تسير تركيا وفق خطوات ثابتة لتوطيد قوتها العسكرية في أي بقعة جغرافية لحلفائها الذين أصبحوا رهائن سياستها وسياسة إيران، وقطر إحدى تلك الأمثلة الواقعية.
فدولة قطر التي توجهت كلياً للانخراط كليا في المشاريع والمخططات الإيرانية، أفسحت المجال كذلك لتركيا بإقامة قواعد عسكرية على أراضيها بذريعة التحالفات الثنائية.
وفي هذا الإطار، شهدت العاصمة القطرية الدوحة، السبت، افتتاح مقر قيادة القوات المشتركة التركية القطرية بحضور قادة عسكريين من البلدين، ووفق وكالة الأناضول التركية، فقد شارك في مراسم الافتتاح وزيرا الدفاع التركي خلوصي أكار والقطري خالد بن محمد العطية ورئيس هيئة الأركان العامة التركية يشار غولر، ونظيره القطري غانم بن شاهين الغانم.
كما وصل الوزير أكار ورئيس الأركان غولر والوفد المرافق إلى ثكنة خالد بن الوليد التي افتُتحت قبل فترة وجيزة في الدوحة، واستقبل وزير الدفاع القطري الوفد التركي العسكري؛ حيث جرى تنظيم مراسم استقبال عسكرية في الثكنة.
قاعدة الريان، هي قاعدة عسكرية تركية في دولة قطر تم إنشاؤها بموجب توقيع اتفاقية تعاون عسكري في 28 أبريل 2014 بين وزارة الدفاع القطرية ووزارة الدفاع التركية، حيث يتواجد في القاعدة 90 جنديا تابعون لفرقة طارق بن زياد التركية برفقة مدرعاتهم، وتستوعب القاعدة 3000 جندي.
في حين يقول مراقبون عن التطورات السياسية والعسكرية التي يشهدها الخليج العربي، أن قطر أصبحت رهينة كليا للإيرانيين، من الجانب السياسي والاقتصادي، وكذلك أصبحت مرتهنة للأتراك من الجانب العسكري والمالي، مما يجعلها دولة تحت الانتداب المشرع من قبل قادتها.
وألقى أكار، كلمة في قاعة المؤتمرات في هذه المناسبة، شدد فيها على أن تركيا تثبت دائما أنها الصديق وقت الضيق، وفي حضور الوزيرين أكار والعطية، تم توقيع بروتوكول تعاون بين البلدين في ختام المراسم، كما عقد الوزيران مباحثات ثنائية حضرها رئيسا أركان البلدين.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أعلن الرئيس رجب طيب أردوغان من الدوحة انتهاء أعمال تشييد ثكنة خالد بن الوليد، وتعززت العلاقات على المستوى العسكري بين تركيا وقطر، عقب اندلاع الأزمة الخليجية في يونيو/حزيران 2017.
حيث دخلت اتفاقية التعاون العسكري حيز التنفيذ بعد تصديق البرلمان التركي عليها، واعتمادها من الرئيس أردوغان، وبموجب الاتفاقية، تمت إقامة قاعدة عسكرية تركية في قطر، وتنفيذ تدريبات عسكرية مشتركة.
وكانت قد تحدثت صحيفة “حرييت” التركية، أن القاعدة العسكرية الدائمة لتركيا في قطر تتمتع بأهمية تتجاوز العلاقات الثنائية بين البلدين، بسبب “الموقع الذي يعد حاسما في سياسات الخليج والشرق الأوسط والاستراتيجية في مسائل الطاقة”.
وفي السياق ذاته، رأت “حرييت” أن تركيا بامتلاكها قاعدة عسكرية دائمة في قطر “أصبحت قوة موازنة فيما يتعلق بإيران والمملكة العربية السعودية”، مشيرة إلى أن قطر القوة المالية الهائلة، تمتلك أكبر احتياطي للغاز الطبيعي في العالم، ولها حدود برية مع السعودية فقط.
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي.