تقدير موقف
طالب السياسي السويدي وعضو لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان السويدي” لارس أداكتسون ” بتجميد دعم وتمويل منظمة الإغاثة الإسلامية، ودعا “لارس” إلى إجراء تحقيق رسمي في أي صلات تربط المؤسسة الخيرية البريطانية بتنظيم جماعة الإخوان المسلمين. هذه التطورات جاء في أعقاب الكشف عن قيام موظفين كبار في الإغاثة الإسلامية العالمية بنشر منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر دعمهم لحركة حماس والإخوان المسلمين في مصر.
في الوقت نفسه واجهت الوكالة السويدية للتنمية الدولية ضغوطاً لمراجعة دعمها لمنظمة الإغاثة الإسلامية العالمية بعد اكتشاف أن عدداً من أعضاء المنظمة نشروا محتوى مخالف لتعاليم الأمن والسلامة؛ ويدعو للعنف على مواقع التواصل الاجتماعي. وكان من أبرز تلك القيادات في أوروبا “عصام البشير”، وهو المدير السابق لـ IRW وشخصية قيادية في جماعة الإخوان المسلمين. فالبشير عضو في المجلس الأوروبي للفتاوى والبحوث ( ECFR ) وهي مجموعة يقودها الشيخ يوسف القرضاوي الزعيم الروحي للإخوان المسلمين العالمي.
ولقد توصلت الأجهزة الأمنية في السويد من خلال تحقيقات قامت بها؛ إلى الصلات الوثيقة بين أنشطة جماعة الإخوان المسلمين في السويد ومنظمة الإغاثة الإسلامية. بالوقت التي تزايدت محاولات تنظيم الإخوان المسلمين في السعي لاختراق الجاليات المسلمة في السويد عبر السيطرة على المنظمات والهيئات الإسلامية والتي من بينها منظمة الإغاثة الإسلامية. هذا الأمر دفع سياسيين داخل البرلمان السويدي للمطالبة بتشديد الرقابة على منظمة الإغاثة الإسلامية في السويد.
ما موقف السويد من تصريحات أعضاء منظمة الإغاثة الإسلامية؟
في تصريح أدلى به “جوران هولمكفيست” مدير المساعدات الإنسانية في الوكالة السويدية للشرق الأوسط وآسيا، لراديو السويد ” من الواضح بالنسبة إلى ( SIDA ) أن التصريحات المتطرفة والداعمة للعنف غير مقبولة على الإطلاق. ولقد كنا على اتصال بالمنظمة، والآن بعد أن دخلنا مرحلة مختلفة لإعداد اتفاقيات جديدة مع منظمة الإغاثة الإسلامية، سنطرح من خلالها جميع الأسئلة ذات الصلة ونكتشف المزيد”. هذا الأمر تم بعد أن كشف تحقيق أجرته صحيفة The National أن ثلاثة موظفين حاليين لـ IRW استخدموا حسابات شخصية لمشاركة مواد اعتبرتها المؤسسة الخيرية التي تتخذ من برمنغهام مقراً لها “غير مقبولة” و “غير مناسبة”.
كيف تحصل منظمة الإغاثة على التمويل في السويد؟
تقوم الوكالة السويدية للتنمية الدولية (SIDA) بمنح مساعدات مالية للمنظمات الإنسانية، ففي عام 2013 دفعت مبلغ (24.000.000) كرونة سويدية إلى (IRW) . ولقد حصلت الإغاثة الإسلامية على مبلغ يقدر بـ ( 4.2 ) مليون جنيه إسترليني بين العام 2017 والعام 2019 من أموال دافعي الضرائب من الوكالات الحكومية السويدية ، بما في ذلك (2) مليون جنيه إسترليني من الوكالة السويدية للتعاون الإنمائي الدولي (سيدا).
علاقة منظمة الإغاثة الإسلامية في السويد بتنظيم الإخوان المسلمين
في تقرير أصدرته وكالة الطوارئ المدنية السويدية حول أنشطة جماعة الإخوان المسلمين قالت فيه إن هيئة الإغاثة الإسلامية هي “منظمة رئيسية” تقوم بدعم جماعة الإخوان المسلمين. وتوفر لها مصداقية وانتشار بالسويد، ومن أبرز أعضاء منظمة الإغاثة الإسلامية السويدية “هيثم رحمة” الذي هو مسؤول في تنظيم الإخوان المسلمين.
ولقد كشف قسم الأخبار في الإذاعة السويدية “إكوت” في أكتوبر 2013 انخراط إمام سويدي يدعى “هيثم رحمة” معروف بانتمائه وولائه لجماعة الإخوان وقيادي في المعارضة السورية؛ كان قد عمل لسنوات عدة سابقاً في مسجد “ستوكهولم” الواقع في “ميدبورياربلاتسن”، بتهريب الأسلحة للمعارضة السورية. الأمر الذي يعتبر اختراقاً لقانون حيازة الأسلحة القتالية في السويد والمعروف بـ Krigsmatriellagen””.
ولقد بينت دراسة لـ” وكالة الطوارئ المدنية ” في السويد إحدى أهم وزارات الدفاع التي تقوم بمثابة الاستخبارات على الأرض، نجد خلاصات مفادها أن تنظيم الإخوان المسلمين يسعى إلى اختراق الوجود الإسلامي في السويد ونشر مفاهيم الجماعة كما يعمل جاهداً على اكتساب أعضاء جدد لتنظيمه بالسويد.
تقييم منظمة الإغاثة الإسلامية في أوروبا!
الباحث السويدي والخبير في شؤون جماعة “الإخوان لمسلمين” لورينزو فيدينو، يرى كما في تحليله لطريقة انتشار جماعة الإخوان المسلمين في السويد، بأن جماعة “ الإخوان المسلمين ” الأم تعتمد على ثلاث فئات من الكيانات السويدية أعضاء الإخوان أنفسهم، وشبكات الإخوان غير المباشرة، والمنظمات المتأثرة بالفكر الإخواني وفقا لـ”الشرق الأوسط” في 14 أكتوبر 2019 .
في حين أن مراقبين بريطانيين يلاحظون بأن الخطاب المناور لأعضاء محسوبين على جماعة الإخوان المسلمين؛ يكشف عن طبيعة خطاب جماعة الإخوان المسلمين الذي يتسم بالتناقض والازدواجية، وتبني الرأي ونقيضه، ثم تساءلوا: كيف يمكن أن تقبل هيئة الإغاثة الإسلامية أشخاصاً يحملون خطاباً عدائياً للمجتمع الذي عاشوا فيه ومنحهم الأمان والحماية؟ أو يصدر منهم خطاباً عدائياً متطرفاً لأحد مكونات هذا المجتمع، وينال أصحاب هذا الخطاب المتطرف المهام القيادية ويحصلون على الترقيات؟! كما بينت صحيفة ” العرب اللندنية ” في عددها الصادر في 27 حزيران / يوليو 2020.
ومن أهم الخلاصات التي وصلت إليه تقارير استقصائية وتحليلية واستخباراتية متنوعة هي:
- هناك شخصيات وثيقة الصلة بجماعة الإخوان المسلمين هي التي تدير منظمة الإغاثة الإسلامية في دول أوروبا.
- تتصف الحالة الفكرية للأئمة التي تتعامل معهم منظمة الإغاثة الإسلامية في أوروبا بالتشدد والتطرف.
- بعد القيام بتحقيقات شاملة لأنشطة منظمة الإغاثة الإسلامية ولفروعها في أوروبا، تبين من خلال تلك التحقيقات العلاقة الوثيقة بين منظمة الإغاثة الإسلامية وجماعة الإخوان المسلمين، وهذا ما جعل عديد الحكومات الأوروبية تدعو إلى وقف تمويل ودعم هذه المنظمة في فروعها بأوروبا.
- تعتبر التقارير الصادرة في هذا الشأن أن موضوع وقف الحكومات الأوروبية لدعمها لمنظمة الإغاثة الإسلامية وفروعها في أوروبا؛ بمثابة حرمان جماعة الإخوان المسلمين من أهم مصادر تمويل التنظيم السرية في أوروبا.
- إنّ منظمة الإغاثة الإسلامية حصلت على ملايين الدولارات خلال السنوات السابقة من أموال دافعي الضرائب في أوروبا ومن مؤسسات دولية وحكومية أوروبية رسمية وشبه رسمية كدعم لتمويل الأعمال الإنسانية والخيرية.
- تؤكد تقارير عدة ومختلفة بأن منظمة الإغاثة الإسلامية، تورطت باستخدام أموال وتبرعات لتمويل بعض الهيئات والمؤسسات التابعة لجماعة الإخوان المسلمين داخل أوروبا وخارجها.
- هناك تقارير تتحدث عن تورط منظمة الإغاثة الإسلامية بتمويل نشاطات لجماعات مصنفة إرهابياً تحت ستار العمل الخيري والإنساني.
- نظراً لوجود ثغرات كثيرة وخطيرة في النظام المالي والقانوني الناظم لعمل منظمات المجتمع المدني؛ ينتشر في أوروبا عدد كبير من المنظمات والجمعيات التي تتشابه مع منظمة الإغاثة الإنسانية الإسلامية، وبهذه الثغرات القانونية والمالية؛ ستستفيد تلك المنظمات في عملها ونشاطها بدعم وتمويل التطرف والإرهاب بطرق شتى.
- اعترفت منظمة الإغاثة الإسلامية بقيام قيادات بالمنظمة بتصريحات داعمة لتنظيمات إرهابية! كما دعم بعض أعضاء المنظمة لخطابات الكراهية والحض على التطرف عبر المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي.
- من خلال مقارنة سريعة بين أنشطة وطرائق عمل وخطاب منظمة الإغاثة الإنسانية الإسلامية؛ يتضح التشابه الكبير بينها وبين أجندة جماعة الإخوان المسلمين التي تقود تيار الإسلام السياسي في العالم كله.
- أخطر ما يقلق الجهات المسؤولة عن تلك التحقيقات أن جماعة الإخوان المسلمين والمنظمات التابعة لها؛ بشكل مباشر أو غير باشر أنها تعمل على خلق مجتمع موازٍ في أوروبا وهذه مشكلة تصطدم مع القيم والقوانين الأوروبية.