بعد أن شلت الحركة المرورية في لبنان اليوم الاثنين، إثر دعوات المتظاهرين لإضراب عام تسبب بإغلاق جزئي للمدارس والبنوك، وجه البعض أصابع الاتهام إلى “تيار المستقبل” الذي يقوده رئيس الحكومة المستقيل “سعد الحريري” باعتباره المسؤول عمّا يجري.
لكن “تيار المستقبل” سرعان ما أصدر بياناً رسمياً أوضح فيه حقيقة الأخبار التي تدور حوله، وجاء في البيان الرسمي لتيار المستقبل: “تتولى بعض المواقع الإخبارية وناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي تحميل تيار المستقبل مسؤولية إقفال الطرقات في عدد من المناطق. ويرد هؤلاء ادعاءاتهم إلى أمر عمليات لمناصري التيار بالنزول الى إلشارع للمشاركة في معركة شد الحبال حول الاستشارات النيابية ودعم تكليف الرئيس سعد الحريري”.
وأكمل البيان إيضاحه حول ما يُشاع عنه” يؤكد تيار المستقبل أن كل ما ينشر ويعمم في هذا الشأن هو من صنع الأدوات والأقلام التي تعمل على خط الفتنة وتأليب النفوس ويضيق صدرها بمشاعر التضامن مع الرئيس الحريري الذي لن يضع نفسه تحت أي ظرف في حلبة السباق الإعلامي على رئاسة الحكومة، ويعتبر التكليف مسألة دستورية تخضع للاستشارات النيابية الملزمة وليس لتمنيات الباحثين عن الشحن الطائفي على مواقع التواصل”.
وكان “تيار المستقبل” قد تبنى خطاً إيجابياً اتجاه الحراك الشعبي اللبناني، عبر بيان رسمي صادر عن المكتب السياسي للتيار، حيى عبره التيار المتظاهرين اللبنانيين.
وقال أحد المتظاهرين اللبنانيين حول إغلاق الطرق في اتصال مع مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الإعلامي: ” الطرق ستبقى مغلقة حتى يتم تشكيل حكومة مستقلة”، كما عبر المتظاهرون عن استيائهم من مماطلة السياسيين اللبنانيين في الاستقالة وتشكيل حكومة تكنوقراط مبنية على الكفاءات، وعلّقت متظاهرة حاصلة على البكالوريوس في الاقتصاد: “دعونا نحل مشاكل بلدنا أفضل من أن نعطي مجهودنا وفكرنا للدول برا”.
ويصر اللبنانيون على حقهم في الحصول على حياة كريمة وفرص عمل عادلة داخل بلدهم، حيث أخبرتنا إحدى الأمهات في اتصال هاتفي؛ بأن لديها 3 أبناء جامعيين تخرجوا وسافروا للعمل خارج لبنان وبقيت هي وحيدة، وشرحت وضعها قائلةً : “لو وجد هنا عمل لبقوا بجانبي ولما عشت وحيدة بعد كل هذا التعب لأجلهم سأبقى في الشارع لحين حصول العدالة”.
وتمر لبنان بانتفاضة شعبية هي الأولى من نوعها عبر تاريخ البلد الذي عانى من حرب طائفية دامية، لكن المظاهرات الشعبية اللبنانية اليوم قضت على التمييز الطائفي والديني بين مكونات الشعب اللبناني باعتراف رجال الدين والطوائف اللبنانيين، في ظاهرة هي الأولى من نوعها، الأمر الذي لم يرق للكثير من المنتفعين من المحاصصة السياسية المبنية على الانتماء الطائفي والديني، في الوقت الذي يطالب به المتظاهرون اللبنانيون بحكومة تكنوقراط مبنية على الكفاءات وليس على المحاصصة الطائفية.
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي.