دخل لبنان، حكومة وشعبا مرحلة حرجة، في حين لا تبدو التحركات لاستيعاب المزيد من الانزلاق، كافية، وسط أزمات معيشية وسياسية تتصاعد، وعجز حكومي، قد يفضي إلى استقالة حكومة الحريري، وربما خروج الشعب إلى الشوارع مجدداً، للاحتجاج على الأوضاع الاقتصادية المتردية، والخلافات بين الكتل النيايبة والحكومية.
وفي هذا الإطار، كشف مصدر حكومي لبناني أن حكومة “سعد الحريري” دخلت مرحلة الخطر، لافتاً إلى أنها باتت تواجه فعلياً خطر الانهيار والسقوط, في ظل الأزمات الخانقة التي يعيشها لبنان.
وسائل إعلامية لبنانية نقلت عن المصدر أيضاً، تأكيده أن اسقاط الحكومة الحالية يعني سقوط البلد ككل، خاصةً مع تصاعد الخلافات بين العديد من الأطراف السياسية اللبنانية.
مضيفاً: “هناك علاقة محتقنة ما بين “القوات اللبنانية” و”حزب الله”، وما بين “حزب الله” ورئيس الحكومة، وعلاقة تصعد حينا وتهبط أحيانا كثيرة، كما هو الحال هذه الأيام بين “التيار الوطني الحر” ورئيس الحكومة”.
ولفت المصدر إلى أن الأوضاع في لبنان عموماً لا تبشر بالخير، وأن لا شيء يبعث للإطمئنان، مشيراً إلى سيطرة حالة واضحة من الانقسام داخل الحكومة، مؤكداً أن الحرب السياسية باتت مفتوحة فيها على عدة خطوط.
كما أعرب المصدر عن استغرابه من ما يتم تداوله في وسائل الإعلام عن احتمالية قلب الطاولة في لبنان، مضيفاً: “الطاولة مقلوبة أصلا على رؤوس الجميع، وافتعال المشاكل السياسية هو هروب واضح من المسؤولية ومن المعالجات والإصلاحات”.
وكان لبنان قد شهد خلال الفترة القليلة الماضية سلسلة أزمات سياسية واقتصادية حادة، كان آخرها الأزمة التي فجرتها تصريحات رئيس الجمهورية اللبنانية “ميشال عون” التي انتقد فيها أداء الحكومة، متهماً إياها بأنها غائبة تماماً.
تقارير صحافية محلية حذرت من تصاعد التوتر بين المؤسستين، خاصة وأن مصادر مقربة من الرئيس أشارت إلى أنه سيفتتح جلسة الموازنة بكلمة تنسجم مع تصريحاته السابقة حيال الحكومة ورئيسها، مشيرة إلى أن تلك النظرة من “عون” حمَّلت سياسات الحكومة مسؤولية تقلبات سعر الدولار ويوم الإضراب والحراك الحاصل في الشارع.
كما أدت الأزمة الاقتصاجية اللبنانية إلى خروج مظاهرات عمت العاصمة بيروت وعدة مدنٍ لبنانية أخرى، مطالبين باسقاط النظام والمسؤولين الفاسدين.
بالإضافة للاحتجاج على ممارسات بعض الفرق السياسية اللبنانية التي جعلت من لبنان جزءا من التحالفات والمشاريع الإقليمية، في إشارة إلى حزب الله اللبناني وتحويله الدولة اللبنانية إلى منفذ وتابع صريح للسياسات الإيرانية.
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي.