كشفت مصادر أمنية ليبية عن وقوع حالات تمرد في صفوف المرتزقة الذين جندتهم تركيا للقتال إلى جانب حكومة الوفاق في ليبيا، مشيرةً إلى أن الأيام القليلة الماضية شهدت سلسلة من الانسحابات الميدانية العشوائية للمرتزقة في أكثر من محور قتالي، كما أشارت المصادر إلى وقوع العديد من المناوشات بين العناصر المنسحبة والضباط المسؤولين عنهم.
إلى جانب ذلك، توقعت المصادر في تصريحات خاصة أدلت بها لصحيفة العرب، أن تتطور تلك المناوشات إلى صدامات مسلحة، خاصةً وأن المُعطيات القادمة من محاور القتال في ليبيا تكشف عن استمرار الخلافات والصدامات بين المرتزقة الأجانب وعناصر الميليشيات الليبية، مشيرةً أن تلك المناوشات تخللها اتهامات متبادلة بالجبن والفرار من ساحات القتال.
كما أكدت المصادر أن الكثير من المرتزقة تعرضوا لإهانات بعبارات “عنصرية”، دفعتهم لعصيان الأوامر ورفض التوجيهات القادمة من الضباط التابعين لحكومة الوفاق والضباط الأتراك، مشيرةً إلى أن الأتراك وقفوا إلى جانب قادة الميليشيات ضد العناصر المرتزقة، وتحديداً ميليشيا الكتيبة 301، التي تتبع حاليا رئاسة الأركان العامة الموالية لحكومة الوفاق، لافتةً إلى أنه غالباً ما تتم الصدمات بين الجانبين لأسباب تتمحور حول هوية من يقود المعارك، والغنائم، التي يتم السطو عليها من منازل المواطنين في مناطق القتال، على حد وصف المصادر.
تزامناً، كشفت مصادر أمنية ليبية أن تركيا شرعت في إجلاء عدد من ضباطها وجنودها المُتمركزين في ليبيا، واستبدالهم بآخرين، وذلك في محاولة لجسر الهوة التي اتسعت بين المرتزقة في محاولة لاحتواء غضبهم وتفادي تحوله إلى تمرد مُسلح قد يُفسد مُخططاتها في ليبيا، منوهةً إلى أن الأيام القليلة الماضية، شهدت نقل العشرات من الضباط العسكريين والأمنيين من طرابلس إلى تركيا.
وكانت شعبة الإعلام الحربي التابعة للجيش الليبي، قد أعلنت عن اعتقال مجموعة من المرتزقة، الذين أرسلتهم تركيا للقتال في ليبيا إلى جانب الميليشيات الداعمة لحكومة الوفاق، لافتة إلى أن التحقيقات، التي أجراها الجيش الليبي مع العناصر المعتقلة كشفت عن حقائق مثيرة حول ما يدور في كواليس عمليات التجنيد والقتال، التي تديرها وتنظمها تركيا.
ونشرت شعبة الاعلام الحربي على صفحتها الرسمية جانباً من اعترافات العناصر المعتقلين، لافتةً إلى أنهم وصلوا إلى مدينة بنغازي، ومن بينهم من يحمل الجنسية السورية، مشيرةً إلى أن عمليات الأسر تمت خلال المعارك على عدد من المحاور ومنها “بوسليم – طرابلس” ومحور “بوقرين” شرقي مدينة مصراتة.
قبل أيام فقط، كان قد اتهم الناطق باسم الجيش الليبي، اللواء “أحمد المسماري”، تركيا باستغلال الهدنة المفروضة في ليبيا بين الجيش والميليشيات الداعمة لحكومة الوفاق، لشن هجوم عسكري كبير على مدينة ترهونة، مؤكداً أن الجيش التركي يقوم بحشد مجموعات كبيرة من المسلحين والمعدات عسكرية لتنفيذ مهمة الهجوم على المدينة.
كما لفت “المسماري” إلى أن وحدات الجيش الليبي رصدت تحركات عسكرية تركية في العاصمة الليبية، طرابلس، تخللها نقل العدد من العناصر، التي وصفها بـ “الإرهابية”، باتجاه مصراته وزوارة بهدف تنفيذ هجمات “إرهابية” على حد قوله.
وكانت حكومة الوفاق والميليشيات الداعمة لها قد تعرضت لسلسلة انتقادات حقوقية بسبب ما نشر حول انهاكاتها للهدنة المتفق عليها في البلاد، حيث اتهمت مؤسسة ملتقى الحوار للتنمية وحقوق الإنسان الليبية، حكومة الوفاق المدعومة من تركيا بالعمل على تقويض جهود وقف إطلاق النار في ليبيا، لافتاً إلى وجود معلومات تشير إلى تعمد الحكومة التركية والمليشيات المسلحة المتحالفة مع حكومة الوفاق في غرب ليبيا، عرقلة أى جهود لمكافحة انتشار فيروس كورونا بين الليبيين.
كذلك،/ أكد المتحدث باسم الجيش الليبي اللواء “أحمد المسماري” أن القوات الليبية تقاتل الجيش التركي بكامل قواته ووحداته العسكرية، البرية والبحرية والجوية، إلى جانب قواته الإلكترونية، متهماً تركيا بنشر شائعات وأخبار كاذبة حول ما تشهد ليبيا.
كما أضاف “المسماري”: “المرتزقة في ليبيا يتعرضون لخسائر كبيرة والمخابرات التركية مستعدة لنشر أي أخبار مزيفة بهدف تشتيت الانتباه عن خسائرهم الجسيمة”، لافتاً إلى أن تركيا استغلت فقر بعض الشباب السوريين وجندتهم بالأموال لنقلهم إلى ليبيا، للقتال إلى جانب الميليشيات الداعمة لحكومة الوفاق، المقربة من تنظيم الإخوان المسلمين.
إلى جانب ذلك، أشار “المسماري” إلى أن الحكومة التركية لم تكتف بالمرتزقة، وغنما ساهمت أيضا بنقل مسلحين تابعين لتنظيمات إرهابية، مثل القاعدة وداعش وأنصار الشريعة، التي نفذت الهجوم على مدينة صبراتة، واختطفت عائلات كاملة، واقتادتها إلى مدينة الزاوية بقوة السلاح، على حد قوله، مؤكداً على أن الجيش الليبي ماضٍ في معركته حتى القضاء على كامل تلك التنظيمات داخل البلاد.