نشر موقع الدرر الشامية، التابع لجماعة الإخوان المسلمين، وثيقة مفبركة عن مكافآت مالية، لعدد من مذيعي شبكة الجزيرة القطرية، صادرة بحسب الوثيقة المزورة بأمر من الأمير القطري “تميم بن حمد آل ثاني”.
وترأس قائمة المذيعين الحاصلين على المكافآت، بحسب الوثيقة المفبركة، مقدم برنامج الاتجاه المعاكس، “فيصل القاسم”، الذي سجل إلى جانب اسمه مبلغ 400 ألف دولار أمريكي، إلى جانب عدد من المذيعين الآخرين، “كجمال ريان” و”عثمان آي فرح” و”وجد وقفي”، بالإضافة إلى “غادة عويس” و”علا الفارس” و”محمود مراد” و”روعة أوجيه”.
من جهته، علق الإعلامي السوري، “فيصل القاسم” على الوثيقة بالتأكيد على أنها مفبركة، لافتاً إلى مجموعة من الأخطاء التي كشفت زيفها، من بينها الخطأ في جمع المبلغ الإجمالي للمكافآت والذي بلغ 1750000 دولار، والمدون على الوثيقة المفبركة بـ 1800000، إلى جانب الخطأ بكتابة عنوان قناة لجزيرة، مؤكداً أن العنوان المدون في الوثيقة، هو عنوان غير موجود أصلاً.
إلى جانب ذلك، أشار “القاسم” إلى أن من بين الأخطاء الواردة في الوثيقة، هو عدم ذكر إسم مدير القناة عند خانة التوقيع، إلى جانب وضع شعار هو غير الشعار المعتمد لدى القناة، في مراسلاتها الدخلية.
وقبل نشر الوثيقة على الموقع المذكور، سبق “للقاسم” أن نشر عدة تغريدات حول الوضع في شمال سوريا، وتقدم قوات النظام وسيطرتها على مساحات واسعة من حلب وإدلب، كما انتقد أوضاع النازحين السوريين في مخيمات الشمال، ما فسر على انه انتقاد ضمني للضامن التركي، الذي كان من المفترض أن يكون مراقباً وحمياً لمناطق المعارضة في إدلب وحلب وفق اتفاقات سوتشي التي وضعت ما يعرف بمناطق وقف التصعيد، كما هاجم بتغريدات أخرى الضامن التركي وحشوده العسكرية، وكذلك كثرة الكلام من قبل الرئيس التركي “أردوغان” والتي وصفها الإعلامي السوري بأنه تحوي في جعبتها المزيد من بيع الأراضي السورية لصالح الروس.
ومن جملة ما كتبه “القاسم” على صفحته الشخصية الموثقة على موقع “فيسبوك”: “لا شيء يبعث على الحزن فيما يحدث في شمال سوريا سوى كارثة المدنيين النازحين الأبرياء. هل تحزنون بربكم على هزيمة عصابات المرتزقة وتنظيم القاعدة في سوريا الذين جلبوهم اصلاً لدعم النظام؟ إلى حيث ألقت حملها أم قشعم”.
كما كتب “القاسم”: “كما قلنا لكم مراراً: كلما ارتفع صوت أردوغان وهدد وتوعد…وكلما أرسل مزيداً من الأرتال العسكرية إلى سوريا توقعوا أن يتم تسليم مناطق جديدة للروس والنظام حسب اتفاقات استانا وسوتشي مع الروس والإيرانيين؟ التهديداتة والأصوات العالية والحشود العسكرية للضرورة المسرحية ليس إلا”.
وأضاف “القاسم” في منشور آخر: “تتهمون النظام السوري بأنه أخرج المتطرفين والإرهابيين الإسلامويين من سجونه لتخريب الثورة وتصويرها على أنها إرهابية متطرفة.. ماشي… لكن ماذا عن الجهات التي أدخلت عشرات الفصائل المتأسلمة المرتزقة الى سوريا؟ هل كانت تلك الفصائل توزع الورود وتريد تحقيق الديمقراطية والازدهار للسوريين؟”
ويعبر موقع الدرر الشامية، الذي نشر الوثيقة المفبركة، واحداً من الأذرع الإعلامية لجماعة الإخوان المسلمين، المدعومة من تركيا، وفجر تداولها للوثيقة واعتبارها وثيقة صحيحة، على الرغم من وضوح فبركتها، تساؤلات وعلامات استفهام حول العلاقة الحالية بين الجماعة وقناة الجزيرة التي شكلت خلال العقد الماضي منبراً إعلامياً لهم، كما طرحت تساؤلات عن دور انتقادات “القاسم” لتركيا وأدءها في الشمال السوري، في تبني الأذرع الإعلامية لجماعة الإخوان المسلمين للوثيقة، وما الهدف الذي سعوا إليه من خلالها؟