يبدو أن الظل الثقيل والكثيف لإيران وتغلغلها في لبنان وسيطرتها على مختلف مفاصل الحكم هناك، بات مضرًا حتى من الناحية الصحية بالإضافة لما تسببت به ميليشياتها من خراب اقتصادي ومجتمعي عبر التخريب السياسي مسبقًا، فها هي حكومة حسان دياب المحسوبة على طهران وحزب الله.. تعتبر المسؤول الأبرز عن إدخال رعب الكورونا إلى البلاد وفق قيادات سياسية لبنانية.
جعجع.. الحكيم يشخص كورونا لبنان
أطلق زعيم حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، تهديدًا علنيًا بمقاضاة حكومة حسان دياب، بعد أن تفشى فيروس كورونا في البلاد، ومرد ذلك وفقًا لجعجع جاء بسبب السماح لقادة عسكريين وسياسيين إيرانيين مصابين بالفيروس القاتل بتلقي العلاج في بلاده.
وأكد النائب السابق سمير جعجع، أنه يخشى تزايد عدد الإصابات بفيروس كورونا في لبنان بشكل كبير يفوق استيعابه قدرة المستشفيات والطواقم والبنى التحتية الطبية في البلاد، ما لم تتخذ الحكومة التدابير المطلوبة لمواجهة تفشي الوباء.
وفيات متزايدة
سجّل لبنان، أمس الأول الخميس، ثالث حالة وفاة جراء فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) ، فيما تجاوز عدد المصابين 77 حالة.
وتستمر حالة طوارئ غير رسمية في الأوساط اللبنانية المختلفة، إذ شاع الهلع بين الناس مع توسع دائرة فيروس كورونا في البلاد وتسجيل ارتفاع يومي لعدد الإصابات.
ومنذ الإعلان عن حالة الإصابة الأولى بالفيروس لسيدة قادمة من إيران في 20 فبراير / شباط، تواجه الحكومة انتقادات حيال القرارات المرتبطة بملف التعامل مع أزمة الفيروس.
حكومة متهورة تستحق المحاكمة
رئيس حزب القوات، وفق ما أكدت صحف فرنسية، وثق أن هناك مرضى إيرانيين من مستويات سياسية وعسكرية وأمنية يتلقون العلاج من كورونا في لبنان، وهو ما اعتبره “أمرًا غير مقبول”.
وأوضح جعجع مآخذه من ذلك: إمكانيات لبنان متواضعة إذا ما قارناها بإمكانيات الدول الأخرى؛ لذا فإن استقبال مرضى بؤرة تفشي للفيروس في إيران لا يجوز ويساهم بشكل كبير جدا بانتشار الوباء.
وقال جعجع خلال إطلالة مباشرة من المقر العام للحزب في معراب أمس: “إذا لم تقم الحكومة باتخاذ التدابير المطلوبة، وزادت أعداد الإصابات بفيروس كورونا في لبنان بشكل كبير يفوق قدرة المستشفيات والطواقم والبنى التحتية الطبية على استيعابه، وأصبح الناس يموتون في الطرقات، سنقاضي جزائيًا رئيس الحكومة حسان دياب ووزير الصحة العامة حمد حسن”.
وأضاف جعجع :”لدينا توكيل شعبي عريض وبالتالي نحن مسؤولون وسنجد أنفسنا مضطرين لمقاضاتهما (دياب ووزير الصحة)؛ انطلاقا من خطورة الوضع، فنحن لسنا في صدد الكلام عن الاقتصاد، أو المالية، أو الإدارة وإنما عن موضوع من الممكن ان يؤدي إلى موت مواطنين لبنانيين”.
في التدابير العاجلة، نصح رئيس حزب القوات موضحًا الخطوات الواجب على الحكومة القيام بها، قائلًا: “يجب وبشكل فوري أن تقوم الحكومة بإغلاق وإقفال البلاد بشكل كامل، وأنا أعني ما أقول، فنحن إذا ما انتشر الوباء، بشكل كبير سنجد أناسا يموتون قبل الوصول إلى المستشفيات”، على حد قوله.
لبنان وشعبه أولًا
ريشار قيومجيان الوزير السابق الممثل عن حزب القوات اللبنانية، وفي تصريح صحفي لـ”العين الإخبارية” الإماراتية، طالب أن تكون الأولوية في العلاج والاهتمام يجب أن تعطى للبنانيين؛ لأن إمكانيات لبنان الطبية والاستشفائية محدودة في هذه الأيام نظراً للأزمة الاقتصادية التي تمر بها بلاده.
وفي معرض شرحه للأوضاع الصحية في البلاد، قال قيومجيان، إن شركات استيراد الأدوية والمستلزمات والمعدات الطبية تعاني من نقص وصعوبات في تأمين السيولة بالعملة الأجنبية لكي تتمكن من الاستيراد والدفع للشركات في الخارج، والأسرة في المستشفيات لمعالجة المصابين بكورونا محدودة أيضاً، وتجهيزاتها من معدات تنفس صناعي وغيرها محدودة وبالكاد تكفي اللبنانيين في حال تفاقم الأزمة”.
واعتبر الوزير الممثل عن الحزب المسيحي أنه من الطبيعي أن يطالب حزبه بتحصين الأمن الصحي للمواطنين اللبنانيين في مواجهة خطر فيروس كورونا وانتشاره السريع في لبنان، وتوفير إمكانات البلاد للأيام الصعبة التي تنتظرنا في مواجهة خطر فيروس كورونا.
استدراك
حول تلقي مرضى إيرانيين من مستويات عسكرية وأمنية؛ للعلاج من فيروس كورونا في لبنان، نوّه قيومجيان أنه من الضروري اهتمام الدولة بكل القاطنين الأجانب والمتواجدين في لبنان من عمال أجانب ولاجئين، بيد أنه استدرك قائلا: لكن الإتيان بأعداد إضافية من الأجانب لا سيما من إيران لتلقي علاج كورونا في لبنان فهذا من ناحية يشكل خطرًا أكبر لانتشار الوباء، ومن ناحية أخرى فهذا خارج قدراتنا المحدودة أصلاً وعلى بلدانهم الاهتمام بهم”.
كما وطلب قيومجيان، الاتعاض من تجربة الدول الأخرى، فما نسمعه عن إيطاليا مخيف جداً وهي دولة امكاناتها أكبر بكثير من لبنان.
وتابع شارحًا رؤيته المتوافقة مع رؤية جعجع: لسنا على استعداد للتضحية باللبنانيين في ظل وباء عالمي مثل هذا، وعلى كل بلد الاهتمام بأبنائه أولاً، إلا إذا كان لديه القدرة على الاهتمام بالآخرين ولبنان ليس لديه هذه القدرة وهو أصلاً بحاجة للمساعدة.
يذكر أن قناة “MTV” اللبنانية، أطلقت حملة تحت عنوان “الزموا منازلكم”، حيث أعلنت في الوقت ذاته “حالة طوارئ صحية” لتوعية الناس، فيما اعتمدت كل من قناتي “الجديد” و”أل بي سي” شعار “خليك بالبيت” مطالبة اللبنانيين بالبقاء في منازلهم.. ويبدو التجاوب واضحًا مع المخاوف الصحية، يؤكد ذلك حركة السير في الشوارع التي تبدو شبه فارغة.