دعا ناشطون في الحراك اللبناني، إلى إضراب عام في البلاد، وإقامة اعتصامات أمام القصر الجمهوري في بعبدا، يوم الجمعة القادم، في خطوة جديدة يتخذها المتظاهرون للضغط على السلطة الحاكمة وتنفيذ كامل مطالبهم.
إلى جانب ذلك، طالب المتظاهرون، بتشكيل حكومة كفاءات، تقود الفترة القادمة من مستقبل البلاد، بعيداً عن المحاصصة الطائفية والسياسية، وذلك عقب أيام من إعلان رئيس الحكومة المستقيل “سعد الحريري” استقالة الحكومة، تحت ضغط الشارع المنتفض.
واشترط المحتجون، أن تكون الحكومة القادمة حكومة مصغرة يشكلها المستقلون، وتتمتع بصلاحيات تشريعية واسعة، بما يحررها من قيود قانون الطائفية ويمكنها من تنفيذ مطالب الشارع بأسرع وقتٍ ممكن.
تزامناً، أفادت تقارير إعلامية لبنانية، بإندلاع مظاهرات في شمال بيروت تخللها قطع طريق جل الديب، ليل أمس الأربعاء، من الاتجاهين، وذلك بعد ساعات قليلة من اقتحام الجيش اللبناني لتجمعات المتظاهرين وفتح الطرق الرئيسية في العاصمة.
وكان مسؤول لبناني، قد أعلن عن مجموعة شروط، طرحها رئيس الحكومة اللبنانية المستقيل “سعد الحريري” للعودة إلى منصب رئيس الوزراء مجدداً.
ووفقاً للمسؤول فإن “الحريري”، اشترط أن يترأس حكومة تكنوقراط على مبدأ الكفاءات، بعيداً عن المحاصصة، خالية من كبار السياسيين اللبنانيين، الذين كانوا يشغلون حقائباً في الحكومة المستقيلة، في إشارةٍ ضمنية لرئيس التيار الوطني الحر ووزير الخارجية المستقيل “جبران باسيل”.
كما أشار المسؤول الذي رفض الكشف عن هويته؛ إلى أن “الحريري” اشترط أيضاً أن يترأس حكومة قادرة على تنفيذ الإصلاحات اللازمة بسرعة لدرء الانهيار الاقتصادي الحاصل.
ووفقاً للدستور اللبناني، المادة 69، فإن استقالة رئيس الحكومة تعني استقالة كافة أعضائها، وتتحول بطلب من رئيس الجمهورية إلى حكومة تصريف أعمال، ريثما يتم تشكيل حكومة بديلة.
وكان الرئيس “ميشال عون”، قد علق على استقالة “الحريري”، بأن الاحتجاجات الشعبية التي شهدها الشارع اللبناني، “فتح الباب على الاصلاح الكبير، وإذا ما برزت عوائق فإن الشعب في حالة ترقب ومتحفز وسينزل الى الشارع مجددا”، لافتا إلى أنه سيكون “للبنان حكومة نظيفة”.
الرئيس اللبناني “عون”، صرح خلال لقاء جمعه، يوم الأربعاء، مع وفد المجلس التنفيذي الجديد للرابطة المارونية، برئاسة النائب السابق “نعمة الله أبي نصر”، أن “مكامن الفساد معروفة ويجب محاسبة الفاسدين ومحاكمتهم، وعلى من يشتكي من الفساد أن يقدم اثباتات عما يرتكبه الفاسدون أمام القضاء المختص، لا الاكتفاء بمجرد الكلام العام عن الفساد في الصالونات”.
وأضاف “عون”: “اليوم لن ننتظرهم وسنقوم بما يجب القيام به”، معتبراً أنه من الآن وصاعدا قد تغيّر الجو الاجتماعي، وأصبح اللبنانيون يصرخون بما يطالبون به.
وفي رصد لردود أفعال الشارع من الاحتجاجات اللبنانية الأخيرة، قال “عبد الحميد شريف” على حسابه في مواقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: “ثورة الأرز، حررت لبنان من وصاية الأسد وانتفاضة اليوم ستحرره من وصاية الولي الفقيه”.
أما “وسام حنا”، فقال عبر منصة تويتر: “إلى هذه السلطة : قبل ما تحكوا عن مؤامرة عالمية وتدخل سفارات ، احكوا عن استكباركن، الشعب اللبناني وعي و جاع، و هيدي المماطلة لتشكيل لحكومة رح تأزم الوضع اكتر و كفى استغبا للناس، اقبلوا النصيحة، و اتصرفوا بمسؤولية لمرة وحدة بتاريخكن، و اتقوا الله”.
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي.