العقيد “يوسف الجادر”، الملقب بـ”أبو الفرات”، كان اسماً عادياً، حاله حال أي شخص سوري حتى مطلع العام 2011، أي إلى حين اندلاع الثورة السورية ضد نظام “بشار الأسد”، ليتحول العقيد المنشق، إلى واحدة من الإيقونات القليلة في عمر الثورة، التي اتفق عليها السوريين، واتخذوا من ذكرى مقتله؛ مناسبة سنوية يستذكرون فيها قضيتهم وقضية بلادهم.
في الخامس عشر من كانون الأول، يحيي السوريون الذكرى السابعة لمقتل العقيد المنشق “أبو الفرات”، أثناء المعارك الدائرة مع قوات النظام السوري في مدينة حلب، حيث استهدفت مدفعية النظام موقعاً للجيش السوري الحر في المدينة أثناء تواجد “أبو الفرات” ومجموعة من القادة العسكريين، ما أدى إلى مقتلهم جميعاً.
لم يكن الإجماع السوري على شخصية العقيد “الجادر” فقط من كونه من أوائل الضباط المنشقين عن قوات النظام، وإنما كون اسمه ارتبط أيضاً، بسلسلة الانتصارات التي حققها الجيش الحر في جبهة مدينة حلب، والسيطرة على معظم أنحاء المحافظة، ما دفع الكثير من السوريين إلى اعتباره أحد أوجه الثورة الجميلة والنقية، قبل أن تطلخها التدخلات الخارجية، التي أوصلت الحال بهم وبثورتهم إلى ما هو عليه اليوم.
على مواقع التواصل الاجتماعي أحيا أيضاً الناشطون السوريون ذكرى “أبو الفرات”، على طريقتهم، حيث غرد الناشط “علاء الدين الشامي”: “في ذكرى استشهادك أقول ، كم نفتقد أمثالك اليوم بيننا ، رحمك الله وحشرك مع الشهداء والصالحين، يوسف الجادر أبو الفرات”.
كما غرد الناشط “عبد الرزاق فضل”: “الذكرى السابعة لرحيل أيقونة الثورة و الجيش الحر القائد العقيد يوسف الجادر أبو الفرات الرحمة لروحك الطاهرة يا بطل”.
أما الناشط السوري المعارض “ماجد عبد النور” فقد غرد: “لو عرف المؤيدون معدنك لبَكوك دهراً، أنت الوطن الذي كنا نحلم به ، أنت التغيير الذي كنا ننشده ، أنت الإخلاص الذي نفتقده ، أنت الإيمان بعدالة القضية وصدقها ، أنت البوصلة التي تِهنا من بعدها في غياهب النفاق والتآمر، أبو الفرات، ذكرى الرحيل”.
إلى جانب ذلك استذكر مجموعة من الناشطين بعض الكلمات التي كان “أبو الفرات يرددها”، حيث كتب الناشط “أحمد بريمو” آحر ما قاله العقد “الجادر” قبل مقتله: “هي الدبابات دباباتنا، وهاد العتاد عتادنا، والله العظيم كل ما بشوف واحد منن مقتول بزعل”.
كما استغل عدد آخر من الناشطين فرصة إحياء ذكرى العقيد ” الجادر” للتذكير بعدد من رفاقه الراحلين، على رأسهم “عبد الباسط ساروت” و”عبد القادر الصالح”.
العقيد “يوسف الجادر” من مواليد مدينة منبج بريف حلب، عام 1970، التحق بالكلية الحربية في مدينة حمص، وتخرج منها عام 1990 برتبة ملازم، وبقي في الخدمة العسكرية، حتى اندلاع الثورة السورية، ليعلن انشقاقه عن قوات النظام وانضمامه للشعب الثائر ضد حكم نظام “بشار الأسد”.
شغل العقيد “الجادر” قبيل انشقاقه عن قوات النظام منصب قائد كتيبة مدرعات، ليقود بعد انشقاقه إحدى التشكيلات العسكرية المعارضة في مدينته منبج، ويشارك في عملبات تحرير ريف حلب، إلى جانب عملية السيطرة على حيي سيف الدولة وصلاح الدين، بالإضافةِ إلى تحرير مدرسة المشاة بتاريخ 13 كانون الأول 2012، قبل مقتله بيومين فقط.
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي.