اعتبر السفير الأمريكي السابق في بيروت “جيفري فيلتمان” أن الاحتجاجات التي شهدها لبنان خلال الأسابيع الماضية، كشفت عن حالة شقاق بين النظامين السوري والإيراني فيما يتعلق في الساحة اللبنانية، مشيراً إلى أن حالة الشك هي المسيطرة على العلاقات بين الحليفين حالياً.
ولفت “فيلتمان” إلى الموقف الصامت للسياسيين اللبنانيين الموالين لسوريا حيال التظاهرات التي استهدفت ميليشيات حزب الله المدعومة إيرانياً، لا سيما صديق الطفولة لرأس النظام السوري وزعيم تيار المردة “سليمان فرنجية”.
كما أشار المسؤول الأمريكي السابق، إلى أن الكثير من السياسيين الموالين لدمشق بشكل مطلق؛ لم يكتفوا بالصمت وإنما أرسلوا أقارب لهم للمشاركة في التظاهرات.
إلى جانب ذلك، أشار الدبلوماسي الأمريكي السابق، إلى أن المظاهرات هزت واجهة حزب الله، الذي كان يعتبر أنه لا يقهر، وسط انتقاد علني غير مسبوق للحزب، مضيفاً: “التطورات على الساحة اللبنانية بينت أن ما كان غير وارد في السابق قد يصبح الآن ممكنا.
إذ يبدو أن وكلاء إيران وسوريا في لبنان قد تباعدوا بعد سنوات من التضامن، خاصةً مع نزول متظاهرين شيعة إلى المظاهرات وعدم الانصياع لدعوات الأمين العام لحزب الله”.
وبين “فيلتمان” أنه على الرغم من أن التوجهات المعادية لميليشيات حزب الله ضمن حاضنته لا تزال واعدة وناشئة وهشة، إلا انها مؤثرة، لا سيما وأن الانتقادات ضد الحزب تتزامن مع ازدياد الدعم الشعبي للجيش اللبناني.
وكان اللبنانيون قد لبوا نداء مجموعة “لحقي”، لاستمرار التظاهرات لليوم الـ 25 على التوالي، فمنذ الساعات الأولى لنهار اليوم الأحد شهدت مدينة طرابلس شمالي لبنان، توجهاً جديداً من المتظاهرين المصرين على تحقيق مطالبهم، حيث انطلقت المسيرات ، للاعتصام أمام منازل السياسيين بالمدينة، في وقت تسود فيه حالة من الفوضى في الأسواق مع ارتفاع أسعار السلع الأساسية.
وقالت مصادر أهلية، لـ “مرصد مينا”: المتظاهرين اتجهوا من ساحة النور في طرابلس للتجمع أمام منازل المسؤولين والسياسيين في المدينة للمطالبة بالتغيير السياسي، إذ تجمع عشرات المتظاهرين أمام منزل النائب “فيصل كرامي”، وسط هتافات تطالب بـ”إسقاط النظام”، وهو الشعار الذي يحمله المحتجون منذ بدء المظاهرات في 17 تشرين الأول الماضي.
وتأتي هذه التحركات اليوم استجابة للتظاهرات التي دعا إليها محتجون تحت اسم “أحد الإصرار” بساحتي رياض الصلح والشهداء في العاصمة بيروت، وأوضحت مصادر لبنانية مطلعة، أن رئيس حكومة تصريف الأعمال “سعد الحريري” أكد عدم قبوله تشكيل حكومة لن تحدث صدمة إيجابية، كما أكدت مصادر أخرى لصحيفة “الجمهورية” أن الرئيس “ميشال عون” قبل بهذا الطرح الذي سيكون مدار بحث فور التفاهم على عنوان التشكيلة الحكومية.
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي.