على ما يبدو أن أمل الاتحاد الأوروبي بالتغلب على جميع المصاعب التي تتهدد فتح دوله على بعضها، يشوبها اليوم بعض المعرقلات بعد عقود من ولادة الاتحاد، حيث استطاع فيروس “كوفيد-19” من الوقوف بوجه إرادة الدول العظمى، وأغلق الحدود فيما بينها في الوقت الذي كانت تبحث فيه تلك الدول عن المزيد من الاتحاد والقوة.
حيث أعلنت “أورسولا فون دير لاين” رئيسة المفوضية الأوروبية اليوم الجمعة، أن دول الاتحاد تجري محادثات بشأن ما إذا كان سيتم تمديد إغلاق الحدود إلى ما بعد منتصف إبريل للتعامل مع الأزمة الصحية.
وقالت المسؤولة الأوروبية في تصريح لإذاعة أوروبا 1 “نجري مشاورات مع الدول الأعضاء بشأن كيفية المضي قدما بعد هذا التاريخ”، كما أكدت “فون دير لاين” أن الميزانية الجديدة للاتحاد الأوروبي يتعين أن تكون على هيئة “خطة مارشال” جديدة لتحقيق الانتعاش لأوروبا بعد تفشي الوباء، مضيفة أن أوروبا ستخرج من الأزمة في وضع أقوى.
يذكر أن عدد حالات الإصابة بالفيروس تجاوز على مستوى العالم مليون حالة أمس الخميس، بينما تخطى عدد الوفيات 52 ألفا مع اتساع نطاق التفشي في الولايات المتحدة وحدوث قفزة في الأعداد بإسبانيا وإيطاليا، وفقا لإحصاء رويترز للبيانات الرسمية، وشهدت إيطاليا أكبر عدد من الوفيات إذ تجاوز العدد 13900، تليها إسبانيا.
يذكر أن عدد حالات الإصابة بالفيروس تجاوز على مستوى العالم مليون حالة أمس الخميس، بينما تخطى عدد الوفيات 52 ألفا مع اتساع نطاق التفشي في الولايات المتحدة وحدوث قفزة في الأعداد بإسبانيا وإيطاليا، وفقا لإحصاء رويترز للبيانات الرسمية، وشهدت إيطاليا أكبر عدد من الوفيات إذ تجاوز العدد 13900، تليها إسبانيا.
دول أوروبا تفتقر إلى التضامن
وفي هذا السياق، شنت الصحف الإيطالية هجوماً عنيفاً على الاتحاد الأوروبي غداة قرار بإرجاء اعتماد تدابير قوية في مواجهة التداعيات الاقتصادية لتفشي وباء كورونا المستجد.
وكان رئيس الوزراء الإيطالي جوسيبي كونتي هدد خلال القمة التي نظمت عبر الفيديو بعدم التوقيع على الإعلان المشترك في حال لم يعتمد الاتحاد تدابير قوية “مرفقة بأدوات مالية مبتكرة وملائمة بالفعل لحرب يتوجب علينا خوضها سوياً”.
وكانت ألمانيا ودول شمال أوروبية أخرى قد رفضت مناشدة تسع دول، من بينها إيطاليا الأكثر تضرراً، من أجل الاقتراض الجماعي من خلال “سندات كورونا” للمساعدة في تخفيف الضربة الاقتصادية للوباء.
وانتقد رئيس الوزراء البرتغالي أنطونيو كوستا ما أسماه “التفاهة المتكررة” للحكومة الهولندية، التي تعد عادة واحدة من أقوى المدافعين عن الانضباط في ميزانية الاتحاد الأوروبي. وقال: “هذا الحديث بغيض في إطار الاتحاد الأوروبي. هذه هي الكلمة بالتحديد: بغيض”.
لماذا تأخرت دول الاتحاد الأوروبي بدعم بعضها؟
يرى البعض أن دعم دول الاتحاد لدول منكوبة مثل إيطاليا وإسبانيا – تكاد فرنسا تلحق بهما – لم يكن على المستوى المتوقع مطلقاً. فبحسب محمد عايش المحلل السياسي وخبير الشؤون الأوروبية من لندن، فإن سبب ذلك أن “الأزمة عميقة للغاية بالفعل وضربت كل دول العالم، كما أنها غير مسبوقة على الأقل منذ 100 عام، بالتالي كان التعامل معها وإدارتها صعب للغاية بالنسبة لكل الدول، مضيفاً في حوار مع DW عربية أن الدولة التي تشعر أنها في أزمة يصعب جداً عليها أن تقدم خلالها دعماً لدول أخرى.
أما حسين الوائلي، الكاتب والمحلل السياسي من بروكسل، فيرى أن الاتحاد الأوروبي لا يستطيع أن يلبي طلبات جميع الدول الأعضاء خصوصاً الأكثر تضرراً، لأن الأزمة أكبر بكثير من حجم الاتحاد تقنياً واقتصادياً، وثانياً أن جميع الدول الأعضاء تعاني من نقص حاد على المستوى الصحي ولم يسعف الوقت الاتحاد للوصول إلى توافق أو إجماع حول آلية المساعد وبناء استراتيجية تصدي للفايروس، لهذا ترك الباب مفتوحاً للدول الأعضاء في كيفية بناء آلية للتصدي للفايروس كل حسب إمكانياته.
وعلى خلفية “تباطؤ” دول الاتحاد في دعم دولة مثل إيطاليا ظهرت أربعة مشاهد ذات دلالات عميقة؛ الأول كان مشهد المدرعات والعربات الروسية التي تجوب شوارع إيطاليا حاملة على متنها مساعدات وأطقم طبية