ربط الخبير الاستراتيجي والمحلل العسكري، العميد “خلفان الكعبي” خطوة الحكومة التركية بتوسيع وجودها العسكري على الأراضي القطرية، برغبة حزب العدالة والتنمية باستعادة الإرث العثماني، الذي تمثل المنطقة العربية جزءاً منه، بالنسبة للأتراك.
وأشار المحلل العسكري، إلى أن الكثير من دول المنطقة ترى بالتوسع التركي في المنطقة بعين الانزعاج، لا سيما وأنه لا يصب في مصلحة واستقرار المنطقة، على حد قول “الكعبي”، مضيفاً: “قطر بهذا التصرف تغرد وحيدة خارج السرب، وهي للأسف لا تسهم في تعزيز أمن المنطقة، بل تساعد في إثارة المشاكل وزيادة التوتر في المنطقة”.
كما أشار “الكعبي”، بحسب وكالة سبوتنيك”، إلى أن الدول الأربعة المقاطعة للدوحة، طرحت شروطاً وبنوداً واضحة، واصفاً إياها بـ”المنطقية”، على اعتبار أن تركيا لديها أطماع في المنطقة، وعلاقاتها مع بعض دول المنطقة ليست جيدة.
وكان قد افتتح وزير الدولة القطري لشؤون الدفاع، خالد العطية، ووزير الدفاع التركي، خلوصي اكار، منتصف شهر كانون الأول- ديسمبر الحالي، مقر قيادة القوات المشتركة القطرية التركية في معسكر خالد بن الوليد في قطر.
فيما أشار تقرير لوكالة الأناضول التركية إلى أن “العلاقات على المستوى العسكري بين تركيا وقطر تعززت عقب اندلاع الأزمة الخليجية في يونيو/ حزيران 2017؛ إذ دخلت اتفاقية التعاون العسكري حيز التنفيذ بعد تصديق البرلمان التركي عليها، واعتمادها من الرئيس أردوغان”.
ولفت الخبير العسكري إلى نتائج تدخلات أنقرة في عدة دل عربية، على رأسها سوريا والعراق وليبيا، مؤكداً أنها تدخلات باتت واضحة وعلنية، موضحاً: أنقرة الآن مدت ذراع آخر من خلال قطر، فوجودها غير مرحب به، ودول المنطقة لا يمكن أن تقبل بهذا أبدا”.
من جهته، اعتبر الخبير السياسي الروسي “غريغوري لوكيانوف” أن الخطوة الأخيرة للحكومة التركية، تسعى بشكلها العام والمعلن لحماية حكومة الدوحة من جيرانها في الدول العربية المحيطة، التي تعتبرهم قطر مصدر خطر عليها وعلى سياستها الخارجية.
وأضاف “لوكيانوف” في تصريحات لوكالة سبوتنيك الروسية: “قطر دولة غنية جداً، وبالتالي فإن وجود القوات التركية على أراضها يمثل مصالح مشتركة بين الحكومتين، بالنسبة لقطر، تركيا هي القوة الوحيدة القادرة على دعم قطر. وانطلاقا من هنا، فإن الاتصالات بين البلدين تتعزز باستمرار وتتوسع”.
إلى جانب ذلك، أوضح الخبير الروسي أن تطرات الأمور في الوقت الحالي تجعل من احتمالات لحل النزاع، مجرد كلمات وتصريحات.
من جانبه، قال الباحث السياسي “خالد الزعتر” عبر منصة تويتر: “الأتراك في موضوع العلاقة مع قطر يتحركون بأريحية ، يهاجمون الدوحة في الإعلام ، يفتحون ملفات عن إنتهاكات حقوق الإنسان في قطر ، لكن في المقابل نجد ان قطر مقيده بالإبتزاز التركي ، لم يكن هناك رد من الاعلام القطري على طريقة تعاطي إعلام تركيا تجاه الدوحة”.
ووسط الأخبار الأخبار الأخيرة، التي تتحدث عن بعض التطور الايجابي في الأزمة الخليجية، إلا أن الرئيس التركي “أردوغان” استبق تلك التطورات، باستبعاد أي مبادرة تركية لإغلاق القاعدة العسكرية التركية في قطر، وهو أحد المطالب التي كانت قد اشترطت الرياض والإمارات البحرين ومصر تنفيذها لإعادة العلاقات المقطوعة مع قطر منذ يونيو 2017.
قاعدة الريان هي قاعدة عسكرية تركية في دولة قطر تم إنشائها بموجب توقيع اتفاقية تعاون عسكري في 28 أبريل 2014 بين وزارة الدفاع القطرية ووزارة الدفاع التركية، يتواجد في القاعدة 90 جنديا تابعين لفرقة طارق بن زياد التركية برفقة مدرعاتهم، وتستوعب القاعدة 3000 جندي. بحيث تكون مقرّا لتدريبات عسكرية مشتركة بين الجيش التركي والجيش القطري. وستكون متعدّدة الأغراض وأقر البرلمان التركي الاتفاقية بشكل عاجل خلال الأزمة الخليجية 2017، وطلبت كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين من دولة قطر غلق القاعدة العسكرية التركية وانهاء التعاون العسكري مع تركيا.
أما خالد ديباجي، فقال من جانبه، أيضاً عبر منصة تويتر، بأن “تركيا باتت اليوم على أعتاب أزمة اقتصادية جديدة،ستكون أسوأ من سابقاتها،وأن ليس في استطاعة إردوغان وحكومته سوى تأجيل وقوع هذه الأزمة،أو عبر استثارة قطر أو ابتزازها للدفع بالكثير من الأموال والاستثمارات لمعالجة الأزمة،وهو ما يجعل بعض الإعلام التركي ضربها حاليا.”
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي.