لم تكن قضية هروب الرئيس التنفيذي السابق لتحالف شركتي رينو- نيسان ميتسوبيشي “كارلوس غصن” من اليابان بالحدث الطبيعي أو الاعتيادي، بل أن الحادثة أنتجت حالة من الذهول تارة ومن الاستغراب والملاحقة تارة أخرى، فالعملاق الاقتصادي الكبير “غصن” نجح في تخطي الدولة الاقتصادية اليابان دون أن يشعر به أحد، بل أن ساسة اليابان أصيبوا بحالة من الصدمة عندما أعلن “غصن” عن وصوله الأراضي اللبنانية.
بعضهم شبه الحادثة بأفلام الأكشن الأمريكية، وبعضهم ذهب للاعتقاد بوجود دول كبرى وقفت وراء تهريب غصن من تحت الأعين اليابانية، وفي المحصلة، فإن الغالبية اعتبروا وصول “غصن” إلى لبنان، ضربة قوية لأجهزة الاستخبارات والرقابة في كوكب اليابان.
ولكن بعد قرابة أسبوعين من هروب “كارلوس غصن” ووصوله إلى لبنان، بدأت تتكشف بعض الحقائق، والحقيقة التي تجلت اليوم صادمة ومذهلة ربما، ولكنها أحكيت بكل دقة، ونفذت بكل سرية، وتكللت بالنجاح في نهاية المطاف، فمن هي الجهة التي هربت غصن من اليابان إلى لبنان؟
صحيفة “فيننشال تايمز”، نقلت عن موقع الإخباري للمحاربين القدامى في الجيش الأمريكي تفاصيل ما جرى، وأكدت أن الجهة التي أنقذت “كارلوس غصن في مهمة مستحيلة، هو شخص، أو دعونا نقول ضابط سابق في الجيش الأمريكي، يدعى “مايكل تايلور”، ويرافقه “جوزج زايك”، الذي يعمل بدوره لدى “تايلور”، والآن إليكم التفاصيل.
فقد أكدت الصحيفة أن التخطيط للعملية تطلب شهوراً والسفر عدة مرات إلى اليابان، وأن العملية بدأت باستقلال غصن قطاراً فائق السرعة من العاصمة طوكيو إلى مدينة أوساكا، برفقة تايلور وزايك، بعد أن لبس قناع وجه صُنع له خصيصاً.
وهناك استقل تايلر وزايك طائرة خاصة لمدة 12 ساعة من مطار المدينة إلى مطار أتاتورك في إسطنبول، بعد أن وضعا غصن داخل صندوق كبير يستعمل لنقل الآلات الموسيقية، وفي تركيا، كانت طائرة أخرى بانتظار غصن، لتنقله من إسطنبول إلى مطار بيروت دون أن يرافقه تايلور.
أما، تايلور، فهو وفق شبكة “بي بي سي”، يبلغ من العمر 59 عاما، هو عنصر قوات خاصة أمريكية سابق، خدم في العديد من بلدان الشرق الاوسط، ودخل السجن في الولايات المتحدة بتهمة تقديم رشوة لمسؤول في مكتب التحقيقات الفيدرالي لوقف التحقيق في عقد أبرمته وزارة الدفاع الأمريكية مع شركة تايلور لتدريب القوات الخاصة الأفغانية.
من جانبه، أكد تايلور أن غصن كان رهينة في طوكيو، وهذا ما كان يجب فعله، وأن عملية الهروب كانت ستختلف إذا كانت من كوريا الشمالية أو الصين، بحسب ما نقلت “فيننشال تايمز” عن موقع الإخباري للمحاربين القدامى في الجيش الأمريكي.
من جانبها، فتقول وسائل إعلام يابانية إن من بين الخطوات التي قام بها تايلور خلال مراحل إخراج غصن من اليابان، أنه استقل قطاراً فائق السرعة من العاصمة طوكيو إلى مدينة أوساكا، الواقعة على بعد نحو 500 كم.
وهناك، استقل طائرة خاصة كانت تنتظره في مطار المدينة الذي لا يخضع لإجراءات تفتيش دقيقة، مصطحبا معه غصن بعد أن وضعه داخل صندوق كبير يستعمل لنقل الآلات الموسيقية.
لمحة عن كارلوس غصن
كارلوس غصن، رجل أعمال لبناني يحمل الجنسية البرازيلية والفرنسية ولد في التاسع من مارس 1954 في مدينة بورتو فاليو البرازيلية.
شغل منصب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركتي نيسان اليابانية، ورينو الفرنسية، ورئيس مجلس الإدارة لشركة ميتسوبيشي موتورز، ومنذ يونيو 2013 إلى يونيو 2016 عمل رئيسا لمجلس إدارة مصنع السيارات الروسية أفتوفاز.
بالإضافة إلى ذلك فقد شغل منصب رئيس مجلس إدارة والرئيس التنفيذي لتحالف رينو-نيسان (الشراكة الاستراتيجية لنيسان ورينو التي تمت بناء على اتفاقية مساهمة فريدة من نوعها). استحوذت منتجات هذا التحالف، والذي يضم أفتوفاز وميتسوبيشي، منذ سنة 2010 على ما يقارب من 10% من السوق العالمي إلى أن أصبح عام 2016 واحد من أكبر أربع مجموعات منتجة للسيارات في جميع أنحاء العالم.
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي.