غزة
تعانى حكومة حماس في غزة من أزمات عالقة ومتراكمة نتيجة الحصار الإسرائيلى وفرض قيود عليها في قطاع غزة من قبل إسرائيل، ومع دخول فيروس كورونا قطاع غزة وتفشيه بين المواطنين، وضعت حكومة حماس أمام معضلة صعبة في كيفية التعامل مع الانتشار السريع للفيروس، وهذا ما جعلها تستغل هذا الظرف وترتكب الأخطاء وتتعدى على مقدرات المواطنين في قطاع غزة، حيث أقدمت حماس في غزة على تحويل أكبر سجن مركزي والمعروف محلياً بسجن أصداء، إلى مركز حجر صحى للمصابين بفيروس كورونا، فيما أعلنت أن سجن أصداء بات جاهزاً من الجوانب الصحية والخدماتية المناسبة للعائدين من الخارج، وباشرت بنقل عدد من المسافرين العالقين الذين وصلوا إلى غزة إليه، إلى جانب ممن ظهرت عليهم الإصابة من غير المسافرين من داخل المدن، ولكن المفاجأة الكبرى التي واجهها المحجورين، وهى الظروف السيئة التي قضاها المحجورين على مدار 21 يوماً فترة الحجر الصحية، وما تخللها من إعتداء بالشتائم وقطع الإنترنت عنهم عدا غياب النظافة في المكان.
وأعلنت الجهات الحكومية والصحية في قطاع غزة في 24 أب/ أغسطس الماضي، عن تفشى وباء كورونا بشكل مفاجئ وكبير بين أوساط الغزيين، وذلك بعد أن رصد إصابة عائلة كاملة من خارج مراكز الحجر في مخيم المغازى للاجئين وسط قطاع غزة، وعلى إثر ذلك أغلق المخيم وشرعت الجهات الأمنية بتقطيع أوصال القطاع، وإعلان حظر التجول إلى هذا الوقت من إعداد التقرير، وسط ظروف صعبة يعيشها المواطنين الغزيين، نتيجة تزايد حالات الإصابة وإرتفاع معدلات الوفاة في صفوف كبار السن.
المواطن منذر سعيد (اسم مستعار)، كان من المحجورين الذين قضوا 21 يوماً في ظروف قاسية داخل سجن أصداء، وبعد أن تأكدت الجهات الصحية خلوه من الإصابة سمح له بالخروج والالتزام البيتي، يقول في حديث مع “مرصد مينا”: كنت في رحلة سفر إلى دولة الإمارات وعدت إلى قطاع غزة، وتفاجأت عند وصولي للبوابة الفلسطينية من معبر رفح، باقتيادي ومجموعة من المسافرين العائدين بحافلة وفى ظروف غير إنسانية إلى سجن أصداء المركزي، حيث المكان الذي لا يرتقى لأن يكون مكان مؤهل نفسياً للحجر الصحي، ولا يملك أدنى مستويات السلامة والصحة والنظافة المطلوبة.
وأضاف المواطن سعيد عندما طلبوا منا النزول إلى بوابة السجن، اعترضت ومجموعة من النساء والرجال على الحجر بداخل هذا المكان، ولكن اعتدوا علينا عناصر حماس الأمنية بالشتائم والتهديد، ووضعوا كل 6 أشخاص داخل غرفة لا تصلح للمكوث بداخلها، حيث الحشرات والروائح الكريهة بداخلها.
وأوضح إن المكان لا تدخله الشمس ولا يمكننا منه رؤية السماء، فقط مكثنا داخل غرفة مغلقة بالأقفال والحديد، فالمكان مخصص للقتلة والمجرمين وليس لحالات الحجر، في حين أن طلبات المحجورين لا تلبى من قبل القائمين على مركز الحجر، فقد انقطع المحجورين لعدة الأيام من التواصل مع ذويهم بعد قطع الانترنت عنهم، عدا التأخر في إيصال الصابون والمعقمات الصحية اللازمة للإستخدام على مدار اليوم للوقاية إلى جانب إرتفاع درجات الحرارة بشكل كبير، وبحسب وصف المواطن فإن المكان الذى حجر بداخله، لا يصلح لأن يكون ملجأ للحيوانات نظراً لإنعدام كافة مقومات المكوث فيه.
وفقاً للنظام العام المتبع من قبل منظمة الصحة العالمية، وكذلك جهات الاختصاص في قطاع غزة، فإنه يمنع حجر مجموعة من الأفراد في غرفة واحدة تحت أي ظرف كان، وينبغي حجر كل شخص وحيداً داخل نطاق معين تطبيقاً للتباعد ومنع تفشي فيروس كورونا، لكن حماس لا ترتقي في أساليبها لأدنى مقومات السلامة الصحية، وتتعامل مع المواطنين باستهتار كبير.
وإلى جانب الإجراءات الصارمة والمرفوضة التي تتبعها حماس بحق سكان قطاع غزة في ظل تفشى الوباء، لم تكتف بتحويل السجون الخاصة بها إلى مراكز للحجر الصحي فقط، ولكن استغلت هذه الظروف وقامت بالاستيلاء على ممتلكات المواطنين في غزة، من فنادق ومتاحف وحتى مدارس خاصة وغيرها من الأملاك الخاصة والعامة وتحويلها لمراكز حجر صحي تحت التهديد.
وتحت عنوان بلطجة عناصر حماس الإجرامية، كتب صاحب فندق المتحف على شاطئ بحر مدينة غزة جودت الخضري على صفحته على فيسبوك، لقد قامت عناصر حماس بزيارة فندق المتحف وأخبرتنا باحتياج الجهات الحكومية والصحية لغرف الفندق، رفضنا في بداية الأمر، وفيما بعد وافقنا على ذلك تحت التهديد، وبعد محاولة من النقاش ورفض بعض المطالب والخضوع لهم، تم نقلى إلى معسكر أمنى تابع لحماس برفقة أبنائي، وتم التعرض لنا بالإهانة والشتائم، وإجباري كمالك للفندق على ترك إدارته لهم.
من جهته إستنكر أبو رامي صاحب إحدى الفنادق السياحية المطلة على شاطئ بحر غزة، من أساليب حكومة حماس الظالمة في الإعتداء على المقدرات السياحية في غزة وتحويلها إلى مراكز حجر صحي، وتدمير موسم الصيف الذى يشكل لهم طوق نجاة.
وأشار أبو رامي في حديث مع “مرصد مينا”: أن مجموعة من داخلية حماس الأمنية قدمت إلى الفندق، وأجبرت العاملين بداخله على التزام بيوتهم وتسليم الفندق وتحويله لمركز حجر، ووضعت العاملين في ظروف معيشية صعبة قطعت في إجراءاتها التعسفية مصدر رزقهم الذي يعتاشون وعائلاتهم منه، وتركتهم بلا مصدر دخل.
وتساءل أبو رامي، من سيحمى الأشياء الثمينة التي يحتويها الفندق من أثار وأطقم نوم فاخرة وغيرها في ظل حالة الإستباحة وعدم الانضباط بداخل الفندق، داعياً الجهات الأمنية للتراجع عن أساليبها في التعدي على مقدرات المواطنين تحت التهديد، والبحث عن أماكن خاصة بها لحجر المصابين، خاصة وإن انتشار الوباء يزداد ولا يعرف متى سيتم إيجاد حل للظروف التي نعيشها، مع استمرار إغلاق كافة الفنادق والمنشآت الاقتصادية الأخرى العاملة، والتي كبدتنا خسائر مالية كبيرة.
وتدير حماس أزمة كورونا بمجموعة صبية لا يمتلكون أدنى مقومات المهنية والمسؤولية، فهم يضربون بعرض الحائط مناشدات ومطالبات ودعوات المواطنين برفع يدها عن ممتلكات المواطنين، والتخفيف من مصابهم وما هم به من ضائقة اقتصادية وأوضاع معيشية مزرية، تحت حكمها منذ أكثر من 14 عاماً.
وحاول مراسل “مرصد مينا”: في غزة، التواصل مع مسؤولين أمنيين قائمين على متابعة مراكز الحجر الصحي، للوقوف على الظروف القاسية التي يشتكي منها المواطنين سواء من هم في مراكز الحجر أو أصحاب المنشآت التي تمت مصادرتها، لكن هواتفهم النقالة مغلقة، ولا يستجيبون لكافة وسائل الإعلام سواءاً المحلية والخارجية.