تساءلت صحف أمريكية عن مدى استعداد تركيا لمرحلة ما بعد الرئيس التركي الحالي “رجب طيب أردوغان”، والذي بات يواجه حالياً منافسة قوية من حلفاء الأمس، لا سيما رئيس الوزراء السابق “أحمد داوود أوغلو” ونائبه السابق “علي باباجان”، اللذين كان لهما دور محوري ٌّ في رسم طريقه نحو السلطة طيلة 20 عاماً ماضية.
صحيفة واشنطن بوست، وفي مقال نشرته للباحث بمركز المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية “أسلي أيدينتاسباس”، أشارت إلى المكانة الكبيرة التي يتمتع بها المنافس الجديد على السلطة “داوود أوغلو” في الأوساط المحافظة، التي تمثل البيئة الحاضنة لحكومة العدالة والتنمية، في إشارة إلى ما يمكن أن يحدث من انقسام داخل تلك البيئة خلال الانتخابات المقبلة، والتي ينوي “أوغلو” دخولها.
وجاء في المقال: “ويعد التحدي الذي يواجهه أردوغان كثيراً في زيادة التوازن لصالح قوى المعارضة التي تطالب بإنهاء الكابوس الاستبدادي في تركيا، خاصة وأن أوغلو، دعا في خطاب شديد اللهجة، إلى العودة إلى حكم القانون وإنهاء القمع واستعادة الضوابط والتوازنات البرلمانية”.
كما نوه المقال إلى تصريحات “أوغلو” التي قال فيها: “التدابير القمعية وغير القانونية تغلق قدرة العقل التركي، وأولئك الذين يفتقرون لحس العدالة لا يجب أن يشاركوا في صنع مستقبل أمتنا”.
إلى جانب ذلك، استشهد المقال بالقوة الدبلوماسية التي يتمتع بها “داوود أوغلو”، والتي خلفت له علاقات جيدة على المستوى الخارجي، مذكراً أنه خلال فترة عضويته بحزب العدالة والتنمية، لعب داود أوغلو دوراً مؤثراً كوزير الخارجية، ثم تولى منصب رئيس الوزراء في نهاية المطاف.
ووصف المقال “أوغلو” بأنه مدافع عن إعادة إحياء القوة التركية، وصياغة سياسة “لا مشاكل مع الجيران”، منوهاً أن عهده في رئاسة الحكومة ساعد على الدخول في فترة من الإصلاحات محلياً، بالإضافة إلى إحراز تقدم في ملف عضوية الاتحاد الأوروبي وإقامة علاقات إقليمية ودية خلال العقد الأول لحزب العدالة والتنمية في السلطة، خلافاً “لأردوغان”، الذي اختار سياسة التصعيد تجاه الأوروبيين.
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي.