عادت مراسلات السلام والمحادثات غير المباشرة بين الإدارة الأمريكية وحركة طالبان الأفغانية، بعد أن توقفت في الفترات الماضية بشكل هدد كل الجهود السابقة.
ويبدو أن رغبة الرئيس “ترامب ” وأركان ادارته في الانسحاب من أفغانستان – الحرب الأطول التي تخوضها أمريكا في تاريخيها – تفوق منغصات ومعرقلات التفاهم مع طالبان التي تخشى أمريكا من سيطرتها المهددة للمصالح الأمريكية هناك إذا ما تمّ انسحاب فوري غير مدروس.
وتعددت المؤشرات على حدوث انفراجة بين الجانبين، بعد تصريحات سابقة للرئيس الأفغاني ” أشرف غني ” إن الانفراج محتمل بين واشنطن وطالبان؛ ليطلق مصدران في الحكومة الأفغانية ودبلوماسي غربي اليوم الأربعاء تصريحات تؤكد إمكانية توقيع اتفاق سلام بين الولايات المتحدة وحركة طالبان في شهر فبراير / شباط إذا خفضت وقلصت الحركة الهجمات بوضوح، حيث من الممكن أن يفضي الاتفاق إلى سحب القوات الأمريكية من أفغانستان.
من جهتها، وفي سياق مباحثات السلام الأمريكية مع طالبان، ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية عن مسؤولين أفغان وأمريكيين، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وافق بشكل مشروط على اتفاق سلام مع طالبان بعد أكثر من 18 عامًا من غزو الولايات المتحدة لأفغانستان، وقالت الصحيفة- في تقرير نشرته على موقعها الالكتروني اليوم الأربعاء – إن الاتفاق المشروط ينص على انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان وربما بدء نهاية أطول حرب تخوضها الولايات المتحدة.
وحسب الصحيفة الأمريكية، لن يتم التوقيع رسميا على اتفاق السلام بين الطرفين “إلا إذا قدمت طالبان دليلا على التزامها به خلال فترة مدتها سبعة أيام، سيتم الإعلان عنها في وقت لاحق من فبراير / شباط الجاري”.
وتابعت: “إذا استطاعت طالبان وقف العنف خلال تلك المدة، ستبدأ واشنطن خطة تدريجية لسحب قواتها من الأراضي الأفغانية، يتبعها مفاوضات مباشرة بين قادة أفغانستان وطالبان حول مستقبل بلادهم”.
من جهته، قال مسؤول أفغاني اطلع على فحوى اتصال أجراه وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، مع أحد الأطراف المعنية، إن الأخير ” تواصل مع القادة (الأفغان وطالبان) هاتفيا، كل على حدة، لإخبارهم بالموافقة المؤقتة للرئيس دونالد ترامب على الخطة “، حسب المصدر ذاته.
فيما أشار مصدر أمريكي مطلع لـ “نيويورك تايمز” إن ترامب “وافق على الخطة الاثنين أثناء زيارته قاعدة دوفر الأمريكية لتسلم رفات وفيات الحرب التي بدأت عام 2001، والتي راح ضحيتها عشرات الآلاف من الأفغان و3500 جندي أمريكي”.
كما وأوضحت الصحيفة، أنه إذا أنهت طالبان الأعمال القتالية ووقع الجانبان على اتفاق، فستبدأ واشنطن في سحب قواتها تدريجيا وستبدأ مفاوضات مباشرة بين طالبان والقادة الأفغان حول مستقبل بلادهم.
من جهته، أعلن مسؤول بطالبان على علم بالمفاوضات، وجود “تحركات إيجابية” من قبل الحركة، إلا أنه رفض مناقشة أية تفاصيل أخرى إذ لا يزال الأمر قيد المداولة الداخلية والتباحث بين أعضاء الحركة.
وتسيطر طالبان على ما يقارب من 59 من أصل 407 وحدات إدارية تتشكل منها أفغانستان، كما وتتمتع بنفوذ في 119 وحدة إدارية أخرى، وفق تقرير مكتب الولايات المتحدة لإعادة إعمار أفغانستان.
وتمثل خطوة الإدارة الأمريكية الأخيرة، لحظة مهمة في تعهد ترامب بإنهاء ما وصفه بأنه “حروب لا نهاية لها”، إلا أن المحادثات ظلت هشة لفترة طويلة وانهارت في السابق في وقت كان الطارفان فيه قد أوشكا على توقيع اتفاق.
هذا واختتمت تقريرها بالقول إن تفاصيل أي اتفاق محتمل بين الولايات المتحدة وطالبان- بما في ذلك الجدول الزمني لانسحاب القوات الأمريكية مقابل أن تضمن طالبان عدم التخطيط لهجمات إرهابية من الأراضي الأفغانية- لا تزال معلنة.