المخابرات التركية تخترق المظاهرات في طرابلس وتلتف على مطالب الليبيين
مرصد مينا ليبيا
وجدد المشاركون في هذا حراك الشعبي بالعاصمة الليبية طرابلس، التأكيد على مطالبتهم برحيل السراج، مرددين شعار “ارحل، ارحل”، ثم تطور الأمر حتى وصل إلى الإعلان عن عصيان مدني في كامل شوارع العاصمة طرابلس، وإمهال السراج 24 ساعة لإعلان استقالته احتراما للشعب.
وتوسعت دائرة الاحتجاجات لتشمل عدة مدن أخرى في غرب ليبيا، منها مدينة صبراتة ومزدة، وذلك في الوقت الذي كشفت فيه مصادر ليبية النقاب عن هوية الذين أطلقوا النار على المتظاهرين السلميين في العاصمة طرابلس.
وأكدت أن ميليشيات “النواصي” و”الردع” هي التي تكفلت بقمع المظاهرة السلمية التي خرجت في العاصمة طرابلس، حيث أطلقت النار على المتظاهرين، كما قامت بحملة اعتقالات واسعة، إلى جانب غلق الشوارع الرئيسية وسط العاصمة.
وبالتوازي مع ذلك هاجم إحميدة الجرو، الناطق باسم ميليشيا “الصمود”، فايز السراج، حيث وصفه في تدوينة له بأنه “شخص كاذب ولا يصلح لقيادة بلدية وليس (قيادة) بلد”، كما وصف كلمته بـ “الهزيلة والمرتبكة”.
ويأتي هذا التطور فيما كشفت مصادر أمنية ليبية أن فايز السراج استنجد بالمخابرات التركية المُتمركزة في العاصمة طرابلس، لاختراق الحراك الشعبي العفوي من خلال عناصر موالية ترفع مطالب تتماشى معها، وبمحاولة صناعة قيادة لهذا الحراك تكون موالية للسراج.
الاندساس في الحراك الشعبي
وذكرت صحيفة “المرصد الليبي”، نقلا عن مصادر أمنية ليبية لم تذكرها بالاسم، قولها إن شعبة المخابرات التركية في العاصمة طرابلس عقدت اجتماعا الثلاثاء في قاعدة معيتيقة تلاه آخر في قاعدة أبوستة مع قيادات ليبية لمجموعات مسلحة، أوعزت إلى عناصرها بالاندساس في الحراك الشعبي وتحوير مسار مطالبه السياسية والاجتماعية.
ولفتت الصحيفة إلى أن المخابرات التركية منزعجة جدا من شعارات المواطنين وهتافاتهم ضد استيلاء تركيا على الأموال وشفطها من حكومة الوفاق، إضافة إلى دفع عشرات الملايين للمرتزقة السوريين”.
وأشارت إلى أن التوجيهات التركية تقضي بالتقليل من الهتافات والشعارات المنددة بالسراج والمرتزقة السوريين وتردي المعيشة وإعلاء شعارات أخرى منها المطالبة بإعادة فتح موانئ النفط فورا بنفس الترتيبات السابقة.
وتفيد المعطيات المتوفرة أن شعبة المخابرات التركية أوصت خلال اجتماع صباح لها خلال هذا الاسبوع بأن يتم احتواء الحراك الشعبي في طرابلس والسيطرة عليه من خلال الدفع إليه بعناصر داعمة لحكومة الوفاق أو مرتزقة يتم تكليفهم بمهمة التظاهر لدعم السراج
وقالت المصادر أن التوصية التي هي من تركيا، تقضي أن يتم اختراق الحراك العفوي والسيطرة عليه من خلال قيادة من داخل حكومة الوفاق وجماعة الإخوان تزعم أنها المسؤولة عنه، على أن يتم تغيير وجهة شعارات الحراك من الدعوة الى الإطاحة بحكومة الوفاق والتنديد بفسادها وفشلها الى التنديد بالجيش الوطني وقائده المشير خليفة حفتر والبرلمان وتحميلهما المسؤولية عن انهيار الخدمات وإفلاس المواطنين بسبب غلق الحقول والموانئ النفطية.
وتابعت أن الأتراك كانوا منزعجين من الشعارات المرفوعة ضد تدخل بلادهم العسكري في ليبيا وضد المرتزقة السوريين ومتعددي الجنسيات، وعبروا عن مخاوفهم من اتساع وتيرة الرفض الشعبي لوجودهم في طرابلس والغرب الليبي بعد أن حاولوا إقناع العالم بأنهم ضيوف مرحب بهم.
وأوضحت المصادر أن اجتماعا ثانيا انعقد داخل القاعدة العسكرية البحرية أبوستة مع عدد من أمراء الحرب وذلك بهدف احتواء الغضب الشعبي وحضره عدد من قيادات وزارة داخلية الوفاق.
وأبرزت أن الأتراك أكدوا أن على الجهات الداعمة لحكومة الوفاق أن تخرج الى الشوارع والساحات وتفتك قصب المبادرة وترفع شعارات ضد الجيش وتجعل الحراك امتدادا لما يسمى عملية ” بركان الغضب “
وأضافوا أنهم يمكن دفع أجور لمن يتم تكليفهم بالاختراق، وجلب البعض منهم من مدن أخرى، وإخراج جرحى بركان الغضب وكبار السن والأطفال للمشاركة في مسيرات مضادة في ميدان الشهداء.
كما دعت المخابرات التركية الى أن يقوم مقربون من حكومة الوفاق بالاندساس في مسيرات حراك 23 أغسطس ورفع شعارات تحمل الجيش وقيادته المسؤولية عن تردي الأوضاع في طرابلس والبلاد عموما.
وطالبت المخابرات التركية عناصر الميلشيات بارتداء ملابس مدنية واختراق المسيرات، مشددة على ضرورة اختطاف العناصر المؤثرة في الاحتجاجات واستبعادها من المشهد.
ووفق المصادر فإن توصيات وصلت من أنقرة الى شعبة مخابراتها في ليبيا بضرورة السيطرة على الحراك واحتوائه لأنه يمثل ضربة قاصمة لحكومة الوفاق ولتحالفها مع نظام أردوغان.
وقالت المصادر أن رئيس المخابرات التركية هاكان فيدال يشرف بنفسه على متابعة التطورات الميدانية لاحتجاجات طرابلس ويبلغ بها القصر الرئاسي أولا بأول، كما كان له اتصال بفتحي باشاغا وزير داخلية الوفاق المفوض لتدارس الوضع في طرابلس وتقديم نصائحه لمواجهة احتجاجات الشارع.
غلق مواقع التواصل الاجتماعي
وأكد مصدر أمني رفيع، أن المخابرات التركية منزعجة من الشعارات والهتافات ضدها، وضد استيلائها على ثروات ليبيا، وضد دفع الملايين للمرتزقة السوريين الموالين لها. وأشار المصدر إلى أن التوجيهات التركية تطالب بالسيطرة على المتظاهرين بتوجيههم إلى شعارات أقل معارضة، والتركيز على أخرى، مؤيدة لحكومة الوفاق أو قريبة منها، كالمطالبة بإعادة فتح موانئ النفط فورا في حال ارتفاع وتيرة الاحتجاجات، فإن الأتراك أمروا بغلق مواقع التواصل الاجتماعي وفرض رقابة صارمة على وسائل الإعلام المحايدة مقابل توجيه الرأي العام عبر أبواق داعمة للمحور القطري التركي الإخواني.
وفي هذا السياق، تداول نشطاء ومستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي صورًا لعدد من المتظاهرين في مدينة طرابلس يتبعون ويؤيدون حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج ويرفعون شعارات مؤيدة لها. واستبدلت الشعارات المناهضة للمجلس الرئاسي التي تم رفعها من قبل المتظاهرين خلال اليومين الماضيين إلى شعارات داعمة للسراج وحكومته منها “نعم للشرعية الوفاق، نعم لرجال البركان، افتحوا النفط “
كما كان واضحا أن موالين لحكومة الوفاق نفذوا توصيات المخابرات التركية كاملة، ورفعوا صورا ولافتات تستهدف الجيش والقيادة العامة وتدافع عن حكومة السراج وتمجد الميلشيات والغزاة الأتراك.