توصلت الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا إلى اتفاق يقضي بوقف عملية نبع السلام التي تشنها تركيا في عمق الشمال السوري منذ نحو أسبوع.
وتوصلت الدولتان “الزميلتان” في حلف شمال الأطلسي “الناتو” إلى اتفاق بشأن المنطقة الآمنة شمال سوريا والتي تصر تركيا على إنشائها، إضافة لوضع الأكراد الذين شكلوا فيما مضى تهديداً للأمن القومي التركي من وجهة نظر أنقرة.
أنقذنا الأكراد من القتل
وفي مؤتمر صحفي للرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” أعلن فيه عن وقف القتال شماليّ سوريا، قال ترامب إن أمريكا أنقذت الأكراد من القتل، في إشارة منه إلى أن وقف العملية القتالية هي بمثابة مساعدة للأكراد، الجملة التي نظر الشعب الكردي إليها بحنق.
وأعلنت قيادات كردية التزامها بوقف إطلاق النار، لكنها أكدت جاهزيتها للرد وحماية نفسها في حال تعرضت لهجوم، بينما قال وزير الخارجية التركي “مولود تشاووش أوغلو” إن بلاده علقت العملية العسكرية وسوف تراقب انسحاب المنظمات الإرهابية من الحدود الجنوبية لتركيا، ويقصد هنا القوات الكردية المسلحة.
وصرّح الرئيس الأمريكي قائلا: “الاتفاق على وقف إطلاق النار في سوريا مع تركيا هو نتيجة مذهلة، …، أردوغان رجل صعب المراس وقد فعل الشيء الصحيح”.
واعتبر الرئيس الأميركي “دونالد ترامب” أن هذا “يوم عظيم لتركيا والأكراد”، معلنا أن العقوبات “لم تعد ضرورية” على تركيا، كما شدد ترامب خلال حديثه، على أن بلاده ستواصل مساعيها لهزيمة تنظيم داعش الإرهابي.
البيان التركي الأمريكي المشترك
وفي البيان الذي أُعلن فيه عن وقف العملية العسكرية أكدت الولايات المتحدة وتركيا علاقتهما كزميلين في حلف الناتو، و”تتفهم الولايات المتحدة المخاوف الأمنية المشروعة لتركيا على الحدود الجنوبية لتركيا”.
كما جاء في البيان المشترك التركي الأمريكي: ” توافق تركيا والولايات المتحدة على أن الظروف على الأرض ولا سيما شمال شرق سوريا، تتطلب تنسيقاً أوثق على أساس المصالح المشتركة”.
وتابع البيان المشترك لوقف العملية العسكرية التركية شمالي سوريا: ” تظل تركيا والولايات المتحدة ملتزمتين بحماية أراضي الناتو وسكان الناتو من جميع التهديدات بفهم متين لـ “واحد للجميع والجميع للواحد”.
وأكد البيان على التزام البلدان بدعم حياة الإنسان وحقوق الإنسان، وحماية المجتمعات الدينية والعرقية، إضافةً لالتزام تركيا والولايات المتحدة بمحاربة أنشطة داعش شمالي شرق سوريا؛ وسيشمل ذلك التنسيق بشأن مرافق الاحتجاز والمشردين داخلياً من المناطق التي كان يسيطر عليها تنظيم الدولة الإرهابي “داعش” سابقًا بحسب ما تقتضيه الحاجة.
واتفقت تركيا والولايات المتحدة الأمريكية على أن عمليات مكافحة الإرهاب يجب أن تستهدف فقط الإرهابيين ومخابئهم ومواقعهم والأسلحة والمركبات والمعدات الخاصة بهم.
كما أورد البيان المشترك التركي الأمريكي؛ إعلان الجانب التركي التزامه بضمان سلامة ورفاهية سكان جميع المراكز السكانية في المنطقة الآمنة التي تسيطر عليها القوات التركية “المنطقة الآمنة”، وأكد البيان من جديد أنه سيتم ممارسة أقصى درجات الحرص حتى لا تسبب أي ضرر للمدنيين والبنية التحتية المدنية.
وأكد البلدان التزامهما بالوحدة السياسية والسلامة الإقليمية لسوريا والعملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، والتي تهدف إلى إنهاء النزاع السوري وفقًا لقرار مجلس الأمن رقم 2254.
كما اتفقت تركيا والولايات المتحدة الأمريكية على استمرار أهمية وفعالية سلامة المنطقة من أجل معالجة المخاوف الأمنية القومية في تركيا، لتشمل إعادة جمع الأسلحة الثقيلة من وحدات حماية الشعب وتعطيل تحصيناتهم وجميع مواقع القتال الأخرى.
ونص البيان المشترك بشكل صريح على تنفيذ القوات المسلحة التركية للمنطقة الآمنةشمالي سورية، من ثَم سيزيد الجانبان تعاونهما.
وتعهدت تركيا بحسب البيان الأمريكي التركي المشترك بإيقاف عملية نبع السلام مؤقتًا للسماح بسحب وحدات حماية الشعب من منطقة البيع خلال 120 ساعة، وبعدها سيتم إيقاف عملية نبع السلام عند الانتهاء من هذا الانسحاب.
وبمجرد إيقاف عملية نبع السلام، توافق الولايات المتحدة على عدم مواصلة فرض العقوبات على تركيا بموجب الأمر التنفيذي الصادر في 14 تشرين الأول 2019، بحظر الممتلكات وتعليق دخول أشخاص معينين مسؤولين عن العملية العسكرية (الشخصيات التركية التي شملتها العقوبات الأمريكية الأخيرة).
كما سيتم التشاور مع الكونغرس الأمريكي حسب الاقتضاء، للتأكيد على التقدم المحرز في تحقيق السلام والأمن في سوريا، وفقًا لقرار مجلس الأمن رقم 2254، و بمجرد إيقاف عملية نبع السلام وفقًا للفقرة 11، يتم رفع العقوبات الحالية بموجب الأمر التنفيذي السالف الذكر، وختم البيان بـ “ملتزمون بالعمل معًا لتنفيذ جميع الأهداف المحددة في هذا البيان”.
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي.