كشفت مصادر عسكرية في مدينة درعا جنوب سوريا عن وجود صراع علني بين الجيش الروسي وميليشيات حزب الله اللبناني، بهدف السيطرة على معبر نصيب الحدودي مع الأردن، مشيرةً إلى المدينة شهدت خلال الساعات الماضية توتراً أمنياً، بسبب ما وصفته حالة انقسام، بين صفوف الموالين “للأسد”، الذين أدان كل قسم منهم بالولاء لأحد الطرفين المتنازعين.
وبينت المصادر، أن الصراع على المعبر والمناطق الحدودية بين الروس وميليشيات حزب الله، جاء على خلفية رغبة الجانبين بالسيطرة على تهريب وتجارة المخدرات والدخان بين سوريا والأردن، والتي من المتوقع، أن تدر سنوياً أرباحاً طائلة، لافتةً في ذات الوقت إلى أن المخابرات العسكرية والجوية التابعين لنظام الأسد في درعا، تستغل الهجوم المسلّح بينهما لتنفيذ مخططات مفيدة لها.
وأضافت المصادر: “بمجرد دفع مبالغ مالية للميليشيات العسكرية المحسّوبة على إيران أو روسيا والمقرّبة من مسؤولي المعبر، يمكن تصدير مختلف البضائع إلى خارج البلاد، حتى لو كانت من الممنوعات”، مؤكدة أن عمليات التهريب تشمل أيضاً الأسلحة إلى جانب المخدرات.
ويعد معبر نصيب الحدودي ذو أهمية استراتيجية كبيرة من الناحية الاقتصادية على اعتبار أنه بوابة سوريا لتسويق البضائع المحلية نحو الأردن ومنه إلى دول الخليج العربي.
إلا أنه، ومع اندلاع الثورة في سوريا عام 2011، بدأ المعبر الحيوي، يفقد جزءاً كبيراً من نشاطه التجاري وأهميته الاقتصادية، إلى أن توقف بشكل كامل بعد سيطرة قوات المعارضة عليه، قبل أن يعاد تشغيله مجدداً العام الماضي عقب عودة السيطرة قوات نظام “بشار الأسد” على المعبر وكامل المحافظة، بموجب اتفاقية المصالحة، التي وقعت مع فصائل المعارضة التي كانت تنتشر في المدينة، برعاية أمريكية- روسية.
وكانت المنطقة الجنوبية من سوريا قد شهدت خلال الأسابيع الماضية، العديد من الصدامات بين بقايا قوات المعارضة، التي لا تزال تنتشر في بعض مناطق درعا والسويداء، وبين قوات النظام مما أسفر عن وقوع عدد من القتلى بينهم قادة أمنيين وعسكريين تابعين للأخيرة.
إلى جانب ذلك، أكد ناشطون معارضون من المنطقة، وجود نزاعٍ كبير وصراع نفوذ بين القوات المدعومة إيرانياً وبين الجيش الروسي الذي يعتبر المسيطر الفعلي على جنوب سوريا بموجب اتفاقيات المصالحة التي رفضت دخول القوات الإيرانية أو أياً من ميليشياتها إلى مدينة درعا.
وأكدت ذات المصادر، أن الكثير من القتلى بين الجانبين سقطوا جراء عمليات اغتيالٍ غامضة، لم تتبناهى إلى الآن أي جهة، ما يشير من وجهة نظرهم إلى أن الخلافات بين روسيا وإيران أعمق من ما يتم تداوله على وسائل الإعلام.
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي.