كشفت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الانسان، عن إصابة عدد من المتظاهرين الجزائريين بشكل مباشر في العين، أثناء قمع الشرطة وقوات الأمن للمظاهرات المناهضة لإجراء الإنتخابات الرئاسية، التي نجح فيها المرشح “عبد المجيد تبون”.
ولفت نائب رئيس الرابطة “سعيد صالحي” في تصريحات صحافية إلى وجود عشرات الأشخاص أصيبوا في العين، وأن البعض منهم يعاني من حالة خطرة، مشيراً إلى إمكانية أن ترتفع حصيلة المصابين خلال الأيام القادمة، موضحاً أن عدد من المصابين قد فقدوا عيونهم بشكلٍ نهائي، وفقاً لوكالة فرانس برس.
في غضون ذلك، تستعد الجزائر لمراسم أداء الرئيس الجزائري المنتخب “عبد المجيد تبون”، اليمين الدستورية غدا – الخميس، ليكون بذلك ثامن رئيس للبلاد منذ الاستقلال عن الاستعمار الفرنسي، وسط أجواء أزمة سياسية عاصفة تعيشها البلاد منذ شهور.
وجرت الإنتخابات الرئاسية الجزائرية لعام 2019، في 12 ديسمبر 2019 لاختيار رئيس جديد للجمهورية الجزائرية. حيث أعرب أزيد من مئة جزائري عن نيته للترشح ولكنه في الأخير قبل خمس مرشحين فقط للتنافس على نيل كرسي قصر المرادية، وأسفرت عن فوز عبد المجيد تبون بعد حصوله على 58.15% من الأصوات.
ويواجه الرئيس الجزائري الجديد العديد من التحديات والملفات الملحة، التي يتعين عليه التعامل معها من أجل العبور بالبلاد بأمان من هذه المرحلة الصعبة، وتجاوز تبعات الأزمة الراهنة التي خلفها رحيل الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة عن السلطة نزولاً عند رغبة الشارع الجزائري.
وكان “تبون”، قد دعا الحراك الشعبي الجزائري للتحاور مع الحكومة للوصول إلى حل نهائي للأزمة المستمرة في البلاد منذ أشهر، والتي كانت قد أطاحت بالرئيس السابق “عبد العزيز بوتفليقة”.
كما تعرض تبون، خلال الحملة الانتخابية، للعديد من الضربات السياسية، أوحت للعامة حينها، أن أجنحة مؤثرة في السلطة لا تريده رئيسا، أولها استقالة مدير حملته الإنتخابية، الدبلوماسي المخضرم عبد الله باعلي، تلاها تعرضه لهجوم عنيف من شبكة إعلامية محسوبة على دوائر في الحكم.
في حين رأى محللون سياسيون جزائريون، أشاروا إلى أن الرئيس “تبون” قد ألقى ما في جعبته على المتظاهرين والمحتجين على انتخابه، وهو الآن بانتظار الرد من قبلهم، لافتين إلى أن طروحات الرئيس حتى الآن لم تتضمن بوادر حسن نية.
وأضاف المحللون: “الرئيس وضع الكرة في ملعب المتظاهرين فقط، ولكن لم يقدم لهم أي مبادرات أو ضمانات يمكن البناء عليها”، مشكيين في أن تقود دعوة “تبون” لتغيير الوضع في الشارع.
في حين ترى صحيفة الفاينانشال تايمز، بمقال كتبته هبة صالح بعنوان “الانتخابات الرئاسية الجزائرية تفشل في إخماد الغضب الشعبي”.
تقول الكاتبة، وفق ما نقلته شبكة “بي بي سي” الأمريكية، إن آلاف المتظاهرين تدفقوا إلى وسط الجزائر يوم الجمعة، كعادتهم في نهاية كل أسبوع منذ أن بدأت التظاهرات المؤيدة للديمقراطية قبل 10 أشهر. لكن الاختلاف هذه المرة هو إعلان اللجنة الإنتخابية الجزائرية في وقت سابق فوز عبد المجيد تبون في انتخابات الرئاسة التي أجريت الخميس بعد تأجيلها مرتين هذا العام.
وتشير هبة إلى أن هذا الإنتخابات، التي قاطعها كثيرون، لم تنجح في تهدئة غضب الشارع. وتنقل عن موظف حكومي متقاعد يُدعى بن علي قوله إن “هذه الإنتخابات لن تكون نهاية للأزمة، بل هي البداية”. ويستطرد الرجل “هل يملك تبون الحرية لاتخاذ القرار؟ هو فقط فرد من أفراد العصابة”.
العديد من التقارير الإعلامية، أكدت أن أجواء الإنتخابات الجزائرية، لم تكن مثالية ولا حتى ملائمة في بعض المناطق، في ظل انقسام حاد بين الجزائريين، بين مؤيد ومعارض لإجرائها، وصل إلى حد التخوين المتبادل، بل واستعمال العنف من طرف البعض لإفشال الإنتخابات.
حيث تم حرق مركز السلطة الوطنية للإنتخابات بولاية البويرة (وسط) وفق “الأناضول”، وإلغاء الإنتخابات في ولايتي بجاية وتيزي وزو بمنطقة القبائل (وسط)، بعد تعذر إجرائها، ومظاهرات معارضة لتنظيم الإنتخابات بعدة مدن بينها العاصمة الجزائر.
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي.