تصريحات جديدة يطلقها رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، “أفيف كوخافي”، تهدد بمزيد من التوتر على الحدود الشمالية، لا سيما مع اعتباره أن الدولة البنانية ستكون مسؤولة عن أي اعمال عسكرية تقوم بها ميليشيات حزب الله المدعومة من إيران.
كما يضيف “كوخافي”: “الجيش الإسرائيلي يملك آلاف الأهداف في لبنان ولديه قدرات واسعة لتدميرها”، واصفاً لبنان بأنه بات رهينة بيد حزب الله، وأن الدولة اللبنانية باتت فاقدة للسيطرة على أجهزتها بكامل اختصاصاتها، وتحديداً من الناحية الأمنية.
يشار إلى أن تصريحات “كوخافي” تأتي بعد أسابيع قليلة من تصريحات مشابهة أطلقها وزير الدفاع الإسرائيلي، “بيني غانتس”، واكد خلالها على أن لبنان بأكمله سيدفع ثمن مغامرات حزب الله في حال قرر الأخير استهداف الجيش الإسرائيلي.
ترسانة صاروخية وأحياء سكنية
ضمن تصريحاته، يتهم “كوخافي” حزب الله بامتلاك آلاف الصواريخ والقذائف التي قد يستخدمها في حربه مع إسرائيل، مشيراً إلى أن تلك الترسانة الصاروخية يحتفظ فيها الحزب في مناطق سكنية ومأهولة.
كما يؤكد المسؤول العسكري الإسرائيلي، على أن الجيش لن لن يتردد بالقصف بقوة في يوم تنطلق فيه عمليات، في أي مكان فيه أسلحة أو عدو أو بنى تحتية تتبع الدولة وتخدم الحزب، مضيفاً: “حكومة لبنان والدولة مسؤولتان عن تغيير الوضع وتتحملان كامل المسؤولية عن أي عمل يقوم به حزب الله ضد الإسرائيليين”.
في السياق ذاته، يحمل “كوخافي” الدولة اللبنانية المسؤولية عن عدم تطبيق قرار مجلس الأمن 1701، الخاص بنزع سلاح حزب الله وحصر الأسلحة بأجهزة الدولة اللبنانية.
تعليقاً على تصريحات “كوخافي”، يشير المحلل السياسي “ميشال بوصعب” إلى أن إسرائيل تبدي جدية أكبر في مواجهة أي هجوم محتمل من قبل حزب الله، معتبراً أن لبنان واللبنانيين سيكونوا المتضررين الفعليين والحقيقيين في حال قيام أي مواجهات من هذا النوع.
كما يلفت “بوصعب” إلى وجود نوع من المبالغة الإسرائيلية في قوة الترسانة الصاروخية لحزب الله وحتى بقوته العسكرية، خاصة بعد 10 سنوات قضاها متورطاً في الحرب السورية، والتي أفقدته كماً كبيراً من تلك القوة، خاصةً مع الغارات الإسرائيلية المتكررة، التي تطاله داخل الأراضي السورية، معتبراً أن الحزب لن يكون في موضع القادر على الدفاع عن مناطق سيطرته داخل لبنان في مواجهة أي هجوم إسرائيلي.
استعدادات لحرب قد لا تقوم
يرى الباحث في الشؤون اللبنانية، “حسين الأحمد” أن احتماليات قيام الحرب بين الجانبين بناءاً على ظروفهما الداخلية، تبقى منخفضة إلى حد كبير، موضحاً: “الحزب منهك القوى ومتعدد الجبهات، داخلياً وخارجياً وانخراطه في الحرب السورية أفقده قدرته على القيام بمغامرات غير محسوبة كما كان عليه الأمر قبل 11 عاماً، وعلى الجانب الإسرائيلي حالة اقتصادية متراجعة وأزمة سياسية غير مسبوقة وحكومة غير مستقرة، كل ذلك لا يساعد على قيام حرب، إلا في حالة وجود مستجدات وأحداث غير متوقعة”.
التصريحات الإسرائيلية والتحركات التي تقوم بها ميليشيات حزب الله، يصنفها “الأحمد” ضمن مبدأ الاستعداد للحرب يلغيها، على اعتبار أن كلا الجانبين غير جاهز فعلياً لخوض تلك الحرب، حتى وإن كان الجانب الإسرائيلي أكثر استعداداً من الناحية العسكرية والأمنية، لافتاً إلى أن سيناريو الحرب سيكون كفيل بتدمير ما بقي من لبنان وشعبه وكيانه واقتصاده.
يذكر أن لبنان يواجه أصعب أزمة اقتصادية في تاريخه بعد الانهيار الكبير في سعر صرف الليرة مقابل الدولار، الذي سجل 15 ألف ليرة للدولار الواحد، وسط ارتفاع معدلات الفقر والبطالة، إلى جانب استمرار الأزمة السياسية، المتمثلة بعرقلة تشكيل الحكومة الجديدة بسبب خلافات بين الرئيس “ميشال عون” ورئيس الحكومة المكلف، “سعد الحريري”.
تدريبات ومناورات بالقرب من الحدود السورية واللبنانية
وسط التصريحات متصاعدة النبرة والحدة، يكشف المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، “أفيخاي أدرعي” عن أن الجيش أنهى الخميس، مناورات عسكرية بالذخيرة الحية استغرقت 3 أسابيع في مرتفعات الجولان السوري، وتحاكي مواجهة على جبهتي سوريا ولبنان.
ويلفت “أدرعي” إلى أن المناورات شملت كافة تشكيلات الجيش، مضيفاً: “الوحدة المتعددة الأبعاد، وهي ما تعرف بوحدة الأشباح، أنهت تمرينًا استمر ثلاثة أسابيع تضمن سلسلة من التدريبات بالذخيرة الحية”، مشيراً إلى أنه تمت مشاركة سلاح الهندسة وتحديدًا وحدة المهمات الخاصة فيها، التي خاضت لأول مرة أساليب قتالية وتكتيكا حربيا وتدريبات حول كيفية التعامل في المناطق المزروعة بالعبوات الناسفة والقتال في المناطق المبنية والمحصنة في السيناريوهات الشمالية، على حد قول المتحدث.
التدريبات العسكرية الإسرائيلية، وحسب وجة نظر “الأحمد”، لا تستهدف حزب الله بشكل مباشر، بقدر استهدافها للانتشار الإيراني والوحدات التابعة للحرس الثوري على خط الحدود مع سوريا تحديداً، مشيراً إلى أن الخطر الأكبر بالنسبة للجانب الإسرائيلي هو وجود قواعد إيرانية تابعة مباشرة للحرس الثوري وليس انتشار حزب الله.