أعلنت القوات العسكرية الإسرائيلية عن شن غارات جوية على “أهداف عسكرية” تابعة للحوثيين في اليمن، بما في ذلك “الموانئ والبنية التحتية للطاقة”، وذلك ردًا على اعتراض صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل. وقالت القوات في بيان لها إن طائراتها الحربية نفذت “غارات دقيقة استهدفت أهدافًا عسكرية حوثية في اليمن، بما في ذلك الموانئ والبنية التحتية للطاقة… التي يستخدمها الحوثيون في أنشطتهم العسكرية”، وذلك وفقًا لرواية الجيش. جاء هذا الإعلان بعد وقت قصير من كشف الجيش عن نجاحه في اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن، مع إطلاق صفارات الإنذار في وسط إسرائيل لتحذير السكان من الحطام المحتمل نتيجة الاعتراض. وأفادت قناة المسيرة بأن عدة غارات استهدفت محطات الطاقة المركزية في حيز ودَبَبان، جنوب وشمال العاصمة اليمنية صنعاء، بينما استهدفت غارات أخرى محافظة الحديدة الساحلية الغربية، بما في ذلك ميناء الحديدة ومنشأة رأس عيسى النفطية، ما أسفر عن تسعة قتلى، بينهم ضحايا من القتلى والجرحى.
منذ نوفمبر 2023، بدأ الحوثيون شن هجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر وبحر عمان من المناطق التي يسيطرون عليها في اليمن. ويزعمون أن هذه العمليات تأتي “دعماً” للفلسطينيين في غزة، حيث تدور حرب مدمرة منذ السابع من أكتوبر 2023 بين إسرائيل وحركة حماس. في يوليو 2024، أسفر انفجار طائرة مسيرة في تل أبيب، في عملية نفذها الحوثيون، عن مقتل مدني إسرائيلي. وكردٍّ على ذلك، شنت إسرائيل غارات على محافظة الحديدة الساحلية في اليمن. بالإضافة إلى ذلك، يشن الحوثيون، الذين يسيطرون على أجزاء كبيرة من اليمن، هجمات متكررة على السفن في البحر الأحمر وبحر عمان، مدعين وجود روابط مع إسرائيل أو الولايات المتحدة أو المملكة المتحدة. وقد تسببت هذه الهجمات في تعطيل حركة الملاحة البحرية في هذا الطريق التجاري العالمي الهام.
أفادت القناة العامة الإسرائيلية بأن الجيش الإسرائيلي يستعد لشن هجوم على اليمن، مع دعم تام من قبل المؤسسة الأمنية لهذا التحرك. وأشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى وجود توافق بين المسؤولين الأمنيين لاستهداف الحوثيين في ظل تزايد وتيرة هجماتهم الصاروخية على الأراضي الإسرائيلية. وذكرت القناة أن “إسرائيل تستعد لمهاجمة الحوثيين في اليمن بعد اعتراضها بنجاح لطائرة مسيرة وصاروخ باليستي أُطلقا تجاه البلاد يوم الاثنين.” وأضافت أن “الجيش الإسرائيلي قام بتقييم الوضع منذ أربعة أيام بأن الحوثيين يحاولون أخذ زمام المبادرة في ما تبقى من محور الشر الإيراني في المنطقة، في أعقاب الزيادة في الهجمات على الأراضي الإسرائيلية الأسبوع الماضي، بما في ذلك أربعة طائرات مسيرة من نوع ‘يافا’. اعترضت القوات الجوية طائرتين، بينما تحطمت الطائرتان الأخريان في مناطق مفتوحة.”
ووفقًا لتقرير “كان 11″، يعترف الجيش الإسرائيلي بتزايد تورط الحوثيين في الهجمات ضد إسرائيل، وهي هجمات يُعتقد أن إيران هي المحرك الرئيسي لها، ويفيد التقرير بأن الحوثيين يستهدفون الأصول الإسرائيلية الحيوية مثل موانئ أشدود وحيفا، ومحطات الطاقة، ومنصات الغاز البحرية. كما ذكر التقرير أن الحوثيين قد وضعوا مسارات للطيران تهدف إلى تحدي أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية، بما في ذلك مسارات تبدأ من سيناء، وتقطع البحر الأبيض المتوسط عبر مناطق الدلتا المصرية، ثم تتجه شمالًا وتدخل إسرائيل عبر الحدود الشمالية لغزة. وأكدت القناة على أن القادة العسكريين في إسرائيل يعتبرون من الضروري معالجة التهديد الذي يأتي من اليمن، وهو ما يتطلب تركيزًا أمنيًا متزايدًا على الاستخبارات.
وفي هذا السياق أفادت صحيفة “هآرتس” بأن أحد المسؤولين العسكريين الإسرائيليين صرح للصحفيين الأسبوع الماضي أن القوات الجوية تستعد لما وصفه بـ “المهمة الكبرى القادمة”. وأشار المسؤول إلى أن العملية قد تحصل على دعم من الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة الرئيس المنتخب دونالد ترامب، خاصة إذا كانت تستهدف إيران. وفيما يخص إيران، وصف المراسل العسكري لقناة “كان 11″، أور هيلر، الوضع الراهن على أنه فرصة لإسرائيل لتوسيع عملياتها العسكرية نحو إيران، مما يشير إلى تحول في التركيز شرقًا بعد العمليات المكثفة في غزة ولبنان وسوريا. وأشار محلل الشؤون العسكرية في قناة “كان 11″، ألون بن دافيد، إلى أن التركيز الكبير للقوات الجوية سيكون على إيران كهدف رئيسي في الفترة المقبلة.