في تطورٍ جديد على الساحة الميدانية السورية، دخلت قوات المعارضة السورية المدعومة من تركيا، على خط المواجهات مع قوات النظام السوري، حيث أطلقت فصائل الجيش الوطني التابع للمعارضة، معركة “العزم المتقد” في الريف الشرقي من محافظة حلب، وذلك بالتزامن مع تواصل المعارك بين قوات النظام وفصائل المعارضة السورية على عدة جبهات من ريف إدلب.
وبحسب مصادر ميدانية، فإن المعركة الجديدة، تعتبر الأولى من نوعها، التي يخوضها الجيش الوطني، المدعوم من تركيا، والذي أعلن عن تشكيله بالتزامن مع إطلاق تركيا معركة “نبع السلام”، التي استهدفت، فيها ميليشيات سوريا الديمقراطية، الكردية، المعروفة باسم “قسد”، في منطقة شرق الفرات، شمال شرق سوريا.
في غضون ذلك، ألقى فتح الجبهة على محاور ريف مدينة حلب، بظلاله على مواقف وآراء السوريين حيال المعركة الجديدة، حيث تباينت آراء المعارضين السوريين حول أهداف وأسباب، إطلاق المعركة، حيث اعتبر المعارض السوري “عبد الله موسى الموسى”، أن المعركة أكبر بكثير من ما يعتقده السوريين، مضيفاً: “نرى حالياً معركة تم التجهيز لها منذ أيام، وحسب ما أعلم هي فُرضت فرضاً على تركيا والأخيرة وافقت لأنها وصلت خط النهاية مع روسيا ولا تملك إمكانية الضغط في إدلب”.
كما أشار “الموسى” إلى أن محاور الهجوم كمرحلة أولى، واسعة وغير محصنة من قبل النظام وغير متوقعة حتى من الروس أنفسهم، على حد قوله، لافتاً إلى أنه وبعد كسر خط الدفاع خلال ساعة واحدة فقط، ستكون فصائل المعارضة، قادرة على اجتياح تلك الجبهات بالمدرعات وسيارات رباعية الدفع.
aإلى جانب ذلك، أضاف “الموسى”: “ثبات ممتاز في جبهات غرب حلب واثران تقدمت على بلدة خان طومان فقط بعد 12 يوم و50 هجوم، و البارحة تعزز خط الدفاع عن سراقب وقُتل 3 مجموعات من النظام ودُمّرت بقواعد الـ م/د الليلية دبابتين”.
من جهته، اعتبر السياسي السوري المعارض، “درويش خليفة”، أن المعركة تؤكد أنه عند توفر الإمدادات العسكرية واللوجستية، فإن العنصر البشري في فصائل الثوار متوفر بخبرات متعددة بعد صراع تسعة سنوات، مضيفاً: “لدى المقاتلين رغبة جامحة في قتال النظام لأنهم يعتبرونها المعركة الأهم و التي تهدف لإنهاء معاناة أهاليهم و العودة لبلداتهم وجامعاتهم”.
كما لفت “خليفة” إلى أن استشعار الخطر عامل محفز للتحرك ولو كانت الفصائل في حالة ضعف، معرباً عن أمله في ان تكون هذه المعركة خطوة باتجاه إجبار الروس والنظام بالعودة للعملية السياسية وتنفيذ بنودها، لافتاً إلى احتمالية أن تشهد الساحة السورية معارك على عدة محاور لاستنزاف القوات الروسية وقوات النظام.
على الجانب الآخر، رأى المعارض السوري “عبد العزيز خليفة”، أن المعركة ليست إلا تثبيت للوضع القائم، ولا تهدف إلى قلب الطاولة على أحد، لافتاً إلى أنه فور توصل الأتراك والروس لتفاهم حول إدلب يوقف موجة النزوح الكبيرة باتجاه الحدود التركية؛ ستنتهي المعركة وستطوى صفحتها.
وأضاف “خليفة”: “مجرد سيتامول لتهدئة النفوس وتطييب الخواطر، لا استبعد أن تنسحب فصائل الجيش الوطني من المواقع التي تتقدم إليها الآن، وعلى ما يبدو فإن شهر العسل الروسي – التركي انتهى”.
في غضون ذلك، أفادت مصادر حقوقية سورية، بأن المعارك التي شهدتها محافظتي إدلب وحلب خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، أسفرت عن مقتل العشرات من العناصر التابعة لقوات نظام “بشار الأسد”، وللمعارضة السورية.
وأشارت المصادر إلى أن الإحصائيات الأخيرة، أظهرت مقتل 54 عنصراً من الجانبين في الاشتباكات التي شهدتها إدلب، في حين شهدت جبهة حلب، مقتل 29 عنصراً تابعاً للمعارضة، مقابل 11 عنصراً من عناصر النظام السوري، ليكون إجمالي القتلى، 40 قتيلاً.
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي.