ازدحمت التقارير الإعلامية الأمريكية والإسرائيلية بداية اعلان خطة ترامب للسلام في الأراضي المحتلة، بمناقشة حيثيات الصفقة ومنافعها على إسرائيل مندفعين بثناء واعتزاز رسمي حكومي من قبل قادة البيت الأبيض وقيادات إسرائيل الني كانت حاضرة لحظة إعلان الخطة (بنيامين نتنياهو وبينت) في محاولة لاستثمار كلا الجانبين للخطة في توقيت خاص يسمح لهم بالهروب من أزمات داخلية يواجهونها.
ومع تعالي أصوات الرفض العالمي للصفقة وتنديد كثير من البيانات الرسمية لدول المنطقة والعالم بخطة ترامب وعلى رأسهم الروس والأوربيون الذين أبدوا امتعاضاً ضمنيّا، ومن جهة مغايرة انطلقت أصوات إسرائيلية رافضة ومحذرة من خطة ترامب وموافقة نتنياهو عليها وفقاً للإعلام العبري الذي تناقل القضية وتباحث فيها مع مفكرين ومحللين إسرائيليين.
فقد اعتبر فريق المحللين الإسرائيليين أن “صفقة القرن” أعادت فجأة القضية الفلسطينية إلى موقع الصدارة ولن تصب في مصلحة إسرائيل ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو شخصيا، على عكس توقعاته.
وقال المحلل إيهود يعاري عبر القناة 12 العبرية عقب انتهاء اجتماع جامعة الدول العربية عن الرئيس محمود عباس إن “أضعف رئيس (عباس) سيطر على زعماء المنطقة (القادة العرب)، وجرهم إلى إصدار بيان يرفض صفقة القرن”.
وأضاف أن “هذه صفعة لنتنياهو، وهذا إنجاز كبير على المستوى العربي لأن بيان الجامعة العربية سيمهد لاستصدار قرار من القمة الإسلامية والأمم المتحدة لرفض (صفقة القرن)، وإذا تم ذلك فإنه سيعني وفاة الصفقة قبل أن تعيش“.
واعتبر محللون آخرون أن الصفقة تعكس جهل صانعيها بالوقائع على أرض الصراع العربي الإسرائيلي، وأن نتنياهو سيخسر أصوات الناخبين نتيجة إعلان الصفقة.
من جهتها، سخرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية من نتنياهو بقولها إنه “لن يستطيع ضم الضفة وفقط استطاع ضم السجينة الإسرائيلية نعمة يسهار”.
وقال المحلل العسكري روني دانييل إن “أصحاب المليارات الأمريكيين جاؤوا ليجربوا عقد صفقاتهم علينا، وكأننا دمى ويقامرون علينا”.
وأضاف: نتنياهو ذهب إلى صفقة القرن وحدث معه العكس – قالوا له توقف عن ضم الضفة، والمستوطنون أعلنوا أنهم لن يقبلوا بمنح الفلسطينيين 70%، بالتالي يفقد أصوات المستوطنين والعرب وتحول كل شيء ضده”.
وفي ذات السياق، أشار معلق الشؤون السياسية في قناة 12 “أمنون أبراموفيتش” إلى أن “من كتب الصفقة لا يفقه شيئا في الواقع، ففريدمان وكوشنير وغرينبلات منفصلون عن الجغرافيا، ومن ثم أن صفقة كهذه تحتاج لاستفتاء شعبي لسنوات لتنفذها. حتى النفق بين ترقوميا – بلدة في الضفة الغربية – وغزة يحتاج لعشرات المليارات وعشر سنين”.
وأكدت الصحافية ” رينا متسليح ” أن ترامب أعاد وضع القضية الفلسطينية على رأس أولويات الحملة الإعلانية الانتخابية الإسرائيلية بعد أن ظن الإسرائيليون أنهم تجاوزوا هذه النقطة، وأنه لم يعد هناك شيء اسمه القضية الفلسطينية في الحملات الانتخابية”.
وأضافت: “عادت القضية الفلسطينية من أوسع الأبواب إلى الحملة الدعائية الإسرائيلية الانتخابية، وأوضح ترامب من دون أن يدري أن في إسرائيل يسارا ويمينا، يسار يريد دولة فلسطينية، ويمين لا يريد دولة فلسطينية. أما حزب الوسط “أزرق-أبيض” فلا داعي لوجوده أساسا لأن العمل السياسي لا يحتاج إلى زينة حزب وسط، فإما أن تكون يسارا، أو تكون يمينا”.