أودى انفجار مخلفات قنابل عنقودية لمقتل طفل في درعا جنوبي سوريا، قنابل كان النظام قد ضربها إبان سيطرة المعارضة، وتحولت إلى أداة قتل جديدة تهدد حياة السوريين لاسيما الاطفال منهم بحسب ما يؤكده ناشطون من المنطقة.
مصادر محلية في مدينة درعا أكدت لمرصد مينا، أن القنبلة المنفجرة تعود إلى عدة سنوات سابقة، ألقاها النظام بالقرب من مخيم درعا، وانفجرت أثناء لهو مجموعة من الأطفال بالقرب منها، ما أدى إلى مقتل طفل وإصابة آخر.
خطر قد يمتد إلى عشرات السنين
الناشط في مجال الدفاع المدني، “أسعد”، الذي رفض الكشف عن اسم عائلته لضرورات أمنية، كشف لمرصد مينا أن الكثير من المناطق السورية باتت بمثابة حقول ألغام مزروعة بمئات القنابل التي لم تنفجر، مشيراً إلى صعوبة مواجهة تلك الأزمة بسبب عشوائية قصف النظام وعدم وجود خرائط واضحة للمناطق المستهدفة قد تساعد في أي جهود مستقبلية لنزع تلك القنابل وإتلافها.
كما يشير “أسعد” إلى أن أكثر من 70 بالمئة من تلك القنابل تتركز في مناطق سكنية مأهولة في السكان، لا سيما في حلب ودرعا والرقة وأرياف دمشق، مشدداً على أن معظم ضحايا تلك القنابل هم المدنيين.
من جهتها، كشفت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن القنابل العنقودية أدت إلى مقتل 955 مدني وإصابة 4200 آخرين بإعاقات دائمة، منذ صيف 2018، وحتى منتصف عام 2019، مشيرةً إلى أن طيران النظام السوري والطيران الروسي نفذا ما مجموعه 449 هجوماً باستخدام القنابل العنقودية.
الخطورة الأكبر في ملف القنابل العقودية، يكمن وبحسب ما تشير إليه الشبكة، في أن ما يتراوح بين 10 إلى 40 في المئة من تلك القنابل لم ينفجر بعد، وأن خطره يستمر لعقود قادمة.
وكانت تقارير حقوقية سابقة، قد أشارت إلى أن القنابل العنقودية تسببت عام 2016، بمقتل نحو 860 مدنياً بينهم أطفال، كما تسببت بإصابة آلاف المدنيين الآخرين.
أطفال في دائرة الخطر ..
في سياق حديثه عن الشريحة الأكثر تعرضاً للخطر جراء القنابل غير المنفجرة، يلفت الناشط الطبي، “أبو أحمد الديري” إلى أن الأطفال هم الأكثر عرضة لخطر القتل أو الإصابة، خاصة وأن الكثير منهم لا يملكون أي فكرة عن مخاطر تلك القنابل، والتي غالباً ما تكون مادة للهوهم ولعبهم، لافتاً إلى أن معظم ضحايا تلك القنابل خلال العام الماضي، هم من الأطفال.
كما يوضح “الديري” أن إجمالي ضحايا القنابل العنقودية من الأطفال خلال العام 2019 فقط، وصل إلى 345 طفلاً، وإصابة 107 طفلاً آخرين، مشدداً على ضرورة القيام بدورات توعية للأهالي والأطفال حول خطر تلك القنابل وطرق التعامل معها في حال العثور على إحداها، لا سيما وأنها منتشرة بكثرة في المناطق المدنية.
جريمة حرب موصوفة
الحديث عن استخدام القنابل العنقودية في الحروب عموماً وضد المناطق المدنية خصوصاً، يندرج بحسب الخبير الأمني، “معتز الحسن” ضمن خانة جريمة الحرب، مشيراً إلى أن لا أحد في العالم قادر على تخمين نتائج بقاء تلك القنابل في الأحياء المدينة، لا سيما مع صعوبة الوصول إليها.
ووفقاً للقانون الدولي، يحظر استخدام الأسلحة والهجمات التي تُسبب خسائر عشوائية أو غير متناسبة للمدنيين والأعيان المدنية، بما في ذلك القنابل العنقودية وزراعة الألغام دون خرائط في المناطق السكنية.
كما وصف “الحسن” قضية القنابل العقودية بانها من أخطر التحديات التي ستواجه سوريا مستقبلاً، والتي ستسمر حتى عقود لما بعد نهاية الحرب، مشيراً إلى أنها واحدة من أخطر الانتهاكات التي قام بها نظام “بشار الأسد” خلال سنوات الثورة السورية.