بات الرعب الذي يحمله انتشار الفيروس الصيني الغامض ” كورونا المستجد ” حديث الأوساط العالمية، مع ازدياد التخوفات من تحوله لجائحة تنتشر في العالم كله حيث أشارت بعض الدراسات إلى وقوع خمسة مليارات إنسان تحت خطر الإصابة المحتملة.
ونظراً لتقارب المسافات في العالم المعاصر وكثرة وسهولة التنقل بين أقاصي الأرض، زادت مخاطر العدوى وبات خطرها فعلياً فلا يستثني أي دولة.
ويبدو أن الأراضي المصرية،شهدت وصول الفايروس إليها، عبر وافد من الخارج حمل معه الفيروس دون علمه، لتتمكن السلطات الصحية من اكتشافه خلال حملة متابعة وتدقيق وأخذ الاحتياطات اللازمة وفقا لتلك السلطات.
وقالت وزيرة الصحة المصرية، هالة زايد، إن أول مريض بفيروس “كورونا” في مصر شاب يبلغ من العمر 33 عاما، مضيفة أن الأعراض الإكلينيكية للمرض لم تظهر عليه على الرغم من حمله للفيروس.
وأوضحت الوزيرة في مداخلة هاتفية مع الإعلامي، عمرو أديب، على قناة “MBC مصر” أنه تم فحص المسكن الذي كان يتواجد به المريض للتأكد من عدم إصابة أشخاص آخرين بالفيروس، وتم إخلاء المبنى وعزل ساكنيه لمتابعتهم بشكل يومي.
وقالت الوزيرة إن الحالة تم اكتشافها عبر المسح الجماعي لأشخاص في إطار التعرف على الحالات المرضية، إذ أجريت للشاب التحاليل اللازمة واتضح أنها “إيجابية”، وأنه من الممكن أن يتعافى من هذا الفيروس كونه يتمتع بمناعة قوية.
وبخصوص تجهيز المصاب لتلقي العلاج، أكدت زايد، أن السلطات الصحية أجرت التحاليل والفحوصات اللازمة وعزلت الشاب لحين انتهاء فترة حضانة جسمه للمرض، كما تم إبلاغ منظمة الصحة العالمية على الفور.
وتمكن إشكالية الإعلان المصري، أنه يحمل تأكيداً على وصول المرض للقارة الأفريقية، الأمر الذي سبق وحذر منه خبراء طبيون، أكدوا خطورة تلك المرحلة وما ينتج عنها من اجتياح الفيروس للقارة الأفريقية الضعيفة طبيّاً بشكل يذكر بمآسٍ سابقة.
وبعد تأكيد أول إصابة لمواطن أجنبي في مصر، كثفت الدول الإفريقية مساعيها لمنع تفشي فيروس كورونا المتسارع الانتشار، حيث حذر مسؤولو الصحة من أن الدول الأكثر فقراً غير مستعدة لمحاربة المرض القاتل.
هذا وبدأت حكومات بمختلف أنحاء القارة السمراء تكثيف أعداد الطواقم الطبية في المطارات لفحص حرارة الركاب، علاوة على تعليق منح تأشيرات الدخول من وإلى الصين، بينما تتصاعد التوترات لدى الجموع على خلفية أنظمة الرعاية الصحية الضعيفة، ما يثير المخاوف إزاء القدرة على التصدي لتفشي محتمل للفيروس في القارة بأكملها.
من جانبه، رجح “جي ستيفن موريسون” مدير المركز العالمي للسياسات الصحية لدى مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية في واشنطن، في تصريحات لوكالة ” يورو نيوز ” تفشي المرض بصورة أسرع في حال وصوله إلى بعض الدول الإفريقية، محذراً من تحول هذا السيناريو إلى وباء عالمي.
وتجدر الإشارة هنا، إلى أن الدول الإفريقية تدرك جيداً – فيما يبدو – حجم المخاطر نظراً لتجارب سابقة مريرة، حيث شهدت دول إفريقية عدة تفشي فيروسات كارثية من قبل، مثل فيروس «إيبولا» الذي أودى بحياة من 11.300 شخص في كل من ليبيريا وسيراليون وغينيا بين عامي 2014 إلى 2016.
وفي هذا الصدد، علق “موسوكا فلاح” رئيس معهد الصحة العامة في ليبيريا، قائلاً: «على جميع الدول الإفريقية اتخاذ التدابير اللازمة في أسرع وقت ممكن لمنع تفشي المرض»، لافتاً إلى أن حكومته ستعزز من إجراءات المعاينة في المطار.
علاوة على ذلك، ذكرت وكالة «فرانس برس» الإخبارية أن الانظمة الصحية تعاني من الضعف في كثير من الدول الإفريقية، وتفتقر إلى أخصائيين أكفاء، وضربت مثلاً بمرض الملاريا الذي أسقط الآلاف مثل الذباب في العديد من الدول الإفريقية.