سباق التسلح، والخوف من المبادرة في هذا المجال، أمر يثير توترات كبيرة بين الدول الممسكة بهذا الملف عالمياً اليوم وهما؛ أمريكا وروسيا، فالصواريخ الأمريكية باتت اليوم على التخوم الروسية من جهة الغرب، ما أشعل حرب تصريحات من قادة روس اعتبروا الأمر تهديداً للأمن الروسي، وما يثير الوضع تعقيداً هو فوضى المساعدات الأمريكية لأوكرانيا –بوابة روسيا نحو أوروبا-، وما أثارته من عاصفة أمريكية أوروبية قد تتسبب بعزل الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب”.
اقتراب الصواريخ الأمريكية من الحدود الروسية، دفع روسيا إلى التصريح علانية وبقوة، بأن الدول الأوروبية التي ستسمح للصواريخ الأمريكية بالتمركز في أراضيها ستكون عرضة للضربات الجوية الروسية، ما يجعل المنطقة برمتها على صفيح ساخن.
وقال قائد قوات الصواريخ الاستراتيجية الفريق الأول “سيرغي كاراكاييف”؛ في حديث لجريدة “كراسنايا زفيزدا” -النجم الأحمر- التابعة لوزارة الدفاع الروسية: “بلا شك يؤخذ بعين الاعتبار عند التخطيط لمهمات ضمان الأمن الوطني تأثير تداعيات انسحاب الولايات المتحدة من معاهدة نزع الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى، والانتشار اللاحق للصواريخ متوسطة المدى الأمريكية في أوروبا، والمخاطر والتهديدات المرتبطة بذلك”.
وأضاف “كاراكاييف”: “وفي حال اتخاذ الولايات المتحدة هذه العقوبات، ستواجه الخطر الأكبر للتعرض لضربة جوية الدول التي ستوافق على احتضان الأسلحة الأمريكية”.
وأشار “كاراكاييف” مع ذلك إلى أن “دائرة المهمات الموضوعة على عاتق قوات الصواريخ الاستراتيجية الروسية والخاصة بضمان الردع النووي لن تشهد أي تغييرات”.
ولفت المسؤول العسكري الروسي إلى أن الولايات المتحدة تحظى بمجموعة كبيرة من الخيارات لإنتاج صواريج جديدة متوسطة المدى، بما في ذلك على أساس تطوير منصات الإطلاق من طراز “Mk-41”.
وأوضح في هذا السياق أن القوات الأمريكية تخطط لإجراء اختبارات لصاروخين جديدين بمدى 1000 كيلومتر و3000 كيلومتر حتى نهاية العام الجاري.
وكان الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” قد حذر مرارا، الولايات المتحدة من أن بلاده ستتخذ إجراءات مناسبة حال إقدام الحكومة الأمريكية على تصميم ونشر مثل هذه الصواريخ في أراضي دول العالم، داعيا مع ذلك إلى إجراء مفاوضات حول إبرام معاهدة جديدة لمنع اندلاع سباق تسلح.
وخرجت الولايات المتحدة، الصيف الفائت، من معاهدة نزع الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى التي أبرمتها مع الاتحاد السوفيتي عام 1987.
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي.