أحمد الرمح
الملخص التنفيذي:
نحاول في هذه الدراسة استعراض تاريخ الإسلام السياسي في السودان؛ ودور الإخوان المسلمين هناك منذ تأسيس هذه الجماعة بالسودان حتى اليوم؛ مستخدمين العرض التاريخي والمنهج الوصفي لقراءة أثر الإسلام السياسي عموماً وجماعة الإخوان المسلمين خصوصاً على الدولة والمجتمع.
وهذا ما يجعلنا نتوقف عند الدكتور حسن الترابي لما له من دور كبير ومؤثر فيما جرى بالسودان؛ كونه كان عرَّاب الإسلام السياسي والمرشد الإسلاموي للأنظمة التي حكمت السودان بشكل أو آخر.
ثم تتوقف هذه الدراسة مع أخطاء وخطايا الإسلام السياسي والإخوان المسلمين تحديداً؛ وتداعيات هذه الخطايا على السودان كدولة وشعب؛ وكيف كانت سبباً بانفصال جنوب السودان عن الوطن الأم؛ ناهيك عن أكثر من حرب أهلية دخلها السودان! كان للإخوان المسلمين دور المسبب فيها؛ والمحرض عليها؛ وكذلك المشارك فيها؛ بل ما يزال الإخوان مشاركين في الحرب الأهلية القائمة الآن من خلال دعم الجيش السوداني.
هذا كله نناقشه من خلال المحاور التالية:
المحاور:
- المدخل
- تاريخ الإسلام السياسي بالسودان
- بداية النشاط العلني للإخوان المسلمين!
- بروز نجم الدكتور حسن الترابي؛ ودوره في مصائب السودان
- إعدام الترابي للمفكر محمود محمد طه!
- أخطاء وخطايا الإسلام السياسي بالسودان!
- ماذا فعل الإسلام السياسي بالسودان؟
- أولاً: محاولة أسلمة الدولة والمجتمع؟
- ثانياً: تحويل السودان إلى ملاذ للإرهاب!
- ثالثاً: انفصال الجنوب عن الوطن الأم!
- رابعاً: حرب دارفور عام 2003
- غدر الإخوان المسلمين بالثورة الشعبية (انقلاب أكتوبر 2019)!
- الخاتمة: نبوءة الأستاذ محمود محمد طه بمستقبل الإسلام السياسي في السودان!
المدخل:
لا يمكن أن نعرف ماذا فعل الإسلام السياسي في السودان من ويلات؛ أوصلته إلى حرب أهلية أكلت الأخضر واليابس؛ حتى نطّلع على تاريخ جماعة الإخوان المسلمين هناك؛ لنرى كم أساءت؟ وكم أخطأت بحق بلدها؟ بل حتى أجرمت هذه الجماعة بحق السودان وشعبه!
وتاريخ الإفساد الإخواني بالسودان عميق؛ وأنّ عمر هذا الإفساد والخراب بدأ منذ أكثر من سبعين سنة! وحتى نعرف ماذا فعل الإسلام السياسي بالسودان؛ يجب أن نعرف تاريخ نشوء ووجود هذه الجماعة في السودان من جهة، ومن جهة أخرى الأدوار التي قامت بها، حتى نعرف كيف وصل السودان إلى ما وصل إليه اليوم؛ ودور الإخوان المسلمين في ذلك! بعد أن عشش الخراب والدمار والدماء في بلد؛ كان يستحق أن يكون أفضل مما هو فيه اليوم ألف مرة!
تاريخ الإسلام السياسي بالسودان
بدأ تسيس الدين سودانياً سنة 1843 م عندما أعلن “أحمد المهدي” عن “الثورة المهدية” ضد الحكم العثماني. ([1]) حيث قُتِلَ الجنرال “تشارلز جوردن” الحاكم العسكري للسودان المُعَين من قبل الخديوي إسماعيل؛ وأعلن “أحمد المهدي” عن قيام الدولة المهدية في العام 1885 م؛ ثم هُزمت الدولة المهدية عام 1891 من قبل الاحتلال البريطاني؛ وتحولت الحركة المهدية فيما بعد إلى حزب سياسي هو “حزب الأمة”. ([2])
كانت الحركة المهدية تمهيداً وإرهاصاً بشكل أو آخر لولادة جماعة الإخوان بالسودان؛ ففي العام 1948 عاد الشاب السوداني “جمال الدين السنهوري” من مصر؛ حيث كان عضواً بجماعة الإخوان؛ ومقرباً جداً من “حسن البنا” زعيم ومؤسس الجماعة. فأسس فرعاً لجماعة الإخوان بالسودان؛ وترأس شعبة السودان الإخوانية آنذاك الشيخ “عوض عمر الإمام”، ثم عينت الجماعة “علي طالب الله” مراقباً عاماً لإخوان السودان؛ لكنّ الاحتلال البريطاني رفض منح جماعة الإخوان ترخيصاً للعمل هناك. ([3])
في العام 1949 نشأت حركة إسلامية بجامعة (جوردن التذكارية) التي أصبح اسمها لاحقاً جامعة الخرطوم بزعامة “يوسف محمد بابكر الكرار”، ([4]) وكان هدف هذه الحركة محاربة المد الشيوعي بين طلاب الجامعة، وقد تبنت هذه الحركة (الاشتراكية الإسلامية)؛ ولما عرض عليها الإخوان المسلمون الانضمام إلى الجماعة، رفضت الحركة ذلك. فوقع خلاف بين جماعة الإخوان والحركة؛ انتهى بعقد مؤتمر لحسم الخلاف بينهما عام 1954 وانتهى المؤتمر الذي سُميَ (مؤتمر العيد) وتبنى اسم الإخوان المسلمين؛ وانتخب “محمد خير عبد القادر” أميناً عاماً له؛ ليرفض المراقب العام السابق للإخوان “علي طالب الله” نتيجة المؤتمر؛ وأعلن انشقاقه عن جماعة الإخوان؛ فتدخل التنظيم العالمي ليعيّن “الرشيد طاهر” من جماعة “علي طالب الله” مراقباً عاماً للإخوان بالسودان. ([5])
بداية النشاط العلني للإخوان بالسودان!
بدأ الإخوان نشاطهم العلني عام 1955 عندما نظموا مؤتمراً حضرته الحركات الإسلامية السودانية؛ وكان هدف المؤتمر إصدار وثيقة من جميع حركات الإسلام السياسي السودانية؛ تطالب بدستور إسلامي بعد استقلال السودان. وانتخب المؤتمر “عمر بخيت عوض” العضو في جماعة الإخوان أميناً عاماً للمؤتمر. ([6])
لكن في العام 1959 أُلقي القبض على الإخواني “الرشيد الطاهر” بتهمة المشاركة في محاولة انقلاب ضد الحكم العسكري بالسودان الذي يقوده آنذاك الفريق “إبراهيم عبود”، وحُكِم عليه بالسجن لمدة خمس سنوات. لكن جماعة الإخوان أعلن براءتها من محاولة الانقلاب؛ وفصلت “الرشيد الطاهر” من الجماعة!
بروز نجم الدكتور حسن الترابي؛ ودوره في مصائب السودان
خلال ثورة أكتوبر 1964 برز نجم المفكر الإخواني “حسن الترابي” العائد من باريس؛ واستاذ القانون بجامعة الخرطوم؛ لما أطاحت الثورة بنظام الفريق “إبراهيم عبود” ليؤسس الترابي (جبهة الميثاق الإسلامي) من خلال تجمّع عدد من حركات الإسلام السياسي للمطالبة بدستور إسلامي للسودان.
نجح الترابي في تحويل جبهة الميثاق إلى جماعة ضغط؛ لتصبح ثالث تجمع سياسي في السودان من حيث القوة والحجم بعد حزب الأمة والاتحاد الديمقراطي، وتم انتخاب الترابي أميناً عاماً لها في العام 1969. ([7])
لكن في العام 1976 قرر الجنرال “جعفر النميري” ([8]) الذي وصل إلى السلطة بالعام 1969 التحول إلى التحالف مع الإسلاميين؛ وقَبِلَ الإخوان بتلك المصالحة مع النميري! ودخل “الصادق المهدي” و”حسن الترابي” المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي؛ ثم وقعت خلافات بين المهدي والترابي؛ فأُبعد المهدي؛ ليصبح الترابي النائب العام للاتحاد الاشتراكي بالعام 1979. ([9])
ثم اختلف الإخوان المسلمون فيما بينهم حول التعاون والاندماج مع نظام النميري؛ ففي حين كان يصرّ عليه الترابي؛ كان يرفضه التيار التقليدي للإخوان؛ فحدث انشقاق بجماعة الإخوان؛ ليؤسس الترابي حزباً جديداً بعد خلافه مع الإخوان أطلق عليه اسم (الحركة الإسلامية السودانية).
واستطاع الترابي اقناع النميري بإصدار جملة قرارات سنة 1983 تفرض تطبيق الشريعة الإسلامية؛ لكن الصادق المهدي عارض تلك القوانين؛ لما لها من أثر قد يؤدي إلى تقسيم السودان. ([10])
وحمّل المهدي فيما بعد الترابي مسؤولية إعطاء الجنوب الحكم الذاتي؛ وعُدَّ ذلك فشل لمشروع الترابي الإسلامي وطنياً؛ إذ اتهمه المهدي بأن فشل في استيعاد حقوق الأقليات في مشروعه الإسلامي بالسودان. ([11])
إعدام الترابي للمفكر محمود محمد طه!
هنا ظهر حزب الجمهورية بقيادة المفكر الأستاذ “محمود محمد طه” ([12]) الذي قدم حلاً لمشكلة الإسلام السياسي مع الأقليات بفكرة ملخصها أنّ الإسلام ذو رسالتين الأولى العقيدة؛ والثانية هي الشريعة؛ وأما العقيدة فمثّلها القرآن المكي؛ وهذه لا خلاف حولها، وأما الشريعة فمثّلها القرآن المدني؛ وهي متغيرة، ويمكن تجاوز أمور الشريعة مع الاحتفاظ بمقاصدها الإنسانية والإبقاء على أمور العقيدة. ([13])
كما طالب بالسماح لكل الأحزاب مهما كان انتماؤها بالعمل؛ والترخيص لها؛ ورفض قانون الترابي بتطبيق الشريعة؛ فحكمت عليه الترابي بالإعدام، وتم شنقه في العام 1985، مما أثار سخطاً شعبياً ضد أفكار وسياسة حسن الترابي.
وقدم الأستاذ محمود محمد طه كما يطلق عليه بالسودان نبوءته في الإخوان المسلمين مؤكداً فيها أن الإخوان سيفشلون عاجلاً أم آجلاً؛ وأنهم سيقودون البلاد إلى الخراب والدمار؛ وسيكفر بهم الشعب السوداني.
بعد سقوط نظام النميري؛ استطاع الترابي أن يغير جلده مع قدوم الموجة الحاكمة الجديدة! فأسس (الجبهة القومية الإسلامية) لتكون معارضة لحكومة الصادق المهدي غريمه اللدود؛ مما اضطر المهدي للتحالف مع الجبهة القومية الإسلامية؛ وشكلوا حكومة الوفاق الوطني عام 1988؛ وتولى الترابي فيها حقيبة وزارة العدل؛ ثم تقلد بعد ذلك منصب وزير الخارجية. ([14])
لكنّ العسكر لم تعجبهم سياسة حكومة الوفاق؛ ونجح العميد “عمر البشير” بانقلاب على الحكومة؛ وألقى القبض على قيادات حكومة الوفاق؛ ومن ضمنهم الترابي.
لكن البشير ومن خلال مجلس قيادة ثورته؛ قاموا بصفقة مع الترابي بالسجن؛ أُطلق على إثرها سراحه؛ ليشكل وحزبه “مجلس المدافعين عن ثورة البشير”!! المعروفة آنذاك باسم (لجنة الأربعين) وشيئاً فشيئاً أصبحت هذه اللجنة هي التي تقرر سياسة السودان!
ليعود العسكر بقيادة البشير بالتعاون مع الترابي لممارسة الاستبداد وتكميم الأفواه ضد كل معارضيهم؛ فنفذوا اعتقالات وتعذيب كل من يُشَكُ بولائه للنظام الحاكم؛ واشتُهرت مراكز الاعتقال آنذاك باسم (بيت الأشباح)!
وتم التوافق بين العسكر والإخوان لتشكيل الشرطة الشعبية بالعام 1991 التي تقوم بدور هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر! لمراقبة كل مخالفة للتشريع الإسلامي الذي وضعه الترابي! فقوضت الحريات العامة! وألغت الأحزاب والتنظيمات النقابية! وكان الترابي هو المرشد العام لتلك الفترة؛ حتى أطلق عليه معارضوه (خميني السودان)!
هذه القرارات الذي نتج عنها تخبطات كثيرة، ألَّبَتْ المجتمعَ على نظام البشير؛ مما دفع البشير للتخلص من الترابي؛ فأقاله من رئاسة المجلس الوطني بالعام 1999 بعد عشر سنوات من تحالف الإسلام السياسي مع العسكر؛ كما جرَّد الترابي من كل مهامه السابقة.
وكعادة الترابي تصرف ببراغماتية شديدة؛ إذ وقع اتفاقاً مع الحركة الشعبية لتحرير السودان التي كانت بالأمس العدو اللدود والتاريخي للترابي؛ ووُصِف هذا الاتفاق بخيانة الترابي للمبادئ التي نادى بها لسنوات عديدة؛ مما دفع البشير لاعتقاله على إثر ذلك التوقيع. ([15])
أخطاء وخطايا الإسلام السياسي بالسودان!
ظلت المشاكل والخلافات والانشقاقات تعصف بإخوان السودان؛ لكن عندما أطاح البشير بالترابي؛ قَبِلَ الجناح المناوئ للترابي بالمشاركة في حكومات نظام البشير المتعاقبة، فمنذ استيلاء البشير على السلطة وتحالفه مع الترابي وطوال (34) سنة تبين للقاصي والداني أن الإسلام السياسي كان له الدور الأبرز بمشاكل السودان حتى الوصول إلى الحرب الأهلية اليوم.
فانقلاب البشير وتحالفه مع الإسلاميين أدى إلى جملة كوارث على السودان منها:
- انفصال جنوب السودان عن الوطن الأم.
- تعرض السودان لحصار اقتصادي دولي وعزلة دولية.
- انتشار الميلشيات العسكرية الإسلاموية.
- حمَّل مراقبون سودانيون الأسباب البعيدة للحرب الأهلية الحالية لتحالف البشير/الترابي.
- مساهمة الحركة الإسلامية (الاسم الجديد لجماعة الإخوان المسلمين بالسودان) بإنجاح انقلاب البشير وانقلابها على حكومة الصادق المهدي المنتخبة ديمقراطياً؛ التي جاءت بعد سقوط نظام النميري.
ماذا فعل الإسلام السياسي بالسودان؟
لنتوقف سريعاً مع فعله الإسلام السياسي عموماً؛ والإخوان المسلمون خصوصاً بالسودان؛ مما أدى إلى انتشار الفساد السياسي والاقتصادي والنزاعات القومية بين أبناء الشعب السوداني.
أولاً: محاولة أسلمة الدولة والمجتمع؟
من أخطر وأكثر أخطاء الإخوان في كل بلد يتولون السلطة فيه أنهم يعملون على أخونة الدولة والمجتمع؛ لتكون الدولة ذات إيديولوجية إخوانية! تحت شعار (أسلمة الدولة) بحيث تصبح كل قيادات الدولة والمجتمع من الإخوان المسلمين؛ أو من المتحالفين معهم إيديولوجياً على الأقل بالفترة الأولى من حكمهم، وهذا ما فعلوه في تونس بعد استلام السلطة بزعامة “الغنوشي” ([16])
وكذلك الأمر في مصر بعد وصولهم للسلطة، ولكنهم في مصر وقعوا بخطيئة محاولة أسلمة الجيش المصري؛ والمؤسسة العسكرية المصرية قوية ومغلقة؛ وهي أقوى مؤسسات الدولة المصرية، مما دفعها للانقلاب على حكم الإخوان؛ كما حاول الإخوان المسلمون أسلمة الفن المصري الذي يعتبر القوة الناعمة لمصر داخلياً وخارجياً، خصوصاً من خلال ظاهرة تحجيب الفنانات! ([17])
في السودان كان البشير ذا قبضة حديدية على السلطة؛ وكان الإسلاميون هم حجر الرحى لنظامه، فاستغلوا الشعارات الدينية للتخلص من خصومهم السياسيين! فحتى يطبقوا سياسة “أسلمة الدولة” قاموا على حد المحللين السودانيين بمجزرة في الأجهزة المدنية والعسكرية؛ عندما أحالوا آلاف الموظفين في الجهازين المدني والعسكري للتقاعد؛ وتم فصل آخرين!
وبذريعة الأسلمة (الأخونة) تمكن الإسلام السياسي من الاستيلاء على كل المناصب المهمة بالسودان؛ فسيطروا على القرار السياسي والاقتصادي فيما سُمِيَ سودانياً بالعشرية الأولى؛ ويؤكد مراقبون سودانيون بأن البشير الذي كان على رأس النظام؛ وكان له كرسي الحكم دون منازع مقابل أن ينفذ سياسة الحركة الإسلامية (إخوان السودان)؛ وكانت السلطة على المجتمع السوداني للترابي وأتباعه من الإخوان.
ثانياً: تحويل السودان إلى ملاذ للإرهاب!
قام الترابي المرشد الإسلامي لنظام البشير بخطيئة عمره؛ عندما استضاف قيادات تنظيم القاعدة؛ وعلى رأسهم زعيم التنظيم العالمي للقاعدة “أسمة بن لادن”؛ كما سمح لهم بتنفيذ عمليات إرهابية ضد بلادهم وغيرها؛ ويُتهم الترابي بمنحهم التسهيلات اللازمة لذلك؛ مما دفع الخارجية الأمريكية لاعتبار السودان دولة راعية للإرهاب؛ وفُرِضت على السودان عقوبات اقتصادية قاسية؛ لم تُرفع إلا بعد سقوط النظام في نيسان/إبريل 2019.
ثالثاً: انفصال الجنوب عن الوطن الأم!
بعد إقرار تطبيق الشريعة بالإكراه في السودان؛ ورفض الترابي لسياسة الاحتواء للمكونات غير المسلمة التي طالبه بها الصادق المهدي؛ تصاعدت حركات التمرد جنوب السودان؛ فاشتعلت حرب بين الحكومة المركزية مع المليشيات بالجنوب المطالبة بحكم ذاتي بعيداً عن تطبيق التشريع الإسلامي عليها بقيادة (جون قرنق)؛ فاتهم الإسلاميون جماعة (جون قرنق) بأنهم ضد تطبيق الشريعة؛ ليحولوا الحرب معهم من تمرد ضد الدولة السودانية إلى حرب جهادية في سبيل الله! حشدوا لها المجاهدين الإسلاميين للقتال مع الجيش! ([18])
لكنهم فشلوا في تلك الحرب لأسباب عديدة؛ واضطروا للتفاوض مع جماعة (جون قرنق)؛ ووقعوا (اتفاقية نيفاشا) عام 2005 التي أعطت الجنوب حق التصويت على البقاء ضمن الدولة؛ أو الانفصال عنها! فصوت الجنوبيون بأغلبية ساحقة على الانفصال لتتشكل دولة (جنوب السودان) فكانت أكبر خطيئة وخسارة يتسبب بها الإسلام السياسي بالسودان؛ حيث فقد السودان نتيجة انفصال الجنوب نحو ثلث مساحته؛ وعدد سكانه! وغالبية موارده النفطية! ([19])
رابعاً: حرب دارفور عام 2003
لم يتعلم الإخوان المسلمون من أخطائهم ومغامراتهم الفاشلة التي انعكست على السودان في كل شيء؛ وأدخلته بأزمات داخلية وخارجية؛ إذ إنهم بعد توقيع اتفاقية السلام الشامل التي أدت إلى انفصال الجنوب عن الوطن الأم؛ أدخلوا البلاد مع نظام البشير في حرب أهلية جديدة بإقليم (دار فور) المسلم بالعام 2003، ويتهم مراقبون بأن الإسلاميين بالسلطة تسببوا في تلك الحرب بمقتل نحو مليون ونص المليون من السكان! وتم تشريد نحو (2.5) مليون سوداني ما بين نازح ولاجئ! ومع كل تلك الخسائر؛ فشلت بالقضاء على تمرد أهل (دار فور).
حيث قاموا بإنشاء ميليشيا (الجنجويد) كمساعد من خارج السلطة للنظام في حربه هناك؛ ومارست ميليشيا (الجنجويد) انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان بإشراف النظام السوداني؛ وأشعلت النزاعات بين سكان (دارفور) أنفسهم من عرب وزرقة! ([20]) ([21])
فاتخذت الأمم المتحدة قرارات تحت البند السابع؛ وشكلت أكبر بعثة لحفظ النظام بتاريخ المنظمة الدولية (بعثة يوناميد) التي تكونت من عشرات آلاف الجنود الدوليين لحماية المدنيين في (دار فور) من بطش قوات النظام وميلشيا (الجنجويد) المساندة لها. ([22])
ونتيجة تخبط الإسلاميين وفشلهم في معالجة المشاكل الداخلية المتفاقمة بسبب الإسلام السياسي واستبدادية العسكر؛ قرر البشير انشاء (قوات الدعم السريع) لحمايته من انقلاب محتمل يقوم به الإخوان المسلمون حلفاؤه بالسلطة! حذرتُه منه مصادرُ مختلفة! فجاء من (درا فور) بقوات الدعم السريع لتقمع الاحتجاجات الشعبية ضده في العام 2019، لكن هذه القوات بقيادة الجنرال “حميدتي”؛ انقلبت على نظام البشير؛ وانحازت للاحتجاجات الشعبية؛ ونال الجنرال “حميدتي” منصب نائب رئيس مجلس السيادة ضمن حكومة الشراكة المدنية/العسكرية، التي أقرت بالوثيقة الدستورية في آب/أغسطس 2019.
غدر الإخوان المسلمين بالثورة الشعبية (انقلاب أكتوبر 2019)!
بعد أنْ أعلن الإخوان المسلمون بأنهم مع الثورة الشعبية؛ بدأوا العمل والتنسيق مع مجموعات داخل المؤسسة العسكرية لعرقلة وإفشال حكومة الثورة! وقاموا بتحريض العسكر على الانقلاب على الحكومة! وتم ذلك عندما تم تشكيل لجنة تفكيك النظام السابق ومحاربة الفاسدين بالسودان.
واستطاعوا لعب دور رئيس في الانقلاب الآخر في 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021 الذي قاده الجنرال “عبد الفتاح البرهان” مع قائد قوات الدعم السريع “حميدتي” أدى ذلك إلى اتفاق بين البرهان وحميدتي يقضي بتسليم السلطة بالبلد للمدنيين؛ ودمج قوات الدعم السريع بالجيش؛ ثم خروج العسكر من السلطة.
لكن الإخوان المسلمين رفضوا هذا الاتفاق؛ وأعلنوا العمل ضد تحقيقه لكونه يخرجهم من السلطة نهائياً! وعملوا على زرع الفتنة بين الجيش وقوات الدعم السريع؛ لتدخل البلاد بحرب أهلية جديدة! ما تزال مشتعلة حتى يومنا هذا؛ وذكر مراقبون سودانيون أن الإخوان المسلمين استطاعوا توريط الجيش بحرب أهلية من خلال كتائبهم الجهادية؛ مما أدى إلى اشتعال حرب جاءت على ما تبقى من السودان! وأعلن الإخوان صراحةً وقوفهم مع الجيش ضد الجنرال حميدتي وقوات الدعم السريع! وتقول تقارير أخرى بأن الإخوان المسلمين أفشلوا كل المحاولات لوقف الحرب عبر التفاوض؛ لأنهم يعتبرون هذه الحرب هي حرب كرامة على حدّ زعمهم، وكل من يقف ضدها خائن! وكانت شعاراتهم في الشارع تصدح (فلترق منهم الدماء! فلترق منا الدماء! فلترق كل الدماء)!
الخاتمة: نبوءة الأستاذ محمود محمد طه بمستقبل الإسلام السياسي في السودان!
مما سبق كله يتضح لنا الدور الخطير الذي لعبه الإسلام السياسي عموماً بالسودان؛ وجماعة الإخوان المسلمين خصوصاً؛ مما جعل البلاد تتمزق؛ وتنفصل بعض أقاليمها؛ ويتشرد كثير من شعبها؛ ويُقتل العديد من أبنائها كي يكون الإسلام السياسي في السلطة قائداً للدولة والمجتمع.
ولقد صدقت نبوءة الأستاذ محمود محمد طه فيما سيفعله الإسلام السياسي بالسودان؛ إذ قال:
من الأفضل للشعب السوداني أن يمر بتجربة حكم جماعة الهوس الديني؛ وسوف تكون تجربة مفيدة للغاية، إذ إنها بلا شك سوف تكشف مدى زيف شعارات هذه الجماعة، وسوف تسيطر هذه الجماعة على السودان سياسياً واقتصادياً حتى لو بالوسائل العسكرية! وسوف تذيق الشعب الأمرين. وسوف يُدْخلون البلاد في فتنة تحيل نهارها إلى ليل، وسوف تنتهي بهم فيما بينهم، وسوف يقتلعون من أرض السودان اقتلاعاً. ([23])
المراجع
[1] ـ روبرت أو. كولينز، تاريخ السودان الحديث. مكتبة الأسرة – القاهرة، 2015. ترجمة: مصطفى مجدي الجمّال، مراجعة: حلمي شعراوي.
[2] ـ بعد غزو محمد علي باشا للسودان في عام 1819, تولت إدارة تركية مقاليد الحكم في السودان. فاستاء الشعب السوداني من النظام الاستعماري بسبب الضرائب الباهظة التي فرضت، علاوة على البداية الدامية التي ميزت الحكم التركي/ المصري في السودان. قامت الثورة المهدية بزعامة محمد أحمد المهدي الذي ولد في العام 1843 في جزيرة لبب. قامت الثورة رداً على مظالم الحكم المصري تحت الوصاية الإنجليزية في السودان. وقد بنى محمد المهدي دعوته على فكرة المهدي الذي يظهر في آخر الزمان ويملأ الأرض عدلاً بعد أن ملئت جوراً. استجاب السودانيون للمهدي بقوة مكنته من هزيمة القوات الحكومية والسيطرة على السودان. توفي المهدي بعد انتصاره بفترة قصيرة وتولى الحكم عبد الله التعايشي الذي حارب الأحباش وحاول غزو مصر واستمر حكمه حتى عام 1899 حين غزا الإنجليز البلاد وهزموا جيوش المهدية في كرري ثم قتلوا الخليفة في معركة أم دبيكرات لتبدأ فترة الحكم الإنجليزي المصري الثنائي للسودان.
[3] ـ محمد الخير عبد القادر، نشأة الحركة الإسلامية الحديثة في السودان (1946-1956). الدار السودانية للكتب – الخرطوم، 1999
[4] ـ نادية يس عبد الرحيم، بابكر كرار.. سيرته وفكره. الجامعة الأفريقية العالمية – مركز البحوث والدراسات الأفريقية، 2006.
[5] ـ عبد الوهاب الأفندي، ظاهرة الانشقاق عند الإخوان: الحالة السودانية. الجزيرة. نت، أبريل 2004.
[6] ـ في 30 أغسطس/آب وافق البرلمان على إجراء استفتاء عام لتحديد مستقبل البلاد السياسي وفي نفس الوقت وافقت بريطانيا على الانسحاب من السودان في 12 نوفمبر 1955. وفي 19 ديسمبر/ك 1 أعلن البرلمان السودان كدولة مستقلة بعد إجراء الاستفتاء العام. وقد أعلنت جمهورية السودان رسميًا في 1 يناير/ك 2 1956. وقد أصبح السودان عضوًا في جامعة الدول العربية في 19 يناير/ ك 2، وفي الأمم المتحدة في 12 نوفمبر/ت 2 من نفس العام.
[7] ـ حسن الترابي، الحركة الإسلامية في السودان: التطور، الكسب، المنهج. مطبعة إيمان، 1990.
[8] ـ جعفر محمد النميري (26 أبريل/نيسان 1930 – 30 مايو/أيار 2009)، الرئيس الرابع لجمهورية السودان خلال الفترة من 25 مايو/أيار 1969 إلى 6 أبريل/ نيسان 1985.
[9] ـ د. هاشم بابكر محمد أحمد، المصالحة الوطنية في السودان. الموسوعة السودانية، 5 أكتوبر 2017.
[10] ـ الصادق المهدي، العقوبات الشرعية وموقعها من النظام الاجتماعي السوداني. الزهراء للإعلام العربي – القاهرة، 1987.
[11] ـ عبد الوهاب الأفندي، الإسلاميون وجاهلية العنصرية.. السودان نموذجا. القدس العربي، 11 مايو 2015.
[12] ـ محمود محمد طه: محمود محمد طه مفكر ومؤلف وسياسي سوداني (1909م -1985م). أسس مع آخرين الحزب الجمهوري السوداني عام 1945م كحزب سياسي يدعو لاستقلال السودان والنظام الجمهوري وبعد اعتكاف طويل خرج منه في أكتوبر/ ت 1 عام 1951، أعلن مجموعة من الأفكار الدينية والسياسية سمى مجموعها بالفكرة الجمهورية. كان للعلماء من مختلف المذاهب مآخذ كثيرة على الفكرة الجمهورية، فعارضوها ورماه بعضهم بالردة عن الإسلام، وحكم عليه بها مرتين أُعدم في آخرهما في يناير/ ك 2 1985، في أواخر عهد الرئيس جعفر نميري. عُرف بين أتباعه ومحبيه بلقب “الأستاذ”. ما زال الحزب الجمهوري ينشر فكره، وما زال معارضوه ينشرون الكتب والفتاوي المضادة.
[13] ـ محمد محمود طه، الرسالة الثانية من الإسلام. مجلة بدايات – بيروت، العدد 13، شتاء 2016.
[14] ـ ملاحظة: الترابي متزوج من شقيقة اصادق المهدي. حيث تزوج الترابي السيدة وصال الصديق المهدي شقيقة رئيس الوزراء السابق الصادق المهدي زعيم حزب الأمة.
[15] ـ روبرت أو. كولينز، تاريخ السودان الحديث. مكتبة الأسرة – القاهرة، 2015. ترجمة: مصطفى مجدي الجمّال، مراجعة: حلمي شعراوي.
[16] ـ راشد الغنوشي: راشد الغنوشي أو راشد الخريجي، (ولد في 22 يونيو/حزيران 1941 بالحامة)، هو سياسي ورجل دولة وحقوقي ومفكر إسلامي تونسي، زعيم حركة النهضة التونسية (جماعة الإخوان المسلمين بتونس) كما شغل منصب رئيس مجلس نواب الشعب بين عامي 2019 و2022. منذ بداية مسيرته السياسية في 1969، تعرض الغنوشي للاعتقال والتعذيب في الثمانينات، وحكم بالإعدام مرتين في التسعينات، مما أجبره على البقاء في المنفى في لندن لمدة 21 سنة بين 1989 و2011، عندما عاد لبلاده إثر نجاح الثورة التونسية.
يعتبر الغنوشي من أهم المفكرين المعاصرين في أوساط الإسلام السياسي، ومجدداً في مواضيع الحريات والعلاقة بين الديمقراطية والإسلام، وله باعٌ طويل في الكتابات الفكرية حيث نشر أكثر من عشرين كتاباً. لعب راشد الغنوشي دورا محوريا في فترة الانتقال الديمقراطي في تونس بعد الثورة، خاصة أثناء الترويكا، ثم في فترة «التوافق» التي جمعته بالرئيس الباجي قائد السبسي. وكان الغنوشي أيضاً مساعد الأمين العام لشؤون القضايا والأقليات في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ونائب رئيسه، وذكرت بعض المصادر أنه كان عضو مكتب الإرشاد العام العالمي لجماعة الإخوان المسلمين. تحصل راشد الغنوشي على العديد من الجوائز الدولية من بينها جائزة تشاتام هاوس وجائزة مجموعة الأزمات الدولية والجائزة الدولية لتعزيز القيم الغاندية للسلام وأفضل 100 مفكر لفورين بوليسي.
في 13 نوفمبر 2019، انتُخب الغنوشي رئيسا للبرلمان التونسي لكن في 25 يوليو/تموز 2021 وبسبب الأزمة السياسية في البلاد جُمدت عضويته رفقة جميع النواب بأمر رئاسي صادر عن الرئيس قيس سعيد. وفي 30 مارس/آذار 2022، وقع حل البرلمان رسميا بقرار رئاسي. كما جرى اعتقاله في 17 أبريل/نيسان 2023 على خلفية تصريحات اعتبرت “محرضة على الحرب الأهلية”.
[17] ـ الإسلاميون والحكم في الربيع العربي:
- خيرت الشاطر بعد وصول الإخوان إلى السلطة قال: سنحكم مصر 500 سنة.
- مصطفى عبد الجليل بليبيا: منع أي موظف عمل سابقا مع القذافي من العمل في الدولة الجديدة.
- مصطفى عبد الجليل سنعيد مشروعية تعدد الزوجات.
- الغنوشي: سرح 30 ألف عامل كانوا من النظام السابق، مما أدى لانهيار الدولة.
- إخوان المغرب لما وصلوا للحكومة: ولاؤنا اقتصادياً لأردوغان.
- الإخوان في السودان لما تحالفوا مع النميري؛ حسن الترابي أعدم محمود محمد طه، ثم تحالفوا مع البشير
- غزوة الصناديق بمصر.
- الإخوان شعرهم: إما السلطة أو السجن.
[18] ـ الصادق المهدي، الديمقراطية في السودان.. عائدة وراجحة. مكتبة جزيرة الورد – القاهرة، ط2، 2015.
[19] ـ جون قرنق: د. جون قرنق دي مابيور (1945 – 2005) زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان والنائب الأول السابق لرئيس الجمهورية في السودان قبل الانفصال ورئيس حكومة جنوب السودان ولد قرنق عام 1945 في جونقلي بالسودان لأسرة ميسورة من قبيلة الدينكا، انتقلت لتعيش في تنزانيا، حيث أنهى قرنق دراسته الثانوية، ومن هناك إلى الولايات المتحدة حيث نال إجازة في العلوم عام 1971، ثم عاد إليها بعد ثلاث سنوات في دورة عسكرية دامت عامين، وانخرط لاحقاً في الأكاديمية العسكرية في الخرطوم، وانضم إلى الجيش برتبة نقيب. كان معارضاً للحكم العسكري والهيمنة الإسلامية في البلاد، وقام بتشجيع الحركات الأخرى على التمرد ضد الشريعة الإسلامية التي فرضت على البلاد من قبل الحكومة؛ هذا الفعل شهد اتفاقا شائعا عند بداية الحرب السودانية الاهلية الثانية، مما أدى إلى واحد ونصف مليون حالة وفاة بعد أكثر من عشرين عاماً من الصراع. وعلى الرغم من أن قرنق كان مسيحياً ومعظم جنوب السودان هو غير مسلم (معظمهم من الوثنيين)، الا أنه لم يركز في البداية على الجوانب الدينية للحرب.
[20] ميلشيا الجنجويد: «جنجاويد» أو جنجويد مصطلح سوداني مكون من مقطعين هما: «جن» بمعنى جني، ويقصد بها أن هذا الجني (الرجل) يحمل مدفعاً رشاشاً من نوع «جيم 3» المنتشر في دارفور بكثرة، و«جويد» ومعناها الجواد. ومعنى الكلمة بالتالي هو: الرجل الذي يركب جواداً ويحمل مدفعاً رشاشاً.
وكلمة جنجويد تعني كما ذكر سابقاً (جن راكب جواد يحمل مدفع جيم 3) وترمز للرجال الذين يقاتلون من فوق الخيل ويحملون الـ ج3 (البندقية الآلية المعروفة) والكلمة تأتي من (جنجد) حسب رواياتهم وتعني (النهب) حيث أنهم منذ سنوات عديدة يحترفون النهب المسلح بمنطقة دارفور، ويقولون (نمشي نجنجد) أي ننهب ومنها أتت تسميتهم بالجنجويد. ولا يقصد بهم قبيلة معينة او فصيل معين وكان يطلق على كل من يحمل تلك الصفات، وكل هذه القبائل الأفريقية تستخدم اللغة العربية كلغة تخاطب فيما بينهم مع وجود لهجات خاصة بكل قبيلة نجد أن طبيعة عمل الجنجويد معظمها رعي الماشية والبدوية وخاصة الإبل والأبقار والزراعة في مناطق ضيقة داخل أو حول مساكنهم لاكتفاء الأسرة المحدود ولترحالهم الدائم، ويطلق كذلك على كل البدو الذين لهم تلك الصفات من العرب او الأفارقة وقليل منهم يسكن المدن، فهم رحّل (دائمي الترحال) ومنهم من يمتهن النهب لجلب القوت له ولأسرته.
وقد ارتبط هذا المصطلح بأزمة دارفور بشكل كلي، إذ ينسب سكان دارفور من ذوي الأصول الإفريقية هذا المسمى لميلشيات شبه منظمة وذات أصول عربية تعمل على فرض سطوة الحكومة المركزية على الإقليم، وتتهم أيضاً بتنظيم عمليات اغتصاب وإبادة جماعية ضد السكان الأصليين. ويذكر أنها من الأسباب المباشرة لتفجر قضية دارفور بالمحافل العالمية، فضلاً عما يعانيه سكان دارفور من التهميش الحكومي وانعدام البنية التحتية.
[21] ـ الزرقة بدار فور: قال الدكتور الوليد ادم موسى مادبو خبير التطوير والتحديث المؤسسي والمستشار في شؤون التنمية العالمية ان النخبة الدارفورية وقعت في شرك المركز بالخرطوم برجوعها للإثنية و استكانتها لثنائية عرب زرقة التي تبناها النظام في الخرطوم و انحازوا في المقابل الي كياناتهم الضيقة في صرعات ندية و ثنائية و تناسوا بذلك اصل الازمة المتمثل في هيمنة المركز النيلي علي الهامش و اشترط الدكتور الوليد مادبو في الجزء الثاني من المقابلة مع راديو دبنقا التي تذاع عقب نشرة الاخبار اشترط ضرورة نزع فتيل العداوة الوهمي في دارفور بين ما يسمى بعرب وزرقة والعداوة بين القبائل العربية نفسها ليتحقق الاستقرار والتنمية المنشودة بالإقليم و ليكون بذلك منصة انطلاق لإنسان دارفور نحو الوطن.
[22] ـ بعثة يوناميد أو قوات اليوناميد: هي قوة سلام مشتركة من الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي يبلغ عددها 16 ألف عنصر، وانتشرت في نهاية 2007 في الإقليم المضطرب منذ عام 2003 عندما تمردت أقليات عرقية في دارفور ضد نظام الرئيس المعزول عمر البشير، وسيطر المتمردون على مدينة “قولو” بولاية شمال دارفور.
[23] ـ صحيفة الراكوبة. أخبار السودان: https://www.alrakoba.net/151352/%D9%87%D9%84-%D8%B5%D8%AF%D9%82%D8%AA-%D9%86%D8%A8%D9%88%D8%A1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%87%D9%8A%D8%AF-%D9%85%D8%AD%D9%85%D9%88%D8%AF-%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%B7%D9%87-%D8%9F%D8%A7/
https://www.youtube.com/watch?v=Krq3g5-T93E