قالت تقارير أمريكية إن البيت الأبيض استلم مذكرة تحذر من امتداد وباء كورونا إلى البلاد، ما قد يؤدي إلى وفاة آلاف الأمريكيين وتكلفت ميزانية الولايات المتحدة الأمريكية ترليونات الدولارات، وكانت تلك المذكرة في نهاية كانون الأول الماضي.
ووفقا لصحيفة نيويورك تايمز الأميركية، فقد جاء التحذير في مذكرة رفعها المستشار التجاري لترامب “بيتر نافارو”، وهو أعلى مستوى من التنبيه المعروف أنه تم تداوله داخل البيت الأبيض، حيث كانت الإدارة تتخذ خطواتها الأساسية الأولى لمواجهة أزمة عالمية استهلكت الصين وستستمر في قلب الحياة في أوروبا والولايات المتحدة.
ووفقا للصحيفة، فقد جاء في مذكرة نافارو أن “الافتقار إلى الحماية المناعية أو العلاج الحالي أو اللقاح من شأنه أن يترك الأميركيين بلا حماية في حالة تفشي فيروس كورونا المستجد الكامل على الأراضي الأميركية.. هذا النقص في الحماية يزيد من خطر تطور الفيروس إلى وباء كامل، مما يعرض حياة الملايين من الأميركيين للخطر”.
وصدرت المذكرة الأولى في أواخر يناير الماضي، وذلك خلال الفترة التي كان فيها دونالد ترامب يقلل من مخاطر الفيروس وتهديده على الولايات المتحدة، ويواصل لاحقا القول إنه “لا يمكن لأحد أن يتوقع مثل هذه النتيجة المدمرة” بحسب نيويورك تايمز.
وبحسب الغارديان البريطانية، فقد عمم مجلس الأمن القومي مذكرة نافارو على نطاق واسع حول البيت الأبيض والوكالات الفيدرالية.
وبحسب نيويورك تايمز وموقع “أكسيوس” الإخباري، كتب نافارو المذكرات لأول مرة، في 29 كانون الأول ثم في 23 شباط، وأشارتا إلى أنه قدم المذكرة الأولى في اليوم الذي شكل فيه ترامب قوة عمل لمتابعة الفيروس في البيت الأبيض، واحتوت على أسوأ سيناريو للفيروس، وأشار فيها إلى أنه قد يتسبب بمقتل أكثر من نصف مليون أميركي.
ذهبت المذكرة الثانية إلى أبعد من ذلك، حيث توقعت أن يتسبب وباء “كوفيد-19″، الذي ترك من دون رادع، بمقتل نحو 1.2 مليون أميركي ويصيب ما يصل إلى 100 مليون آخرين، لكن ترامب استمر في التقليل من حجم التهديد الذي شبهه بمخاطر الإنفلونزا الموسمية.
واقتربت الإصابات في الولايات المتحدة حتى الآن 400000 إصابة، في حين توفي قرابة 11000 شخصًا حسب إحصائية جامعة هوبكينز الأمريكية.
وفي ظل هذه الانتقادات كتب أحمد عبد الباسط الرجوب في جريدة “رأي اليوم” اللندنية: “استيقظ العالم على هشاشة دول كبرى، كان يعول عليها في حماية العالم، إن هو تعرض إلى غزو فضائي، فإذا بها تسقط عند أول امتحان، يكاد يهزمها فيروس كورونا المرتبط بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية. عائلته معروفة وسبق التعامل معه أكثر من مرة، وللتذكير فيروس سارس في منطقة هونغ كونغ الصينية عام 2003 “.
وأضاف: “الرئيس الأمريكي لم يأخذ بالجدية المطلوبة مواجهة وباء كورونا، حتى إن جوقة الإعلاميين المحيطين به قد اعتبروا بأن هذا الفيروس خدعة إعلامية ليبرالية، والذي على أساسه وافق ترامب على استخدام دواء الملاريا لعلاج هذا الوباء، وفي ذات السياق فقد واجه الرئيس انتقادات كثيرة، خاصة من الديمقراطيين وعلى رأسهم نانسي بيلوسي، باتهامها الرئيس ترامب بانتهاجه سياسات متخبطة، واتهامه بالفشل والكذب تجاه التعامل مع وباء كورونا.. الكثيرون في أمريكا والعالم لم يكونوا يتوقعون بأن أمريكا بهذا الضعف، في البنيات التحتية، أو أنها غير جاهزة حتى بالأقنعة الواقية على أقل تقدير”.