صرحت خلية المتابعة، في مكتب رئيس الوزراء العراقي، يوم الجمعة الماضي، أن الحكومة ستنجح في توزيع رواتب شهر مارس آذار الحالي، إلا أنها ستلجأ لبعض الحلول لضمان توفير رواتب الشهر القادم.
فيما أشارت الخلية، إلى أن دخل العراق الشهري من النفط يقدر حاليا بمليار دولار فقط (بعد هبوط سعر البرميل إلى 18 دولار)، بيّنت أن رواتب الموظفين تبلغ 3 مليارات ونصف المليار للشهر الواحد.. وهو ما قد يجبر العراق على طباعة العملة كخيار أخير “حيث سيتأثر وضع الدولة بدءً من الشهر القادم”.
وأكد رئيس الخلية مصطفى جبار سند، في لقاء صحفي، أن “أزمة فيروس كورونا تسببت بتعطيل الإقتصاد بشكل عام و القطاع النفطي بشكل خاص حيث انخفض الطلب العالمي على النفط بواقع 10 ملايين برميل يوميًا، ويتوقع أنه سينخفض خلال الشهر القادم بواقع 9 مليون برميل”.
ليشرح سند، أن “انخفاض سعر النفط العالمي دولارًا واحدًا يعني خسارة موازنة العراق السنوية مليار دولار”.
وبيّن رئيس الخلية أن “سعر برميل النفط العراقي انخفض من 58 دولارًا في شهر فبراير / شباط الماضي إلى 18 – 19 دولارًا في الشهر الحالي.. فتسبب ذلك بخسارة الموازنة حوالي 40 مليار دولار بعد أن قدرت سابقًا بـ 90 مليار دولار”.
عن الإيرادات الحالية، تابع سند أن “وارد البلاد حسب هذا السعر (18 دولار) يبلغ ملياري دولار شهريًا فقط يذهب منها مليار دولار لشركات جولات التراخيص (بمعدل 12 مليار خلال السنة) فيبقى لخزينة الدولة مليار دولار فقط؛ في حين تبلغ قيمة رواتب الموظفين 3 مليار دولار ونصف”.
ليستدرك سند، أن “العراق يستلم اموال نفطه المباع بعد 40 يومًا من البيع ما يعني أن رواتب هذا الشهر مؤمنة من مبالغ بيع نفط الشهر الماضي قبل هبوط أسعاره في الأسواق، لكن الدولة ستتجه نحو حلول أخرى لتأمين رواتب الاشهر القادمة من بينها بيع السندات على المصارف او الاقتراض من البنوك الخارجية أو الداخلية”.
ولفت إلى أن “القطاعات الاخرى كالجمارك والضرائب وغيرها والتي كانت تدخل حوالي 6 مليار دولار خلال السنة توقفت هي الاخرى بفعل انتشار فيروس كورونا”.
كما وأشار رئيس الخلية إلى “وجود عرض حاليًا من البنك الدولي قيمته 3 مليار دولار يشترط الاخير فيه أن لا تصرف على الموازنة التشغيلية (الرواتب) موضحًا أن من بين الحلول التي قد تتجه نحوها حكومة البلاد هي طباعة العملة”، حيث لفت إلى أن “ذلك غير ممكن دون وجود غطاء من الذهب والعملة الصعبة ومع ذلك فإن هذا الخيار مطروح كخيار أخير، حيث من الممكن أن يسير الامور لشهر أو شهرين”.
واستشهد سند بحديثه عن طباعة العملة بأن “الولايات المتحدة قررت اليوم عبر قرار من الكونغرس طباعة العملة بقيمة تريلوني دولار وهي الدولة الأولى في العالم لكنها لم تلتزم بقضية طباعة العملة فكيف بالدول الاخرى التي تعتمد على الدولار الامريكي (في اشارة إلى العراق)”.
هذا وتعاني الدول ذات الاقتصاد الريعي وعلى رأسها الدول النفطية.. من تبعات حرب الأسعار التي تشهدها أسواق النفط العالمية والتي بدأت فصولها بين قطبي انتاج النفط العالمي روسيا والمملكة العربية السعودية ما قاد أسعار النفط للوصول لمستويات خطيرة لم تبلغها منذ عقود بعد نزول سعر البرميل دون الـ 20 دولار يضاف لها ما سببه تفشي وباء كورونا من كساد وركود عالمي انعكس على الطلب للذهب الأسود في مختلف دول العالم.