نفى رئيس الحكومة اللبنانية المكلف “حسان دياب”، مساء الخميس، ما تناقلته الأوساط الإعلامية والسياسية اللبنانية، التي أكدت أنه محسوب على “حزب الله اللبناني” ونفى في الوقت نفسه قربه من “حسن نصر الله” زعيم الحزب.
“دياب” أعلن أنه يهدف إلى تشكيل حكومة تضم اختصاصيين وبمؤهلات عالية، كما أشار إلى أن النساء ستمثل في حكومته العدد الأكبر، وسيعمل على نشل البلاد من الفساد المتجذر داخل أروقة الدولة، على حد وصفه.
كما نفى الرئيس المكلف بتشكيل حكومة لبنان، أن يكون “محسوباً على أحد”، أو أن يكون “رجل حزب الله”، حيث قال في هذا الشأن: ” لم ألتق أحداً لا من حزب الله ولا من حركة أمل، لا في اليومين ولا الأسبوعين أو الشهرين الماضيين، ولست مقرباً من أحد كما يدعي البعض”.
وأضاف: ” لم ألتق سوى رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة السابق سعد الحريري الذي كان متعاوناً إلى أبعد الحدود”.
يذكر أن “دياب” المدعوم من حزب الله اللبناني وحركة أمل، حصد 69 صوتا من أصوات ممثلي الكتل النيابية في المشاورات، متفوقًا على السفير نواف سلام والذي حصد 13 صوتا، بينما حظيت حليمة قعقور بصوت واحد، فيما امتنع 42 صوتا عن التسمية.
ومع إعلان اسم رئيس الحكومة اللبنانية الجديد، حتى شهد لبنان، منذ مساء الخميس، قطع العديد من الطرقات من قبل المتظاهرين احتجاجًا على تكليف الدكتور حسان دياب بتشكيل الحكومة الجديدة، مؤكدين على مطالبهم بتشكيل حكومة تكنوقراط خالية من الطبقة السياسية التي حكمت البلاد طوال العقود الماضية.
من هو رئيس الحكومة اللبنانية المكلف “حسان دياب”؟
يعد حسان دياب المولود في العاصمة اللبنانية – بيروت في الأول من يونيو عام 1959، والمتزوج من نوار رضوان المولوي، شخصية أكاديمية ولا ينتمي لأي تكتل سياسي، إلا أنه حصل في الاستشارات النيابية على الدعم الكامل من “حزب الله” التابع لحكومة الملالي في طهران، بالإضافة لحصوله على دعم جميع الكتل المتحالفة مع حزب الله، في الوقت الذي لم تمنحه الكتل السنية أي دعم يذكر.
وفي تلميع صورة حسن دياب، قال النائب اللبناني “وئام وهاب”: “لكل من يخترع ملفات عن حسن دياب، أقول له للأمانة، إن دياب عندما انتهت حكومة الرئيس ميقاتي، أرسل له “ميقاتي” هدية بقيمة 500 ألف دولار، فما كان من دياب إلا وأن رفضها وأعادها للرئيس وشكره مع الاعتذار عن قبولها.
دياب كان قد تخصص في هندسه الكمبيوتر في جامعة باث في إنجلترا، والتحق بالجامعة الأمريكية في بيروت في عام 1985، وشغل بهل منصب نائب الرئيس للبرامج الخارجية الإقليمية لمدة 13 عاماً.
وكان قد تولى دياب مقعده الوزاري في حكومة الرئيس الأسبق نجيب ميقاتي، التي حاز فيها حزب الله وحلفاؤه على غالبية المقاعد. وخلفت هذه الحكومة حكومة ترأسها الحريري وأسقطها حزب الله مطلع العام 2011 بسبب الخلاف حول المحكمة الدولية الخاصة بلبنان المكلفة النظر في قضية اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري في العام 2005 وتمويلها.أولى مهام دياب في الحكومة
بالنسبة لمهمته الأولى الموكلة إليه في تشكيل حكومة جديدة في ظل الأزمة السياسية والاقتصادية العاصفة بالبلاد، قال في أول مقابلة تلفزيونية له بعد تكليفه، على قناة “أو تي في” التابعة لـ”التيار الوطني الحر” الذي أسسه رئيس الجمهورية ميشال عون: “أنا كاختصاصي بطبيعة الحال أهدف أن تكون الحكومة حكومة اختصاصيين وطلبت إعطائي مهلة للقيام ببدء الاستشارات يوم السبت في مجلس النواب”.
وصرح دياب في وقت تكليفه، من أمام القصر الرئاسي قائلاً: ” أيها اللبنانيون جهودنا جميعاً يجب أن تتركز على وقف الانهيار واستعادة الثقة وعلى صون الوحدة الوطنية عبر تثبيت جسور التلاقي بين جميع فئات الشعب اللبناني”.
مصادر فرنسية تصرح
رأت مصادر فرنسية مطلعة على الوضع، أنّ الأزمة الاقتصادية في لبنان، سيئة للغاية، لدرجة تصعب فيها المعالجة، وأضافت المصادر: “ضمن هذه المعطيات سينفجر الوضع المالي قبل أن يتحسن، ويجب عندئذ طلب تدخل صندوق النقد الدولي للإنقاذ، ولكن كلّما مرّ الوقت كلما ستكون كلفته عالية جداً على الشعب”.
وشددت المصادر على أنه من الصعب جداً تصور الصيغة الحكومية في ضوء التطورات الأخيرة التي طرأت على المشهد اللبناني.
وبحديث المصادر ذاتها عما إذا سيفيد مؤتمر مجموعة الدعم الدولي الذي انعقد مؤخرا في العاصمة الفرنسية باريس، قالت: “لقد أعطى المؤتمر، المعايير للسلطات اللبنانية كي تحصل على المساعدات بأسرع وقت، وإذا لم تحترم هذه المعايير فلن يتمّ إنقاذ البلد، وسيهوي أكثر مما هو عليه.
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي.