أفادت وكالة الأنباء السودانية، بأن الرئيس الألماني، “فرانك فالتر شتاينماير”، سيقوم بزيارةٍ رسمية إلى السودان، لمدة يومين، خلال الأسبوع المقبل، وذلك في بادرة هي الأولى نوعها، لمسؤول غربي بهذا المستوى تجاه السودان منذ 35 عاماً.
ووفقاً لما نقلته الوكالة، فإن وفد مؤلف من 70 شخصاً، بينه مسؤولين وسياسيين وإعلاميين، سيرافق الرئيس الألماني في زيارته المرتقبة، والمقرر إجرائها يومي السابع والعشرين والثامن والعشرين من الشهر الحالي، لافتةً إلى أن برنامج الزيارة يتخلله لقاء بين “شتاينماير” ورئيس مجلس السيادة الفريق أول، “عبد الفتاح البرهان” ورئيس الحكومة الانتقالية “عبد الله حمدوك”.
إلى جانب ذلك، كشف مدير الإدارة الأوروبية بالخارجية السودانية، “محمد الغزالي” أن الرئيس الألماني والوفد المرافق سيناقش مع المسؤولين العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل دعمها وتطويرها خلال الفترة المقبلة خاصة بعد قرار البرلمان الألماني رفع الحظر التنموي عن السودان، مضيفاً: “زيارة الرئيس الألماني المرتقبة للخرطوم ستمثل انفتاحا كبيرا في العلاقات بين السودان وألمانيا وتتويجا للتعاطي الألماني مع السودان في فترة ما بعد ثورة ديسمبر المجيدة”.
وتأتي زيارة “شتاينماير” إلى السودان، بعد أسابيع قليلة من الزيارة التي أجراها رئيس الحكومة السودانية، “عبد الله حمدوك” إلى ألمانيا، والتي التقى خلالها المستشارة “انجيلا ميركل”، حيث تم توقيع اتفاقية تعاون أمني وعسكري بين البلدين تقوم ألمانيا بموجبه بتدريب الأجهزة الأمنية السودانية.
وكانت الحكومة الانتقالية السودانية، قد أكدت منذ تشكيلها قبل أشهر، أنها ستسعى إلى كسر العزلة الدولية المفروضة على البلاد، بسبب سياسات النظام السابق، وأنها ستعمل على إدخال الاستثمارات الأجنبية وتحسين العلاقات مع المحيط الإقليمي والمجتمع الدولي، بعد معالجة الإرث الذي تركه نظام “عمر حسن البشير”، الذي وصفه رئيس الحكومة السودانية بـ “الثقيل”.
وقبل أسبوعين زار حمدوك ألمانيا والتقى المستشارة انغيلا ميركل وأعلن توقيع اتفاقية تعاون امني وعسكري بين البلدين تقوم المانيا بموجبه بتدريب الاجهزة الامنية السودانية.
وكانت ألمانيا، وفق الإعلام الدولي، قد فرضت عقوبات على الخرطوم بسبب ادراجها على القائمة الأميركية للدول “الراعية للارهاب” منذ عام 1993، ووضعت واشنطن السودان على هذه القائمة لعلاقته مع جماعات اسلامية متطرفة ابرزها تنظيم القاعدة الذي عاش مؤسسه وزعيمه اسامة بن لادن في السودان بين 1992 و1996.
ويشهد السودان حراكا دبلوماسيا على كافة الأروقة الدولية بهدف رفع العزلة الدولية عنه، خاصة بعد الإطاحة بالنظام الذي كان يترأسه عمر البشير، لتعلن الخرطوم، في الخامس من فبراير/شباط الجاري، الموافقة بصورة مبدئية على تحليق طائرات إسرائيلية في أجوائه، عقب يومين من اجتماع رئيس مجلس السيادة السوادني، عبد الفتاح البرهان، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في أوغندا، إذ وافق السودان على دفع تعويضات لعائلات 17 بحارا أمريكيا قتلوا عندما استهدف تنظيم القاعدة سفينتهم، المدمرة “يو إس إس كول”، بميناء في اليمن عام 2000.
وهذا شرط أساسي وضعته الولايات المتحدة لإزالة اسم السودان من القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب، وقررت الولايات المتحدة أن السودان كان مسؤولا عن الهجوم لأن المفجرين الانتحاريين اللذين نفذا الهجوم حصلا على تدريب هناك.