باتت مدن وبلدات “لبنان” -بلد الحياة أو باريس الشرق الأوسط- خاوية على عروشها، بعد أن التزمت كافة المناطق اللبنانية بإجراءت الحظر التي فرضتها الحكومة لبنانية لمواجهة فيروس كورونا سريع الانتشار، والحد من انتشاره، في بلد يعاني من هشاشة في نظامه الصحي أساساً.
وأصدرت الحكومة اللبنانية تعليمات صارمة تحد من حركة المواطنيين، كما أغلقت كامل حدودها البرية والجوية، ولأول مرة يكون مطار “رفيق الحريري” فارغًا تماماً من المسافرين، وذلك بعد أن أعلنت الحكومة لبنانية أن الوضع خرج عن سيطرتها وبات الفيروس ينتش بسرعة، واصلاً إليها من إيران.
كما ألغيت جميع النشاطات والفعاليات الاجتماعية والدينية على حد سواء، حيث أغلقت صالات الأعراس ومنعت الاحتفالات في الطرقات والمنازل، ما دفع بالعديد من الأعراس للتأجيل إلى أجل غير مسمى، فيما أجريت أعراس بصمت تام.
وأغلقت المساجد والكنائس أبوابها وطلب من المصلين إقامة الشعائر الدينية في منازلهم، حفاظاً على صحتهم وصحة المجتمع، كما أوقف المحتجون غالبية نشاطاتهم التي كانوا يرفعون فيها مطالب الحرية والكرامة، وتحسين المستوى الاجتماعي والاقتصادي في البلاد.
وقبل يومين أصدرت وزارة الصحة بياناً عاماً، أشارت فيه إلى الوقت العصيب الذي سيواجهه اللبنانيون في الأسبوعين القادمين، حيث تم إقفال مطار الحريري وعُزل لبنان عن العالم لـ”ندخل في مرحلة الحجر الصحي الشامل. وبناء عليه، على اللبنانيين التزام منازلهم لتجفيف المرض”، كما قال البيان الوزاري اللبناني.
وتابع بيان “الصحة” أن الوزارة تتقصى الحالات المشتبه بإصابتها، مع تحديد ومتابعة المخالطين، إضافة إلى متابعة القادمين من البلدان التي تشهد انتشاراً للفيروس، كما ناشدت الوزارة المواطنين جميعاً التقيد بالتدابير الصارمة الصادرة عن المراجع الرسمية، والتزام المنازل إلا عند الضرورة القصوى.
من جهته، رأى وزير الصحة “حمد حسن” أن “كورونا انتشر انتشاراً محدوداً في بعض المناطق اللبنانية، وهذا يدل على وعي الناس”، ولفت الوزير في حديثه للبنانيين إلى أن “الوزارة تتابع كلّ الحالات المصابة بالفيروس لمعرفة مصدرها”، وذكر أن ” 3 حالات اكتُشفت اليوم لا يُعرف مصدرها”.
والأسبوع الماضي، نشر معهد الصحة العالمية التابع للجامعة الأميركية في بيروت فيديو لرسم بياني متحرك يؤكد أنّ لبنان سجل أداء أفضل على مستوى احتواء كورونا بالمقارنة مع غيره من البلدان مثل هولندا والبحرين والنروج وسويسرا والنمسا وسواها حتى الوقت الراهن، ذلك وعلى الرغم من الأداء الجيد هذا، يشدد المعهد على ضرورة اليقظة على الصعيدين الاجتماعي والصحي في ظل هذه المرحلة الحرجة من تطور المرض.
وسجلت لبنان في اليومين الماضيين عشرات الإصابات الجديدة بفيروس كورونا، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 151، مع الاشتباه بوفاة سيدة فارقت الحياة عند مدخل الطوارئ في مستشفى رفيق الحريري الحكومي الجامعي، ورغم تزايد الإصابات بما يستدعي مزيداً من التأهب، تتسّم الخطوات المُتّبعة لتدارك الوضع ببطء شديد، مُقارنة مع ضرورة “السباق مع الوقت” الذي تتطلبه الظروف الراهنة.