هددت الولايات المتحدة الصين في حال كانت مسؤولة فعلاً عن فيروس كورونا المستجد، إلاّ أنّ أكابر المخابر الصينية ردت بأن الفيروس طبيعي وهو خارج قدرة البشر على صناعته.
ولكن الكثير من الأقاويل تدور حول مسؤولية الصين عن نشر الفيروس بقصد أو من دون قصد، ومن ثم التكتم عن الوباء الذي اجتاحها، وعن المعلومات الضرورية لإنقاذ البشرية منه.
وفي هذا الوقت، أعلنت السلطات الصينية، مساء الأحد، أنها بدأت تحقيقا رسميا مع نائب وزير الأمن العام في البلاد، سون لي تزيون، في إطار قضية “انتهاك كبير للقانون”.
وأفادت لجنة الدولة للرقابة، أعلى هيئة خاصة بمكافحة الفساد في الصين، في بيان نشرته اليوم على موقعها، بأنها فتحت تحقيقا رسميا مع سون لي تزيون، على ذمة الاشتباه في إقدامه على “انتهاكات كبيرة للنظام والقانون”.
ويجري التحقيق بمشاركة كل من لجنة الدولة للرقابة والهيئة المركزية لرصد مخالفات النظام في الحزب الشيوعي الصيني.
ولم تذكر اللجنة أي تفاصيل أخرى حول القضية وما إذا كانت مرتبطة بجائحة فيروس كورونا التي انتشرت من الصين.
تجري الاستخبارات الأميركية وجميع الجهات الأمنية تحقيقا على أعلى المستويات لتحديد منشأ الفيروس في الصين وتقديم تقرير كامل في الأشهر المقبلة، بحسب ما كشفت قناة “فوكس نيوز” Fox News. وأوضح تقرير للشاشة أن الصين قامت بجهود مبكرة وسريعة للتغطية على هذا الحادث، وهو ما رصدته الاستخبارات الأميركية.
ويشير التقرير إلى ثقة متزايدة في أن تفشي COVID-19 قد نشأ في مختبر ووهان، ولكن ليس لاستخدامه كسلاح بيولوجي ولكن كجزء من محاولة الصين لإثبات مكانة مستوية أو أكبر من قدرات الولايات المتحدة في تحديد ومكافحة الفيروسات.
وكانت وثيقة دبلوماسية أمريكية انتشرت قبل عامين وبالتحديد في عام 2018، تتحدث عن قلة الأمان في المختبرات الطبية الصينية وخاصة الجرثومية المتواجدة في مقاطعة هوبي التي انتشر منها الوباء، لكن الوثيقة التي أرسلت دون أن تحمل طابع “سري” لم تحظى بالاهتمام المطلوب، إلاّ حديثاً وبعد انتشار الوباء في العالم.
من ناحية ثانية ذكرت تقارير استخباراتية المريضة رقم صفر، وهي طالبة ماجستير كانت تجري أبحاثاً في مختبر مدينة ووهان إلاّ أنّ خطأ ما –لا يعرف إن كان مقصود أم لا- نقل إليها الفيروس الطبيعي – كورونا المستجد- توفيت وفي جنازتها أصيب العشرات، تكتمت السلطات الصينية عن الموضوع وحذفت اسم الطالبة من أسماء الباحثين في المختبرلاحقاً.
وأوضح التقرير الأمريكي الحديث، أن وزارة الخارجية الصينية قد استشهدت بتقرير منظمة الصحة العالمية، قائلة إن الفيروس لم يتم إنشاؤه في المختبر، وهو أمر اتفقت عليه المصادر الاستخباراتية. وتابع التقرير أن الاستخبارات تشير إلى انتقال طبيعي للفيروس من دون أن يتم تغييره وراثيًا.
ولا يوجد شيء، وفقا لمسؤولين أميركيين، في العينة الوراثية للفيروس تشير إلى أنه تم تغييره وراثيا كما يحصل في الأسلحة البيولوجية، ولكن تم التعامل معه بشكل غير صحيح. ورجح أحد المصادر أن ما حصل هو “التستر الحكومي الأكثر تكلفة على الإطلاق”.
وقالت المصادر إن “الثقة المتزايدة” تأتي من وثائق وأدلة سرية ومفتوحة. وشددت المصادر – كما هو الحال في كثير من الأحيان مع الاستخبارات – على أنها ليست نهائية ولا ينبغي وصفها على هذا النحو. وما تتفق عليه جميع المصادر هو التستر المكثف على البيانات والمعلومات حول COVID-19 التي نظمتها الحكومة الصينية.
وردا على سؤال من قبل شبكة فوكس نيوز حول هذه التقارير، قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب في مؤتمر صحافي: “نحن نسمع المزيد والمزيد من القصة… ونحن نقوم بدراسة شاملة للغاية لهذا الوضع المروع”.
وكشفت الوثائق حول جهود الصين المبكرة التي بذلها الأطباء في المختبر للتغطية على الحادث في سوق ووهان الرطبة التي تبيع الحيوانات البرية واللحوم والتي تم تحديدها في البداية كنقطة منشأ محتملة، إلا أن التقارير قالت إن هذه السوق لا تبيع أبدا الخفافيش.
وردا على هذا التقرير، قال الجنرال مارك ميلي رئيس هيئة الأركان المشتركة “لدينا الكثير من المعلومات الاستخبارية التي تلقي نظرة فاحصة على ذلك. أود أن أقول فقط في هذه المرحلة، إنها غير حاسمة، على الرغم من أن وزن الأدلة التي يبدو أنها تشير إلى طبيعية الفيروس، لكننا لا نعرف على وجه اليقين”.