جدد وزير الخارجية السعودي، “الأمير فيصل بن فرحان”، الدعوة للنظام الإيراني، لتغيير سياساته في المنطقة، لافتاً إلى أن السعودية تدعم خطة خفض التصعيد في عموم الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن بلاده مستعدة لمناقشة موضوع المحادثات مع إيران عندما تعترف طهران بتصرفاتها العدوانية وتأثيرها على عدم الاستقرار الأمني في المنطقة، بما فيها شنّ هجمات صاروخية على دول مجاورة.
إلى جانب ذلك، أكد الوزير السعودي، أن الرياض لم ترسل بأي رسائل إلى طهران، مضيفاً: “الرسالة الوحيدة التي أرسلتها السعودية لإيران كانت معلنة ومعروفة لدى الجميع، إيران هاجمت منشآتنا النفطية ب ـ16 صاروخاً، وشكلت خطراً على الاقتصاد العالمي، وهي من تدعم الحوثيين بالسلاح لمهاجمة المدن السعودية”، مشيراً إلى أن اعتراف إيران بأعمالها العدائية قد يفتح الباب للمحادثات بين البلدين.
واعتبر “بن فرحان” في تصريحات صحافية على هامش مؤتمر ميونخ للأمن، أن أي محادثات ستكون بلا جدوى، طالما أنها لم تتضمن الحديث عن المصادر الحقيقية لانعدام الاستقرار في المنطقة، موضحاً: “رسالتنا لإيران أن تغيير السلوك أولاً قبل مناقشة أي شيء آخر، وحتى اللحظة لا توجد أي اتصالات مباشرة مع إيران”.
كما أضاف “بن فرحان”: “رأينا بعد هجمات أيلول الماضي على المنشآت السعودية النفطية، التي نفذها الإيرانيون أنهم طلبوا من الحوثيين تحمل مسؤولية الهجوم، وهذا ما بعث برسالة تنبيه للحوثيين بأنهم ليسوا شركاء مع الإيرانيين بل أدوات يستخدمها النظام الإيراني بالطريقة التي تناسبه، وهذا الأمر كان حافزاً لإحياء موضوع الحوار الذي هو دائماً قابل للتفعيل. ونحن مستمرون في إجراء مثل هذا الحوار”.
وفي الشأن اليمني، أكد وزير الخارجية السعودي أن المملكة تفضل الحل السياسي في اليمن عبر الحوار برعاية أممية، مضيفاً: “موقفنا في اليمن كان دوماً داعماً للحل السياسي”، وشدد وزير الخارجية السعودي على التزام السعودية بإيجاد طريقة للحوار والمضي قدماً إذا كان الحوثيون على استعداد لتركيز اهتماماتهم على مصلحة اليمن.
كما أعرب عن أمله بأن “يركز الحوثيون على مصالح اليمن وليس إيران”. واعتبر أن “على كافة الأطراف المساعدة في الحل في اليمن، وليس السعودية فقط”، وتابع: “إننا ملتزمون بإيجاد طريقة والمضي قدماً إذا كان الحوثيون على استعداد لتركيز اهتماماتهم على مصلحة اليمن.. رسالتنا كان دائماً ثابتة مع الحوثيين والأطراف اليمنية الأخرى ومفادها أنه يجب العمل من أجل إصلاح اليمن وكل ما يعود عليه بالفائدة. ربما نختلف على ما هو في مصلحة اليمن، لكن هذه مناقشة تستحق أن يكون لها وجود بدلاً من تمكين أجندات خارجية تعود لأطراف إقليمية”.
وفي آواخر العام الماضي، كتب المدير العام السابق لقناة “العربيّة “عبد الرحمن الراشد” مقال رأي في صحيفة الشرق الأوسط، قال فيه: “منذ عقود، ونحن ندرك أن إيران خطر على وجود السعودية، وكذلك خطر على دول الخليج والعراق ومصر، وغيرها. وأن خطرها لا يتوقف عند حدود دولة أو قارة.
فقط في عامين؛ بين 2011 و2013، تم توثيق ثلاثين هجوماً إرهابياً مرتبطاً بإيران، في نيروبي ولاغوس والهند وتايلاند والولايات المتحدة، كان بينها مؤامرة لاغتيال السفير السعودي في واشنطن وتفجير سفارات. لاحِظوا أنهما السنتان اللتان انخرطت فيهما إيران بمحادثات سلام وعلاقة ودية مع الحكومة الأميركية.
هذا السلوك المستمر في عدوانيته لا تمارس مثله أي دولة في العالم، بما في ذلك الأنظمة الموصومة بأنها سيئة، مثل كوريا الشمالية، أو فنزويلا. الأقرب إلى سلوك نظام المرشد الأعلى هما تنظيما «القاعدة» و«داعش». هذه الأنظمة الثلاثة، التي يقودها آية الله خامنئي، والظواهري، والبغدادي، تتشابه في أنها تقوم على الآيديولوجيا الدينية العدوانية، ورفض نظام الواقع العالمي بحدوده ونواميسه.