لن تتوقف المساعدات الأمريكية لإيران، هذه هي ملامح العلاقة المرحلية بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، وذلك بالرغم من التوتر المتصاعد بينهما، والذي أدى إلى اغتيال أمريكا لرجل إيران الثاني مطلع العام الحالي.
لكن ما الذي يدفع أمريكا لمساعدات خصمها التي تنوي تدميره اقتصادياً؟
أخلاقيات الدول هي التي ما تزال تتحكم بجزء كبير من تصرفاتها بالرغم من التدهور الأخلاقي الكبير وتحول القواعد الأخلاقية الذي يشهده عصرنا الحالي، ففي الوقت الذي تريد فيه الولايات المتحدة الأمريكية تدمير إيران وفق قواعد الحرب الباردة، تعمل على تقديم نفسها كمشرع أخلاقي وقانوني بنفس الدرجة التي تعمل على تقديم نفسها كالقوة العسكرية الأولى على وجه هذا الكوكب.
ليست المساعدات الأمريكية ضد فيروس كورنا “كوفيد -19” هي الأولى من نوعها التي تقدمها أمريكا “للشعب الإيراني” فهي انتقدت تعامل السلطات في طهران مع العملية الانتخابية التي جرت قبيل غزو الوباء لإيران بأيام قليلة، كما ناصرت الشعب الإيراني الثائر وقدمت منظمات المجتمع المدني الدولية الأمريكي الكثير من التقارير التي تثبت قسوة وعنف أجهزة السلطة في إيران في التعامل مع الثورة الشعبية الإيرانية، وأدانت قطع طهران لخدمة الإنترنت عن الشعب الإيراني، كما عملت على فضح تصريحات أعلى هرم بالسلطة الإيرانية “المرشد الأعلى للثورة الإيرانية” والتي أمر فيها بقتل الثائرين الإيرانيين.
فتحت الولايات المتحدة الأمريكية خطاً للتواصل مع الشعب الإيراني للإبلاغ عن الانتهاكات التي تقوم بها حكومتهم، ما دفع حكومة طهران إلى قطع خدمات الإنترنت عن البلاد كلها.
كل هذه الخدمات “الإنسانية” تعمل من خلالها الولايات المتحدة الأمريكية على تقديم نفسها بصورة “حامية مصالح الشعب الإيراني” وهي سبقت المساعدات الأمريكية لحكومة طهران للقضاء على الوباء، كل ذلك لضمان قبول الشعب الإيراني لها، ومنع السيناريو الذي حصل معها في العراق.
حيث أعلنت وزارة الخزانة الأميركية اليوم الأربعاء، أن العقوبات على إيران لا تمنع من تقديم مساعدات إنسانية لمواجهة فيروس كورونا.
كان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، قال أواخر فبراير الماضي، إن بلاده عرضت المساعدة في التعامل مع فيروس كورونا في إيران، كما شكك في استعداد طهران لتبادل المعلومات.
وأضاف “بومبيو”، خلال جلسة للجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب: “عرضنا على إيران المساعدة”. وقال: “البنية التحتية للرعاية الصحية لديهم ليست قوية، وأنا قلق للغاية من أن إيران هي التي لا تشارك المعلومات”.