بعد أن أثارت الصحافة الأمريكية قضية إرسال 14 ألف جندي إلى الشرق الأوسط تمهيداً لمواجهة برية أمريكية إيرانية، وفق أخبار مسربة من مسؤولين أمريكيين رفضوا التصريح بأسمائهم، نفت المتحدثة باسم وزراة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” إليسا فرح عبر حسابها الرسمي في موقع التواصل الأشهر توتير، الخبر جملةً وتفصيلا، ليعاود الخبر الانتشار لكن بعدد جنود يصل إلى النصف، ما يشي بأن شيئاً ما سيحدث في المنطقة الملتهبة أصلاً.
لكن مسؤولاً أميركياً طلب عدم كشف هويته البارحة الجمعة، قال؛ إن وزير الدفاع الاميركي “مارك اسبر” يعتزم إرسال من 5 إلى 7 آلاف جندي إضافي إلى الشرق الأوسط لمواجهة إيران، دون أن يتطرق المسؤول الأمريكي إلى أجوبة لأسئلة من قبيل، أين أو متى يمكن نشر تلك القوات؟، لكنه أشار إلى أن إرسالها سيكون رداً على هجمات جماعات مرتبطة بإيران ضد مصالح أمريكية خلال الأشهر الأخيرة، في إشارة واضحة إلى الهجوم الإيراني التخريبي على منشأة أرامكو جنوبي المملكة العربية السعودية، منتصف أيلول الماضي.
ويأتي كلام المسؤول الأمريكي بعد، جلسة استماع في الكونغرس قال نائب وزير الدفاع “جون رود” فيها؛ إن الولايات المتحدة الأمريكية “تراقب سلوك ايران بقلق”، مضيفاً إلى أننا “نواصل مراقبة مستوى التهديد ولدينا القدرة على تكييف وجودنا بسرعة”.
الأمر الذي لا يختلف اثنان في تفسيره، إلا أن السياسية الأمريكية والتصريحات النابعة عنها، باتت تعرف بتبدل المواقف، وبالمواربة حيث إنها ليست دائمة صادقة وتعني تماماً ما تقول.
وبعد أن أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية في نهاية أيلول الماضي، عزمها إرسال تعزيزات عسكرية إلى منطقة الخليج بطلب من المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات على خلفية الهجوم الإيراني، الذي تعرضت له منشآت “أرامكو النفطية” في جنوبي السعودية، تناقلت الصحافة الأمريكية أخباراً عن إرسال آلاف الجنود الأمريكيين والمعدات إلى الشرق الأوسط استعداداً لمواجهة عسكرية محتملة مع إيران.
حيث نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، عن مسؤولين أمريكيين -لم تسمِّهم- قولهم إن إدارة الرئيس دونالد ترامب تدرس زيادة كبيرة في التواجد العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط.
وأوضح المسؤولون حينها أن هذا التواجد العسكري يشمل “العشرات من السفن والمعدات العسكرية الإضافية، وما يصل لـ14 ألف جندي إضافي لمواجهة إيران”، ليعود العدد اليوم إلى النصف، وفق التصريحات الأمريكية الجديدة.
وتشهد العلاقات الإيرانية مع دول أوربية وعربية، ومع الولايات المتحدة الأمريكية توتراً كبيراً، على خلفية التصعيد في الملف النووي الإيراني من جانب إيران، إضافة للهجمات المتوالية التي تشنها إيران والمليشيات التابعة لها على مناطق متفرقة من الشرق الأوسط، ابتداءً من العراق ثم سوريا ولبنان، وصولاً إلى جنوب شبه الجزيرة العربية في اليمن.
كما أن أطماع إيران التوسعية في المنطقة العربية، وأخطرها المنطقة المحاذية للكيان الإسرائيلي، وأطماع إيران في البحر الأحمر، المتمثلة بذراعها في اليمن “مليشيا الحوثي”، التي تصر على السيطرة العسكرية الكاملة على مدينة الحديدة الاستراتيجية في مدخل البحر الأحمر الجنوبي، بالرغم من توقيعها كافة المعاهدات الدولية التي تخص هذه المدينة الحيوية.
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي.