الملخص التنفيذي
تقدم هذه الدراسة خارطة عمل لمستقبل شرقنا البائس (الوطن العربي) تتعلق بمفهوم التدين تحديداً، فتنقد الأفكار الإسلاموية التي مضى على طرحها في مجتمعاتنا نحو قرن تقريباً، ومن ثم تراجعها نقدياً، فتقدم رؤيتها لمفهوم التدين المعاصر، وما ينبغي أن يكون عليه؛ كما تقدم أفكاراً لتيار التنوير المتنامي في شرقنا البائس، الذي ساهم في تناميه مواقع التواصل التي أتاحت لشبابنا التقارب والتواصل الفكري رغم البعد الجغرافي؛ والحدود الاستبدادية؛ وذلك من خلال محاور؛ وهي:
المحاور:
- المدخل
- ما المقصود بما بعد الإسلاموية؟
- نقد الأفكار الإسلاموية!
- دعوة الإسلامويين لمراجعة لمعنى الحكم الرشيد!
- وفشل ثقافة إكراه الآخرين على التدين
- بين الإسلاموية وما بعد الإسلاموية
- إحياء النزعة الإنسانية دينياً
- الحرية أولًا! حتى قبل الإيمان
- ما بعد الإسلاموية وضرورة الحراك التنويري
- الخلاصة
المدخل
في ظل هذا التخبط الإسلاموي، والفشل الذريع لمشروع الإسلام السياسي في الربيع العربي اجتماعياً وسياسياً وإعلامياً، ثم تحول الربيع العربي إلى خريفٍ قاس لأسباب عدة، يُطرح السؤال الآتي:
ماذا بعد الإسلاموية؛ وما العمل؟
إن الصراع الأيديولوجي الإسلاموي بين السنة والشيعة منذ انتصار الثورة الإيرانية ذات المشروع القومي الفارسي المتخذ من التشيع ستاراً له مع المشروع السلفي الجهادي؛ حتى عسكرة الانتفاضة السورية، دفع غالبية المجتمع العربي عموماً والسوري خصوصاً إلى الكفر بالإسلام السياسي الذي سطا على ربيعه الثوري، وحرف مساره من حالة سلمية راقية، نالت إعجاب العالم كله باتجاه عسكرة؛ أحالت سوريا بلداً مدمراً ذا شعب مهجر في أطراف الأرض، لكنه بقي مؤمناً بالإسلام.
ما المقصود بما بعد الإسلاموية؟
ما بعد الإسلاموية أحد المصطلحات الجديدة المنحوتة في علم السياسية، أدى تعريفه وإمكانية تطبيقه إلى نقاش فكري بين مفكرين اثنين؛ هما الإيراني “آصف بيات” وعالم السياسة الفرنسي “أوليفييه روا” المهتم بدراسة الإسلام السياسي، وهما المهندسان الرئيسيان للمصطلح والفكرة. ([1])
استُخدم المصطلح أولاً من قبل “آصف بيات” في كتابه (ما بعد الإسلاموية، الأوجه المتغيرة للإسلام السياسي) للإشارة إلى التيار التنويري الذي يعمل على علمنة الإسلام بعد “استنفاد” الإسلام السياسي لكل وسائله، كما استُخدم المصطلح بواسطة “أوليفييه روا” في كتابه (تجربة الإسلام السياسي) للإشارة إلى الدولة الحديثة؛ حيث يتم فصل المجالات السياسية والعسكرية والدينية.
وذهب “أوليفييه روا” إلى أنه بعد جهود متكررة في فشل الإسلامويين في وضع “مخطط ملموس وقابل للتطبيق للمجتمع”. في حين وصفها “مصطفى أكيول” للدلالة على رد فعل عنيف ضد الإسلاموية ـــ الإسلام السياسي بكل مدارسه ـــ التي فشلت في الربيع العربي فشلاً ذريعاً. ([2])
ما بعد الإسلاموية مصطلح عَرَّفه “آصف بيات” بأنه “مرحلة استنفدت فيها جاذبية الإسلاموية وطاقتها ورموزها ومصادر شرعيتها، بعد مرحلة من التجريب، حتى بين مؤيديها المتحمسين في السابق وعلى هذا النحو فإن مفهوم ما بعد الإسلاموية ليست معاديةً للإسلام، بل تعكس نزعة في محاولة لعلمنة الدين”.
فطَرَحَهُ “آصف بيات” بدايةً كحل للوضع الإيراني فقط، حيث “يتم التعبير عما بعد الإسلاموية في فكرة الاندماج بين الإسلام (كعقيدة شخصية) والحرية الفردية والاختيار؛ وما بعد الإسلاموية مرتبطة بقيم الديمقراطية وجوانب الحداثة”. في هذا السياق، لا تحمل البادئة اللاحقة دلالة تاريخية، ولكنها تشير إلى الابتعاد النقدي عن الخطاب الإسلامي. وأشار “آصف بيات” لاحقاً في عام 2007 إلى أن ما بعد الإسلاموية هو “شرط” و”مشروع”. ([3])
نقد الأفكار الإسلاموية!
وحتى تتحقق مرحلة ما بعد الإسلاموية، ينبغي أن تُسْبَق بمرحلة نقدية عاقلة، للأفكار الإسلاموية التي قُدمت على مدار نحو قرن من الزمن، وأدخلت شرقنا البائس بمغامرات عسكرية وسياسية بائسة، وفاشلة، انعكست على أوضاع المواطن والوطن.
هذا الفشل الإسلاموي يدعونا إلى وقفة متأنية نقدية من مشروع الإسلام السياسي؛ لعله أعلامه يقومون بمراجعات جادة، فينزعوا من عقولهم أحلاماً مستحيلة التحقق في عصرنا، وشعارات ديماغوجية يدغدغون بها أحلام التدين الشعبوي، فلا الحاكمية الإلهية صحيحة كما يطرحونها، ولا الخلافة أصل من أصول الدين، إنما هي شكل من الأشكال التاريخية للدولة، تجاوزه عصر الحداثة؛ وتطور شكل الدولة.
كذلك فإن نظرية تقسيم العالم إلى فسطاطين؛ فسطاط مؤمن مجاهد، وآخر كافر تجب محاربته ومعاداته، ما قالها القرآن الكريم، ولا دعا إليها رسولنا الكريم ﷺ؛ إنما هي تأويلات إلغائية لنصوص في السنة النبوية، ثبت عدم صحة كثير منها، أو نسَخَها فعلُ النبوة، وعلى رأسها ما أسس لثقافة الذبح المتمثلة كحديث: أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله. المخالف لعموم النص القرآني. ([4])
ويضاف إلى ما سبق حديث: جئناكم بالذبح. فهو حديث فيه علة في سنده، لا أعلم لِمَ صححها بعض علماء الحديث المعاصرين، وحتى لو صحت تلك الأحاديث، فإن النبي ﷺ نسخها بفعله لما دخل مكة فاتحاً، مؤسساً ثقافة العفو والتسامح عند المنتصر، وناسخاً حديث الذبح ـــ إنْ صحّ ـــ حينما قال: اذهبوا فأنتم الطلقاء. ولم ينتقم من أحد، ولا أجبر كبار قريش وأعداء الأمس على الإسلام. ([5])
ولا بد لجنون السلفية الجهادية وعمليات الثأر الطائفي الشيعي أن تتوقف، ولا يظننّ أحد أنَّ مقاتلةَ ثقافة الذبح ومحاربتها تقضي عليها، فالعنف لا يولد إلا عنفاً، إنما يحتاج القضاء عليها إلى فكر واعٍ؛ وعقل إنساني منفتح على الآخرين، وإصلاح حقيقي لمنظومة التفكير الديني، يخلِّص الإسلام من عبء تراث فقهي، كُتب بعقلية إمبراطورية إلغائية للآخر، الإسلام بريء منها، حتى يعود التفكير الإسلامي إلى إنسانيته التي اغتصبها منذ زمن غير بعيد فقهاء السلطة وأئمة التكفير الذين احتكروا حق المعرفة الدينية، وأسسوا لثقافة الذبح في كتبهم وحواشيهم وشروحهم، ومنحوا الاستبداد مشروعية دينية.
آن الأوان لنعود إلى إسلام القرآن بعيداً عن آية السيف الموهومة، وندع إسلام الحديث، من خلال مراجعات حقيقية، تقول للآخر: إن الدين جاء لخدمة الإنسان وليس العكس، وإنّ الأرض يرثها عباد الله الصالحون، وليس القتلة، ولا عشاق الدماء، إنما كل مَنْ يقدم خيراً للبشرية بغض النظر عن دينه؛ أو لونه؛ أو قوميته. ([6])
دعوة الإسلامويين لمراجعة لمعنى الحكم الرشيد!
كما تدعو الحركة التنويرية مرحلة ما بعد الإسلاموية الإسلاميين لمراجعة مفاهيم الدولة، وأنظمة الحكم فيها؛ التي قدومها خلال مرحلة الإسلاموية؛ وصرخوا بطريقة “ديماغوجية” يريدون عودة الخلافة!
إن من يبحث عن السلطة بغطاء ديني، ويظن أنه يملك باسم الدين الوصاية على المجتمع القاصر بحسب ظنهم، وأنه الوحيد صاحب الحق الإلهي في السلطة، عليه أن يتذكر بأن مشروعية أي نظام حكم، لا تنبع من الأيديولوجيا التي يحملها، ولا بالشعارات التي يرفعها، إنما من خلال شرطين أساسيين أشار إليهما القرآن الكريم، ويحفظهما المسلمون في كل مكان:
الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ. (سورة قريش:4)
فالمجتمع ـــ أي مجتمع ـــ يريد من السلطات التي تديره، الإطعام من جوع، أي حد الكفاية في معايشه، والأمن والأمان من الخوف، أي أن يعيش آمناً مطمئناً في بلده، فإن حققت أية سلطة حد الكفاية والأمن والأمان لمجتمعها، باتت في الوجدان المجتمعي تستحق مشروعيتها بالحكم، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون على السلطة من خلال برامج تحقق للمجتمع أفضل ما يمكن من خلال هذين الشرطين الأساسيين، حينئذ سينطلق المجتمع ليدخل النسق الحضاري العالمي مبدعاً، ومحققاً التنمية، ويكون على سلم الحضارة الإنسانية.
فإن تحقق الوعي الذي هو معركتنا الأولى، سيعمل العقل المغيب منذ قرون، وتنمو روح الإنسانية فينا، عندها سنخرج من الثقافة الخشبية، وسيعلم الذين تخشبوا أي حطب كانوا. وكم أساؤوا إلى دينهم.
وفشل ثقافة إكراه الآخرين على التدين
ينبغي علينا أن نعي بأن إكراه الآخرين على وجهة نظرنا، نظرية ثبت فشلها؛ وهي مرفوضة قرآنياً، وأن السياسة هي استكشاف الخيارات الممكنة في ظل توازن القوى على الأرض؛ واحتمالات الخسارة أو الربح في المدى البعيد، وأن الدين يجب أن يبقى متطهراً من ألاعيب السياسة ورغباتها السلطوية، وأن الدولة الحضارية والإنسانية والأخلاقية في مجتمع متعدد المكونات، ينبغي أن تكون حيادية، لتخدم مواطنيها كلهم من دون تمييز عرقي أو ديني أو طائفي، فتحقق النمو والازدهار.
أما إذا بقي الإسلامويون متكئين على تراث عفا عليه الزمن، فإن النتيجة الحتمية هي أنموذج داعش والولي الفقيه، وصراع طاحن يُطيل عصر الذبح.
وليعلم أمراء الإسلام السياسي، أن شرعيتهم وصوابية منهجهم لا تتحقق باستلامهم السلطة، إنما الشرعية لإرادة الشعب، يمنحها لمن يؤمّن له الأمن والأمان، ويحقق له التنمية، وينقله حضارياً إلى مصاف المجتمعات المتقدمة، وليس لمن يسوقه إلى الصلاة بسلطان الخوف من الذبح، ولا مَنْ يجبرهم على زي معين، وهيئات محددة، تنتمي إلى عصر فات أوانه، أو يدعي احتكار الحق الإلهي.
ولا حتى المفهوم الباهت الذي ينادون به لتطبيق الشريعة! فتطبيق الشريعة الإسلامية وحده ليس هو جوهر الإسلام، فقد كانت مطبقة عندما اغتالوا عمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم، وحدثت في عصور الخلفاء الراشدين حروب طاحنة راح ضحيتها الآلاف؛ فما نفع تطبيق الشريعة والعدالة الاجتماعية مغيبة؛ وهناك مظلوم بسبب اعتقاده ولا توجد قواعد للحكم العادل المتسق مع روح الإسلام.
الإسلام رسالة إنسانية ثقافية فكرية قبل أن يكون عبادةً بدليل أن كلمة (اقرأ) هي الأولى تنزيلاً، وأن الله يعرّف عن نفسه في أول آية بكتابه الكريم بأنه رب للعالمين وليس للمسلمين فقط.
إن العقبة الحقيقية التي تمنع دخولنا المعاصرة هي ثقافية تراثية مبتدعة في الدرجة الأولى، شارك في تأطيرها الاستبداد وفقهاؤه، أدت إلى قصور في الوعي الواقعي، فتولدت عنها أزمة سلوكية، تقدس ثقافة الموت، ولا تقيم وزناً لثقافة الحياة والتعايش الإنساني.
وعلى الفرقاء الآخرين من غير الإسلامويين أن يسارعوا كذلك إلى مراجعات جادة، وإنْ صحت نظرية أن الآخر يخطط لتدميرنا من خلال نظرية المؤامرة، فمن العار والجنون، أن نساهم في تنفيذ مخططاته بدعوى تحقيق حلم شرعي. فمعركتنا الأولى والأهم، هي الوعي أولاً وثانياً وثالثاً. ([7])
بين الإسلاموية وما بعد الإسلاموية
يُبَيّن الكاتب والباحث “آصف بيات” في كتابه “ما بعد الإسلاموية” أن الإسلام السياسي منذ حوالي أكثر من عشرين عاماً؛ يتعرّض لتحولات كثيرة، إحدى هذه التحولات تكمن في الانتقال من الإسلاموية (الإسلام السياسي) إلى ما بعد الإسلاموية. رغم أنّ هناك بعض القراءات تقول إنه أسبق من ذلك، فما بعد الإسلاموية السودانية ولدت منذ أكثر من قرن؛ كما يقول عبد الوهاب الأفندي، ويجادل آخرون بأن حركة الإخوان المسلمين السورية ولدت ما بعد إسلاموية قبل أن تعود إلى الإسلاموية. ([8])
ولقد كانت الإسلاموية حالةً لتعبئة المتدينين في حركات سياسية أصولية هدفها الوصول إلى السلطة، مع التركيز على احتياجات المواطنين، فإن ما بعد الإسلاموية مرحلة تعمل على تحقيق دولة مواطنة ذات الحكم غير الديني، والديمقراطي إلى هذا الحد أو ذاك، دون أن يتخلّى المسلمون الحركيون عن مشروعهم الإيماني، وهي بشكل من الأشكال علمنة الإسلام؛ بترسيم حاد للحدود بين الدين والدولة.
هذا يعني أنّ الإسلاموية كان هدفها تحقيق دولة إسلامية متعارضة مع استحقاقات الديمقراطية؛ أو غير قادرة على احتضانها؛ حتى لو ادعوا ذلك لأن تركيزها ينحصر في “احتياجات المواطنين” وأسلمة الدولة بعيداً عن الحقوق! أي إن الهدف هو إقامة دولة إسلامية تضم مجتمع عقائدي/ أحادي الإيديولوجية، بحيث تبقى مقولات العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان والديمقراطية تابعة للهدف؛ وليست مستقلة عنه!
أي تبقى هذه الحقوق ثانوية بالنسبة لهذه الحركات الإسلاموية، والتي يشكل السلفيون الحركيون والإخوان المسلمون الجزء العريض من هذه الحركات، ويمكن اعتبار إيران والسعودية ـــ قبل تحولاتها الأخيرة ـــ ونظام عمر البشير قبل إسقاطه أنموذجاً حياً على ذلك، حيث يتم التركيز في هذه الحركات على احتياجات الناس أكثر من حقوقهم، مع التركيز المفرط على مسألة الوصول إلى السلطة، باعتبارها مدخل للتحّكم بالدولة، وبالتالي بخيارات الناس.
إحياء النزعة الإنسانية دينياً
إن مرحلة ما بعد الإسلاموية تنويرياً تقوم على مبدأين اثنين أساسيين؛ الأول النزعة الإنسانية في التدين؛ والثاني الحرية أولاً حتى قبل الإيمان!
أما النزعة الإنسانية فهي مفقودة حقيقة في الخطاب الإسلاموي؛ رغم انكارهم لمفقوديتها، وهي نزعة ظهرت بالحضارة الاسلامية على يد المعتزلة في القرن الثاني الى الخامس هجري بعد أن حصل التزاوج مع الفلسفة الاغريقية، عندما ترجم السريان للمأمون الفلسفة الإغريقية؛ فتجلت على المستوى الديني مع المعتزلة؛ والنظري الفلسفي مع ابن رشد؛ وعلى المستوى الأدبي مع التوحيدي والجاحظ؛ وعلى المستوى التجريبي العلمي مع الرازي وابن سينا وابن النفيس وابن خلدون. وبعدها اختفت الأنسنة؛ عندما دخلنا عصر الاجترار والتكرار، وموت الفلسفة.
وارتقت النزعة الإنسانية مع الفيلسوف “مسكويه” أول من كتب من علماء المسلمين في علم الأخلاق بمفهومه العلمي والفلسفي حتى لُقِب بالمعلم الثالث؛ ثم تجلت بوضوح عند ابن رشد في كتابه الشهير فصل المقال.
لكن النزعة الإنسانيّة ضمرت بموت الفلسفة الإسلامية نتيجة هيمنة الثقافة الطائفية والمذهبية؛ والنزاعات السلطوية. فبعد القرن الهجري الثامن، غابت النزعة الانسانية عندنا، أما في الغرب فظهرت النزعة الإنسانية مع ولادة عصر التنوير وفلاسفته.
ولما كان الغرب مصراً بأن النزعة الإنسانية من اختراعه، كان هناك الفيلسوف محمد أراكون الذي جادل فلاسفة الغرب نحو نصف قرن، وأثبت بالبحث العلمي أصالة النزعة الإنسانية إسلامياً، والذي كان أستاذاً لامعاً في السوربون، وتغلب في هذا الباب على فلاسفة أوروبا المعاصرين. وأثبت علمياً في كتابه (نزعة الأنسنة في الفكر العربي) بأن مفهوم العقل في القرآن هو عقليّ تجريبيّ. ([9])
لقد تجاوزت النزعة الإنسانية عند “محمد أركون” التصورات والمناهج الفلسفية الكلاسيكية التي سيطرت على الفكر الإسلامي، وذلك من خلال تأسيسه لفكر إنساني يقوم على منهج علمي، يقدر القيم الفلسفية والأخلاقية القائمة على الحق والخير عند الإنسان؛ وعلى المبادئ السامية المبنية على الرحمة والتعاطف والحب وتهذيب نوازع النفس البشرية والتعاطف واحترام الآخر رغم الاختلاف معه. وختم حياته بكتابه الفذ في هذا الباب بعنوان (النزعة الإنسانية في الإسلام).
الحرية أولًا! حتى قبل الإيمان
وتحتاج ما بعد الإسلاموية إلى المبدأ الثاني؛ وهو الحرية؛ الممنوعة على غير المسلم؛ وحتى المسلم المخالف مذهبياً أو طائفياً للسلطة الإسلاموية الحاكمة، أو معارضاً سياسياً لها.
إنّ نتيجة الهزيمة الحضارية التي مُني بها مجتمعنا أمام الآخر، وحالة التخلف العلمي الشديد التي تركته لنا قوى كثيرة تناوبت على حكمنا باستبداد من دون شرعية، دخلت أفكار مستوردة إلى مجتمعنا، حملها أبناء هذا المجتمع الذين تعلموا في الخارج، أو اطلعوا على ثقافته وتجاربه، طرحت تلكم الأفكار حلولاً لمعالجة المشكلات المستعصية، ولقد أخطأ حملة تلك الأفكار في عدم مراعاة طبيعة المجتمع المتدينة، إذ قدموها تقديماً راديكالياً، تجاوزوا فيها سنة التدرج في التقديم، فصُدِم الاستبداد بهذا الطرح الذي يسحب البساط من تحته، وكذلك المؤسسة الدينية المتحالفة مع الاستبداد، المتخلفة في كل شيء، المتقوقعة على كتب صفراء، اعتقدت أن الحلول موجودة فيها، فتولدت فينا أزمة الخوف من الحرية.
والسؤال: لماذا يخافون من الحرية؟ ولِمَ يخيفوننا منها؟ وما غايتهم؟
يخيفوننا منها بادعاء أن الحرية ليست إلا الفساد الأخلاقي والإباحية الجنسية، والخروج على المنظومة الأخلاقية للمجتمع، وهذا ليس صحيحاً. لكن الحرية هي المسؤولية، وفكرياً هي حق النقد الموضوعي البعيد من الإساءة إلى رموز الآخرين ومقدساتهم.
بتلك الذريعة ــ الخوف من الحرية ــ أخذت الأصوات تعلو بمنع أي رأي أو عمل إبداعي؛ يختلف معنا في أفكاره ومفهوماته وطريقته في حلَّ الأزمة. وباركنا كل قرار يصدره الاستبداد وتعاونت معه المؤسسة الدينية في منع هذا العمل أو ذاك، بذريعة المحافظة على هوية المجتمع، وتلك كلمة حق أريد بها باطل.
سلوك منع الرأي الآخر ليس من الإسلام، بل إنها مكارثية بدعوى الخوف على الإسلام، تولدت نتيجة الفشل أمام المعاصرة بحجة الخوف على طهرانية النص الديني من التأويل المحتمل. وهذا ما يرفضه القرآن الكريم لسبب بسيط، أن الإسلام لم يخف أبداً من الحرية، بل شجع عليها دائماً، ودعا الجميع إلى طرح أفكارهم من دون أي خوف منها، وطالب صاحب كل رأي بالمبدأ العلمي والبرهان التحليلي:
قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ. (البقرة:111).
ودعا إلى مناقشة الأفكار كلها في جو من الحرية فما كان صحيحاً سيبقى، وما كان مزيفاً سيولي بلا رجعة، والشارع هو الحكم ولقد أكد تلك الحقيقة بقوله:
فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ. (الرعد:17).
ونلاحظ في قوله تعالى (وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ) لم يقل: وأما ما ينفع المسلمين. لأن الإسلام في مقاصده يبحث عن المنفعة العالمية لا المنفعة الضيقة.
كان من الواجب علينا أن نحَصَّن المجتمع علمياً وعقلياً، ونزرع فيه المضادات الحيوية الثقافية التي تجعله منيعاً أمام أي فكر منحرف لا أن نمارس الوصاية عليه، ونسلك سلوكاً فرعونياً (لا أريكم إلا ما أرى).
علينا أن نعترف بحقيقة وهي أن كل من يخاف الحرية، إنما يخاف على معرفته الناقصة، ويخاف أن ينكشف جهله وتفضح عورته الثقافية والمعرفية وتهزم أمام الحقيقة والعقل، أما الإسلام فلا يخاف الحقيقة ولا الحرية لأنه أول مَنْ صَدَّرَها ودعا إليها، وليست لديه عورات يخاف أن تنكشف.
أشار القرآن الكريم إلى تلك القضية حينما طرح المخالفون أفكارهم، فعالجها بسلام إذ قال:
وَإِنَّا أو إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أو فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ قُل لا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ. (سبأ:24و25).
إن الحرية كانت مطلب رسول الله ﷺ، فحينما رفض مستكبرو قريش رسالته، ومنعوه من طرح أفكاره، لم يجبرهم عليها، ولم يمارس ثقافة القطيعة معهم، بل طالبهم بالحرية فقط، وتحداهم بها على أن يكون الناس هم الحكم على ما يطرح، وكان يصرخ قائلاً: (خلّوا بيني وبين الناس). أي امنحوني حرية طرح أفكاري على الناس.
إن مصادرة آراء الآخرين مصادرة لحرية التعبير التي كفلها الإسلام للجميع، أما نحن علينا أن نرد الحجة بالحجة والبرهان بالبرهان، لا أن نمنع الآخرين من التعبير عن آرائهم. ونمارس استبداداً يهدم كل ما كنا ندعو إليه، عندما كانوا يستبدون بنا. ([10])
وأما الذين يخافون الحرية، فإنهم يخافون على معرفتهم الناقصة، من أن تكشف عوراتها أمام العقلانية والإبداع والرأي الآخر، وهذا المجتمع لم يعد قاصراً، حتى تتولوا الحديث باسمه! ولم يعد أبكم، فهو يعرف كيف يعبر عن مراده، وإنْ أردتم إبداعاً وتنمية ونهضة وتحضراً فامنحوا المجتمع الحرية، وهو يعرف كيف يعقلنها، لينهض مرة أخرى محطماً قيود التقليد، وأغلال التخلف، وسينهض كما العنقاء من تحت الرماد.
ما بعد الإسلاموية وضرورة الحراك التنويري
تعاني مجتمعاتنا اليوم معضلةَ عدمِ القدرةِ على معايشة المعاصرة، وفهم متطلبات الحداثة، وثقافة دولة المواطنة، وبما أننا مجتمعات (ثيولوجيا) تعتمد النص الديني محركاً ودافعاً لها للعمل والتغيير، وبما أن فهم النص الديني ما يزال مرهوناً ومقيداً بالمعرفة التراثية فلا بد من حراك تنويري يقدح في العقل شرارة الإبداع من أجل نهضة حضارية تستحقها بلادنا بعد كمون انحطاطي دام قروناً.
فالتنوير هو جسر يربط المسلم والمجتمع بالفكر والقيم الحضارية المعاصرة، ليكون مجتمعنا بما يمتلك من إرثٍ حضاري قادراً على البقاء والاستمرار والنهضة في مواجهة تطورات المعاصرة وتحدياتها التي يفرزها الواقع.
إن التنوير الذي نريده حتى نحقق خطوتنا الحضارية الأولى، يشبه كثيراً الصناعة التحويلية لفكر الفرد والمجتمع وسلوكهما من خلال نقلهما من الجمود إلى الحركة، ومن التخلف إلى التقدم، ومن الهامشيّة إلى الفاعلية، ليقرأ النص قراءة معاصرة تعيد انبعاث مقاصده الإنسانية، وتبعد عنه ثقافة الإلغائية واستعداء الآخر، وتُنهي ثقافة القطيعة لتحيي ثقافة التشاركية بين أبناء المجتمع كلهم.
وعندما تغدو المعتقدات الدينية المجتَهَدة بشرياً سبب الانحطاط والتخلف، ومخاصمةً للعلم وقانون السببية، لا بد من صدمة التنوير وشرارته، حتى تبدأ عملية البحث عن مخرج من عتمة التخلف والانحطاط باتجاه نهضة حضارية معاصرة لاتستلب هويتنا وشخصيتنا.
هذا يعني أن التنوير الذي ندعو إليه ينزع القداسة الموهومة عن الاجتهادات البشرية الملحقة بالنص الأصلي من دون مخاصمة لها. فالاجتهادات التراثية كانت تنويرية في عصرها، ولها صلاحيتها الزمانية المحددة، تنتهي بانتهاء قدرتها على معالجة مستحدثات الواقع والعصر وحاجاته. ([11])
مما سبق فإن حركة التنوير التي نحن بصددها تعتمد القرآن مُلهماً، والتقدم العلمي والمعرفي سبيلاً، والمعاصرة والحداثة منطلقاً، لتتولد نظرية معرفية تحرك العقلَ المُعَطلَ، حتى ينتج إبداعاً في الاقتصاد والسياسة والاجتماع والعلاقة مع الآخر. وهذا يعني أن التجديد والإصلاح الذي ندعو إليه في مجال فهم الإسلام، ينبغي أن ينتج حركة إصلاح ونهضة حضارية في مجالات الحياة كلها.
لقد ضاعت ـــ في زحمة تخبطنا ـــ من أذهاننا الثقافةُ القرآنية التي شُرِفنا بحملها لنتحرك بها سلوكياً، فأدى ذلك إلى ابتعادنا عن الرشد وانتقالنا من مرحلة الشهود الحضاري إلى مرحلة الغثائية التي طغى على سطحها العبثية الفكرية واللافاعلية، والتقاتل والتناحر المذهبي والطائفي، حتى فقد المجتمعُ البوصلةَ التي توجهه نحو الهدف الحقيقي، وتخبط فكرياً ولم يحسن التعامل مع الوسائل التكنولوجية المساعدة، حتى وصل إلى مرحلة الوهن، ليغدو الوطن لقمة سهلة لكل الطامعين.
ومن ثم لا يمكن أن يكون هناك تنوير حقيقي يؤدي إلى نهضة حضارية حقيقية إلا إذا سمحنا لأنفسنا بالنقد البنَّاء، وهذا النوع من النقد هو لبنة التنوير الأولى التي تدفع بالمجتمع نحو الخطوة الأولى في سلم الحضارة العالمي، وبما أن رسولنا ﷺ أكد أن المجتمع الذي لا يُجدد لا خير فيه من خلال قوله (لا خير فيمن لا يُضيف) فعلينا أن نعرف لماذا توقفنا عن الإبداع، لنبحث في الأسباب ونتابع العمل لنضيف ونجدد. ([12])
إنّ التنوير المنشود للحركة الإصلاحية يطالب العقل الديني بالعمل من أجل قضيتين أساسيتين لتحقيقهما، هما الحرية والعدالة الاجتماعية لأبناء المجتمع جميعهم مهما كان انتماؤهم الأيديولوجي، إذ إنّ هاتين القضيتين السبب لكل ثورة قامت، ولو استعرضنا تاريخياً كل دعوة للإصلاح أو كل ثورة قامت، لتبين لنا أنّ العدالة الاجتماعية أو الحرية، كانتا السبب الباعث لهما.
ينبغي علينا أن نعرف أين الخلل لإجراء مراجعات حاسمة، فالإسلام أول منهج علمي دعا إلى النقد البنّاء، وعدّه عبادة يتقرب بها المؤمن إلى ربه من خلال مصطلح الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي جعله الإسلام عموداً من أعمدته لنجاح الحركة الإصلاحية.
إن المراجعات هي الخطوة الأولى في طريق التنوير الشاق، فمن خلالها نستطيع أن نضع يدنا على الداء لنَصِفَ الدواء، ومن خلالها نعرف عللنا وأخطاءنا والأسباب التي أوصلتنا إلى ما نحن فيه، إنها أشبه بعملية الاستغفار التي يمارسها المؤمن يومياً من دون كلل أو ملل.
الخلاصة
نحن نعيش عصر ما بعد الإسلامية نتيجة الفشل الذريع والكارثي لحركات الإسلام السياسي في الربيع العربي؛ وحتى لا نحمل تلك الحركات الإسلاموية الفشل كله، ولكنها كانت من أهم أسباب ذلك الفشل؛ وبالتالي نستطيع القول إننا أصبحنا في عصر ما بعد الإسلاموية، فالشباب في شرقنا البائس لم يعد مقتنعاً بسلوكية ولا أهداف ولا برامج تلكم الحركات الإسلاموية.
وما بعد الإسلامية مرحلة لا تقل خطورة بالمعنى الاستراتيجي عن مرحلة الربيع العربي؛ فالشباب لن ينتظر طويلاً، وهو يبحث جاداً عمن يحقق له أحلامه بعيش كريم؛ يجعله متفرغاً للتنمية والإبداع والنهوض الحضاري، ولذلك على الرموز التنويرية أن توحد جهودها من خلال منهج واضح وبَيّن؛ ينقد نفسه بنفسه، لعله يقدم الطرح العقلاني لمفهوم الإيمان؛ ليغدوا عاملاً مساعداً في التنمية والنهضة، وإلا نحن أمام مستقبل موحش ومجهول.
مصادر البحث
[1] ـ البروفيسور آصف بيات هو أستاذ الاجتماع ودراسات الشرق الأوسط بجامعة إيلينوي الأمريكية، وقبل الالتحاق بجامعة إلينوي، درَّس بيات بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، وشغل منصب مدير المعهد الدولي لدراسة الإسلام بالعالم الحديث (ISIM) كما شغل منصب عميد قسم المجتمع والثقافة بالشرق الأوسط الحديث بجامعة ليدن بهولندا. وشغل كذلك مناصب أكاديمية أخرى كزائر بجامعات كاليفورنيا وبيركلي وكولومبيا وأوكسفورد وبراون.
[2] ـ البروفيسور أوليڤييه روا (Olivier Roy) عالم سياسي فرنسي، أستاذ في معهد الجامعة الأوروبية في فلورنسا، إيطاليا. نشر مقالات وكتب عن العلمنة والإسلام من بينها «الإسلام العالمي»، وفشل الإسلام السياسي. يشتهر «بنظرته المختلفة للإسلام الراديكالي» عن بعض الخبراء الآخرين (حيث يراه محيطياً، وغربياً، وجزءاً من المجتمع المتشدد و«الافتراضي» أكثر من كونه مجتمعاً إسلامياً متديناً «فعلياً»). مؤخراً كتب عن الهجوم على شارلي إيبدو، وهجمات باريس نوفمبر 2015.
[3] ـ راجع ما قدمه آصف بيات في كتابه (ما بعد الإسلاموية، الأوجه المتغيرة للإسلام السياسي) نشر دار جداول.
[4] ـ نقد فقهاء ومحدثون ودعاة كثر معاصرون هذا الحديث في دراسات متنوعة، وأثبتوا أنه مخالف للقرآن الكريم؛ كما هو مخالف لسلوك النبي عليه الصلاة والسلام.
[5] ـ حديث جئناكم بالذبح، وهو ذريعة يستند عليها التطرف الإسلاموي لم يصح حتى عند علماء الحديث أنفسهم، وفيه علل كثيرة.
[6] ـ آية السيف: هناك خلاف بين العلماء أنفسهم في تخصيص آية السيف بسورة التوبة، فمنهم من قال هي الآية الخامسة: فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ.
آخرون قالوا: هي الآية (29) من السورة: قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ.
فريق ثالث قال: بل هي الآية (36): وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ.
وبذلك فإنّ الدليل النصّي مختلف عليه فيما بينهم هذا من جهة، ومن جهة أخرى يقرؤونها قراءة عِضينية منزوعة من سياقها مستندين إلى بِضعِ أحاديث آحاد ضنية الورود أسست لفقه تشددي امتلأت به كتب التراث، تجعل إعادة بعث حركات متطرفة في أي زمان ومكان ممكناً وبسهولة.
[7] ـ راجع حول ذلك كتاب الإسلام وأصول الحكم لعلي عبد الرازق.
[8] ـ (ما بعد الإسلاموية، الأوجه المتغيرة للإسلام السياسي) كتاب للمفكر آصف بيات تحرير، دار جداول.
[9] ـ الفيلسوف محمد أركون (1928 ــ 2010): مفكر ومؤرخ وعالم دراسات إسلامية وباحث أكاديمي جزائري؛ تميز فكره بمحاولة عدم الفصل بين الحضارات شرقية وغربية واحتكار الإسقاطات على أحدهما دون الآخر، بل إمكانية فهم الحضارات دون النظر إليها على أنها شكل غريب من الآخر، وهو ينتقد الاستشراق المبني على هذا الشكل من البحث.
[10] ـ راجع أحمد الرمح: الخوف من الحرية!
[11] ـ راجع أحمد الرمح التنوير.. الفريضة المحارَبة!
[12] ـ الحديث رواه الإمام أحمد