بالقانون رقم 495 لعام 1971 بعد استيلاء حافظ الأسد على السلطة، وتتبع هذه الإدارة لرئيس الجمهورية مباشرة تحت مسمى الوحدة 1114 من دون المرور على أي جهاز أو وزارة إلا في حال التنسيق مع مكتب الأمن الوطني الذي كان يسمى سابقاً مكتب الأمن القومي.
ويطلق بعضهم على جهاز المخابرات العامة بالخطأ اسم جهاز الأمن العام أو إدارة الأمن العام وذلك نتيجة خلطهم الناتج من التسمية، إذ يسمى الجهاز بإدارة المخابرات العامة ويكون لفروعه أرقاماً ثلاثية، ومن أبرز تلك الفروع:
الفروع المركزية (وتوجد في دمشق) وهي
– الفرع 111: وهو الفرع الإداري والقلب النابض للجهاز، إذ يحتوي على ملفات العاملين جميعهم ضمن هذا الجهاز، ويراقب العاملين ضمن الجهاز منعاً لأي ثغرة ضمنه، ويلعب دوراً في ترقية العاملين ضمن الجهاز أو إبعادهم أو نقلهم.
– الفرع 251: أو الفرع الداخلي، ويسميه بعضهم خطأ بفرع أمن الدولة، بينما تسمية أمن الدولة تطلق على جهاز المخابرات العامة ككل، ويسميه بعضهم خطأ بالأمن الداخلي، بينما قوى الأمن الداخلي تطلق على قوات الشرطة التي تتبع وزارة الداخلية. ويتخصص هذا الفرع بمراقبة المجموعات السياسية المختلفة ورصد النشاط السياسي، إضافة إلى مراقبة أي بوادر أعمال مسلحة معارضة وبخاصة من التيارات الإسلامية، ولذلك فأحد الأقسام التابعة له قسم يسمى بقسم مكافحة الإرهاب وهو ذو طبيعة مشابهة لطبيعة قسم مكافحة الإرهاب التابع لفرع فلسطين في جهاز الأمن العسكري.
– الفرع 255: أو فرع المعلومات، وهو فرع يتخصص بالمعلومات العامة للجهاز والدراسات المختلفة له، ويحوي كثيراً من الأقسام المختلفة (منها قسم للأديان والأحزاب السياسية)، ويراقب الفرع أيضا نشاط وسائل الإعلام المحلية والعالمية المسموعة والمقروءة والمرئية (بما فيها الإنترنت)، ويتعامل معها أيضا بشكل مباشر أو غير مباشر بما يهم عمل الجهاز.
ويختص بالخدمات المتعلقة بالكمبيوتر والإنترنت المرتبطة بالجهاز بشكل يشابه الفرع الفني التابع لجهاز الأمن العسكري.
ويعتبر الفرع 255 ذا نشاط كثيف في الإنترنت، ويشرف على كثير من المواقع الموالية للنظام أو المواقع المشبوهة مدعية المعارضة، إضافة إلى نشاطه الدعائي في إرسال التعليقات والمشاركات في شبكات الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، ويؤدي مع فروع أخرى دوراً مهماً في الإشراف على ما يسمى الجيش السوري الإلكتروني.
– الفرع 279: أو الفرع الخارجي، وهو المسؤول عن النشاط الاستخباراتي خارج سوريا، ويعد هذا الفرع مسؤولاً عن النشاط الاستخباراتي معظمه خارج سوريا أكثر من أي فرع من الفروع التي تمارس نشاطاً خارجياً في أجهزة المخابرات الأسدية المختلفة.
ويمتد نشاط هذا الفرع إلى مراقبة المغتربين السوريين في الخارج والعمل ضد المعارضة في الخارج، ويراقب أيضاً البعثات الدبلوماسية السورية ويتولى المهمات الأمنية المتعلقة بالبعثات الدبلوماسية، وأحد أقسام هذا الفرع مسؤول عن مراقبة السوريين أثناء قيامهم بالحج والعمرة.
– الفرع 300: أو فرع التجسس، ويسمى أيضاً فرع مكافحة التجسس، وله مهمات داخلية وخارجية تتعلق بممارسة التجسس والتجسس المضاد، ويراقب هذا الفرع كل من يدخل سوريا من الأجانب ومن العرب غير السوريين.
-فرع التدريب: ويعتبر هذا الفرع مسؤولاً عن تدريب ضباط وعناصر المخابرات وإجراء الدورات لهم إن كان دورة أمن معلومات، أو دورة أمن وثائق، أو دورة تحقيق واستجواب، أو دورة مكافحة إرهاب أو دورة دراسات أمنية، أو دورة حماية شخصيات مهمة، أو دورة أمن منشآت، أو دورة مراقبة وتعقب… إلخ.
يضاف إلى ذلك، أن منتسبي أجهزة المخابرات الأسدية الأخرى، يقومون باتباع دوراتهم في هذا الفرع قبل تسلمهم مهماتهم في أجهزتهم، ويقوم هذا الفرع حتى بتدريب السجانين والجلادين على مهماتهم، ويدرب ضباط التحقيق أيضاً على فنون استعمال أساليب التعذيب المختلفة النفسية والجسدية وسبل تدمير نفسية المعتقل وابتكارها، وقد تعامل هذا الفرع مع ضباط مخابرات غير سوريين من دول حليفة للنظام كالاتحاد السوفياتي ورومانيا سابقاً، للعمل في دورات التدريب على الاختصاصات المختلفة.
– الفرع 285: أو فرع التحقيق وهو بمنزلة هيئة التحقيق الرئيسة لجهاز أمن الدولة، على الرغم من أن كل فرع من فروع الجهاز المركزية والإقليمية يملك قسم تحقيق خاص به.
– الفرع 295: وهو فرع المداهمة والاقتحام، وكان هذا الفرع من أوائل من استندت إليه الإدارة في قمع الانتفاضة في درعا وبانياس.
الفروع الإقليمية
وتتوزع في كل محافظة وقد يتبع لها أقسام في مستوى المناطق ومفارز في مستوى النواحي، ونعرف من أرقام الفروع:
-الفرع 318: فرع محافظة حمص.
-الفرع 322: فرع محافظة حلب.
-الفرع 327: فرع محافظة دير الزور.
جهاز الأمن السياسي والفروع التابعة له
ومن الأجهزة المخابراتية الأخرى، جهاز الأمن السياسي، وهو يتبع لوزارة الداخلية إدارياً ومالياً، ولكن ليس له علاقة بأدائها المهني، إذ تُشرف وتقوّم أداء وزير الداخلية وضباطه وعناصره والوحدات الشرطية كافة، أي إنها عملياً تعد إدارة مستقلة وتتمتع بتواصل مباشرة مع رئيس الجمهورية.
ويعد جهاز الأمن السياسي من أكثر الأجهزة الاستخباراتية الأسدية تغلغلاً في المجتمع واحتكاكاً بالمدنيين وانتشاراً بين المواطنين، إضافة إلى لتغطية كامل القطر وشرائح المجتمع.
وكثير من معاملات المواطنين أو طلبات ترخيص الأعمال والمنشآت، تتطلب موافقة ذلك الجهاز الذي يعتبر خزان المعلومات لدى النظام عن المواطنين المدنيين، لذا فهو أخطر جهاز يتواصل مع المواطن السوري ويحتك به ولديه نفوذ قوي وتسلط هائل على المواطن، وهذا ما جعل ضباط هذا الجهاز وعناصره يمارسون عمليات استغلال النفوذ والارتشاء وفرض الأتاوات على المواطنين على نطاق واسع.
وكان هذا الجهاز أكبر مسيء إلى سمعة النظام ورأسه، على الرغم من كونه أقل شراسة في التعذيب والقمع من جهازي المخابرات الجوية والأمن العسكري، إذ أصبح وحشاً كاسراً قامعاً مرعباً للمواطنين كافة، فلكل مواطن إضبارته الخاصة داخل هذا الجهاز وقد تحتوي على معلومات ليس عن آرائه السياسية فحسب بل عن طباعه وعلاقاته الاجتماعية ومستوى تدينه وأخلاقه ونقاط ضعفه، ومواقف مختلفة من حياته ربما تمس حتى علاقاته الأسرية بل ربما تصل إلى حياته الزوجية الداخلية.
وتعتبر مهمات هذا الجهاز داخلية بالكامل ولا يمارس أي نشاط خارجي كما تمارسه الأجهزة الثلاثة السابقة، وفروعه تسمى بالأسماء فقط وليس لها أرقام ثلاثية، ومن أبرزها:
الفروع المركزية (وتوجد في دمشق): وهي موزعة على الشكل الآتي:
– الفرع الإداري: أو فرع أمن الشرطة وهو القلب النابض للجهاز، ويحتوي على ملفات العاملين جميعهم ضمن هذا الجهاز ويقوم بمراقبة العاملين ضمن الجهاز منعاً لأي ثغرة ضمن الجهاز، ويلعب دوراً في ترقية العاملين ضمن الجهاز أو إبعادهم أو نقلهم.
– فرع المعلومات: وهو فرع يتخصص بالمعلومات العامة للجهاز والدراسات المختلفة له، ويحوي كثيراً من الأقسام المختلفة (منها قسم للأديان والأحزاب السياسية)، ويراقب الفرع أيضاً نشاط وسائل الإعلام المحلية والعالمية المسموعة والمقروءة والمرئية، ويتعامل معها أيضاً بشكل مباشر أو غير مباشر بما يهم عمل الجهاز.
وتأتي إلى هذا الفرع المعلومات والدراسات الواردة من الفروع المركزية الأخرى وفروع المحافظات كلها، ويحوي عدداً من الأقسام المختلفة منها قسم للطلاب يختص بالجامعات والمعاهد والمدارس ورياض الأطفال والقائمين على هذه المؤسسات، وكذلك قسم التجسس.
– فرع التحقيق: وهو بمنزلة هيئة التحقيق الرئيسة لجهاز الأمن السياسي، على الرغم من أن كل فرع من فروع الجهاز المركزية والإقليمية يملك قسم تحقيق خاص به، إذ يُحال إليه الموقوفون من فروع المحافظات والفروع المركزية الأخرى في الجرائم التي يعتبرها النظام مهمة.
– فرع العمليات: وهو مسؤول عن العمليات التي ينفذها الجهاز التي تخدم نشاطه وأهدافه.
– فرع الدوريات: يضم عدداً كبيراً من العناصر، ويُكلف بتسيير دوريات في مدينة دمشق وريفها. ويُستخدم الفرع في أعمال المداهمة وإلقاء القبض ومؤازرة فروع المحافظات في ما لو كلف بذلك.
– فرع الأحزاب السياسية: وهو مسؤول عن الأحزاب السياسية ومراقبة نشاطها ورصد أي نشاط سياسي معارض، ويراقبُ نشاط الأحزاب التي يطلق عليها الأحزاب الصديقة وحتى حزب البعث والأحزاب المعارضة والمعادية بحسب تسميات النظام لها، إضافة إلى رصد أي نشاط سياسي معارض والمجموعات التي يطلق عليها صفة إرهابية ومراقبة المساجد والكنائس والنشاط الديني كله، ومنح التراخيص لأئمة المساجد وخطبائها وخدمها والدروس الدينية، ومنح تراخيص الجمعيات الخيرية والأهلية ومراقبة الاجتماعات والمؤتمرات والاحتفالات كافة التي تجري سواء أكانت لمصلحة النظام أم ضده.
– فرع الطلاب والنشاط الطلابي: ويسمى أحياناً فرع شؤون الطلاب، وهو مسؤول عن مراقبة الطلاب ونشاطهم الطلابي، ولديه ملفات عن طلاب الجامعات كلهم في سوريا.
– فرع المطلوبين والمراقبين: وهو فرع مخصص للملاحقة والمراقبة والمتابعة.
– شعبة أمن المؤسسات الحكومية: ووظيفتها مراقبة الحكومة (الوزارات ورئاسة الوزراء) والمؤسسات العامة للدولة والإشراف عليها، وتقوم حتى بمراقبة الوزراء والمديرين العامين وتسجيل المعلومات عنهم وعن تحركاتهم.
– فرع التراخيص: وهو الفرع المسؤول عن منح التراخيص، ويفترض بكل مكتب عقاري، أو متجر هواتف خلوية، أو محل خضار… إلخ، الحصول على ترخيص من خلاله.
– فرع الأمن الاقتصادي: تصبُّ فيه المعلومات المتعلقة بالوضع الاقتصادي كافة التي ترد إليه من فروع المحافظات سواء أكان القطاع العام أم الخاص أم المشترك، ويُراقب الدوائر الحكومية كافة، ويقوم بدوره بتقديم عروض دورية عن النشاط الاقتصادي لرئيس الجمهورية، ويحتفظ بأرشيف عن الموظفين الذين يجري توقيفهم بأمور تتعلق بوظائفهم ومراقبة الوضع الديني لدى الموظفين.
-فرع الديوان: يختص بتلقي المراسلات من الفروع والدوائر والجهات الأخرى كافة وإعادة إرسالها إلى الجهات المعنية بعد عرضها على رئيس الشعبة.
-فرع الشؤون العربية والأجنبية: تصب فيه المعلومات كافة المتعلقة بالأجانب والعرب الموجودين على الأرض السورية، ويتلقى التقارير التي ترد إلى الشعبة من خارج القطر، ويختص بالموافقة على الإقامات والنشاط الاقتصادي والاجتماعي للأجانب في سوريا ومراقبتهم.
-فرع النظم المعلوماتية: تُحفظ فيه الأضابير الشخصية الورقية والمؤتمتة للمواطنين كلهم السوريين والعرب والأجانب التي ترده من الفروع المركزية وفروع المحافظات.
-فرع الشؤون الإدارية: يُكلف بتأمين الأسلحة والذخائر والأثاث والأبنية والمشتريات بأنواعها كافة للفروع المركزية وفروع المحافظات بالتنسيق مع وزارة الداخلية.
-فرع الإشارة: يُكلف بتأمين أجهزة الاتصال بمختلف أنواعها السلكية واللاسلكية للفروع كافة ومراقبة الاتصالات ضمن الشعبة واتصالات وزارة الداخلية.
-فرع المركبات: يُكلف بتأمين الآليات بمختلف أنواعها للفروع كافة.
– فرع السجون: ويشرف هذا الفرع على السجون المركزية السجون المدنية، إضافة إلى القسم الإداري وقسم التحقيق له أقسام موزعة على السجون المركزية لها وظائف عدة، كالإدارة المباشرة للقسم السياسي المغلق داخل السجن، إذ من المعروف أن المعتقل السياسي بعد أن ينتهي التحقيق معه في فروع المخابرات، يجري تحويله إما إلى سجن عسكري وإما إلى القسم السياسي المغلق في أحد السجون المركزية (المدنية).
وتقوم مفرزة أمن سياسي بإدارة القسم السياسي المغلق داخل السجن، بينما يتولى جهاز الشرطة إدارة الأجنحة الخاصة بالسجناء القضائيين، إضافة إلى مراقبة السجناء القضائيين داخل الأجنحة الأخرى، إذ يجري تجنيد سجناء داخل المهاجع مخبرين على باقي السجناء القضائيين ومراقبة إدارة السجن ومنتسبي الشرطة العاملين ضمنه.
إضافة إلى إدارة هذا الفرع الأقسام السياسية المغلقة داخل السجون المركزية، فإنه يمتلك أيضاً ملفات خاصة بالسجناء القضائيين وعن الشرطة وموظفي الدولة العاملين ضمن السجون المركزية.
الفروع الإقليمية: وتنتشر الفروع الإقليمية في محافظات القطر كلها، ويتبع لها أقسام تغطي المناطق كلها داخل كل محافظة، ويتبع لتلك الأقسام مفارز تغطي النواحي كلها ضمن المنطقة بحيث تجري تغطية القطر بشكل كامل (فرع في كل محافظة وقسم في كل منطقة ومفرزة في كل ناحية) فلا يمكن أبداً وجود ناحية من دون مفرزة أمن سياسي.
وتتولى الفروع الإقليمية مهمة مراقبة المواطنين على امتداد القطر، وتقوم مفارزها وأقسامها بتجنيد المخبرين ضمن صفوف المواطنين كلٌّ في المكان الذي يقطن فيه، واستلام التقارير منهم وأرشفتها وتنظيمها وإرسالها إلى الفرع الخاص بالمحافظة، إذ يوجد في فرع الأمن السياسي الخاص بالمحافظة ملف لكل مواطن من سكانها يجري تدوين المعلومات عنه بشكل مستمر ومتجدد بحسب الإمكانية.
وتنسق الفروع الإقليمية عملها مع الفروع المركزية للجهاز في حال تداخل العمل بينها، والفرع الإقليمي الخاص بمحافظة دمشق يسمى فرع المدينة.
الجدير ذكره، أن الملحقين العسكريين في السفارات يرتبطون بشكل غير معلن بتلك الأجهزة كل وفق اختصاصه، ويعملون على مراقبة البعثات العسكرية التي يجري إيفادها إلى الخارج، ويطلبون من الموفدين كتابة تقرير بعد انتهاء مدة إيفادهم.
توزع الفروع الأمنية في مدينة حلب:
الإعلامي والحقوقي ماجد الخطيب تحدث لمرصد الشرق الأوسط عن أماكن توزع الفروع الأمنية جغرافياً داخل مدينة حلب وقال: يوجد في مدينة حلب عدد من الفروع الأمنية التابعة لأجهزة المخابرات الرئيسة وهي موزعة على الشكل الآتي:
- فرع الأمن السياسي: ويقع في منطقة السليمانية عند الدوار تماماً.
- فرع الأمن العسكري: ويقع في منطقة حلب الجديدة، وله فرع يتبع له ويسمى فرع مكافحة الإرهاب وهو موجود في منطقة السريان القديمة عند طلعة الجمارك.
- فرع المخابرات الجوية: ويقع عند جمعية الزهراء، وله فرع يتبع له ويسمى قسم مكافحة الإرهاب وعنوانه بستان الباشا – مؤسسة المياه.
- فرع أمن الدولة: وعنوانه منطقة المحافظة.
شارع التوجيه عصب المخابرات العسكرية
وتحدث الخطيب عن وجود شارع يقع في قلب العاصمة دمشق بالقرب من مبنى الإذاعة والتلفزيون اسمه شارع التوجيه، توجد فيه أغلب الفروع الأمنية التابعة لجهاز الأمن العسكري كفرع التحقيق العسكري الخاص بالضباط وفرع التحقيق الخاص بالأفراد وصف الضباط، وفرع المنطقة وفرع التجسس، يضاف إلى ذلك وجود الإدارة المالية العامة للجيش وإدارة التدريب الجامعي، ويعتبر من المناطق شديدة الحراسة، واصفاً الشارع بأنه خطرٌ جداً كونه عصب المخابرات العسكرية.
شهادة معتقل سابق لدى الفروع الأمنية في حماة
نقل أحد المعتقلين السابقين -الذي جرى سوقه إلى عدد من الفروع الأمنية في مدينة حماة، بسبب نشاطه الإعلامي مع بدء اندلاع الأحداث في سوريا عام 2011- إلى مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي عدداً من التفاصيل حول الفروع الأمنية وتوزعها في مدينة حماة وأساليب التعذيب التي يمارسها كل فرع.
وقال الناشط الإعلامي أحمد الحموي: إنه منذ بداية الحراك سيطرت المخابرات الجوية على الفروع كافة وكان لها الدور الأبرز، إذ أنشئ فرع المخابرات الجوية ضمن مطار حماة العسكري وكان يشرف عليه مباشرة سهيل الحسن الملقب بالنمر وأنشئ معتقل يتبع له داخل المطار، وقد وصلت أعداد المحتجزين فيه إلى 4000 معتقل قبل أن يجري إفراغه في بداية عام 2015.
وأضاف: بأن جهاز المخابرات الجوية تتبع له مراكز أمنيه ومعتقلات عدة ومقرات للتحقيق من أشهرها معتقل دير شميل ومركز آخر في مدينة السقيلبية في ريف حماة الغربي، ومركز في مدينة السلمية في ريف حماة الشرقي، إضافة إلى مركز يعرف بمركز الفستق الحلبي في مدينة حماة.
وتابع: هذه الأجهزة كافة تقوم باعتقالات وتحقيقات وعمليات تعذيب، ونسبة الوفيات فيها مرتفعة بمعدل 5 في المئة خلال التحقيقات، يجري بعدها تحويل المعتقلين إلى باقي الفروع الأمنية، مبيناً أن تلك المراكز الأمنية لا تعترف بوجود أي معتقل لديها.
وتطرق الحموي في حديثه إلى جهاز الأمن السياسي وقال: يوجد فرع يتبع للأمن السياسي يقع شمال مدينة حماة بالقرب من قرية معردس وحملات الدهم والاعتقالات معظمها كان يشنها في النصف الشمالي من مدينة حماة، وأضاف بأن هذا الفرع كان يديره قبل بدء الحراك العميد وليد أباظة، وبعد أن جرى تسريحه قام بإنشاء المعتقلات السرية في حماة وريفها.
وفي ما يتعلق بفرعي الأمن العسكري، وأمن الدولة قال الحموي: إن فرع الأمن العسكري المدعوم روسيا منذ ثلاثة أعوام بدأ بالسيطرة على الساحة وكبح جماح فرع المخابرات الجوية المدعوم إيرانياً، ويعتبر حالياً من أكثر الفروع الأمنية سيطرة على الحواجز داخل مدينة حماة وخارجها وصاحب السلطة الأبرز فيها.
أما فرع أمن الدولة فقد قام عام 2012 بالسيطرة على مبنى أحد المعاهد المتوسطة بجانب إطفاء حماة ليتسع لتزايد أعداد المعتقلين ويعتبر القوة الأمنية الأضعف في المدينة.
أساليب التعذيب المتبعة في الفروع الأمنية في حماة
ويروي المعتقل السابق أحمد الحموي عن أساليب التعذيب التي مارسها عناصر الفروع الأمنية التي زارها خلال مدة اعتقاله ويقول: كانت أساليب التعذيب متنوعة من أبرزها التعليق من اليدين من الأمام والخلف، والضرب بالأدوات كافة من عصي وهراوات كهربائية، وسكب الماء المغلي داخل الفم وعلى الأعضاء الحساسة.
ومن أساليب التعذيب الأخرى الدولاب حيث يوضع المعتقل داخل عجلة سيارة ومن ثم يجري ضربه بشدة، أو يربط بسرير خشبي ويُضرب وهو ما يعرف ببساط الريح.
أنواع الزنزانات ومواصفاتها داخل الفروع الأمنية في حماة
وتحدث الحموي عن مواصفات الزنزانات التي توجد داخل مختلف الفروع الأمنية في مدينة حماة وقال: إن فرع الأمن العسكري يحوي على ثلاثة أنواع من الزنزانات وهي:
- المنفردة 80 × 80 سم وهي مخصصة لشخص واحد.
- الرباعية 80 سم × 2 متر وهي مخصصة لأربعة أو سبعة أشخاص.
- الجماعية 2 × 2 متر ويحتجز فيها 20 شخصاً.
أما بالنسبة إلى فرع الأمن السياسي فإنه يحوي على نوعين من الزنزانات:
- المنفردة 80 سم × 150 سم وهي مخصصة لشخص واحد.
- الجماعية 3 × 3.5 متر يحتجز فيها حتى 45 شخصاً.
أما في ما يتعلق بفرع أمن الدولة فيحوي على مهاجع كبيرة تصل إلى 4 × 5 متر وهي صفوف دراسية سابقاً، ويحتجز فيها نحو 50 شخصاً.
ولفت الحموي إلى أن الزنزانات كلها تخلو من أي فرش أو غطاء أو تكييف أو تدفئه صيفاً وشتاءً.
ولاء جهازي المخابرات العسكرية، والجوية والخلاف في ما بينهما
وتحدثت مصادر لمرصد الشرق الأوسط الإعلامي عن الخلاف الواضح الذي كان بين فرعي المخابرات الجوية، والعسكرية نظراً إلى اختلاف الولاء والتبعية إن كان لروسيا أو إيران.
وفي هذا الصدد قال مصدر مطلع كان يعمل لدى المكتب الإعلامي لقوات الشهيد أحمد العبدو وهو فصيل يتبع للجيش السوري الحر كان يوجد مؤخراً في البادية السورية والقلمون الشرقي، مفضلاً عدم الكشف عن اسمه: بحسب معرفتي وعن تجارب في منطقة البادية والقلمون، شهدنا وقائع عدة لاختلاف واضح ما بين المخابرات الجوية والمخابرات العسكرية، بحيث بات ولاء كل منهما لدولة، فكانت المخابرات العسكرية بكامل طواقمها ذات ولاء مطلق للروس من حيث التنسيق والعمل وحتى التحقيق، أما المخابرات الجوية فكان ولاؤها المطلق لإيران وحزب الله، وكان عملها أخطر وأكثر ضراوة على المكون السني في سوريا وكان عملها محض انتقام أكثر منه عملاً مخابراتياً يهدف إلى القيام بأعمال ذات ولاء لسوريا.
المراجع:
- الشبكة السورية لحقوق الإنسان.
- مركز طوران للأبحاث والدراسات الاستراتيجية.
- مركز عمران للدراسات الاستراتيجية.
- المهندس نبيه عثمان معتقل سابق في سجن تدمر العسكري لمدة 15 عاماً.
- الناشط أحمد الحموي معتقل سابق لدى الفروع الأمنية في حماة.
- مصدر من فصيل قوات الشهيد أحمد العبدو التابع للجيش الحر في القلمون الشرقي سابقاً.
- الإعلامي والحقوقي ماجد الخطيب.
- موقع الجمهورية.
هذه المادّة تعبّر عن وجهة نظر الكاتب، وليس بالضرورة أن تعبّر عن رأي المرصد.
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي.