هيئة تحرير الشام أو جبهة النصرة سابقاً هي تنظيم سلفي جهادي يتبع القاعدة، ويسعى للإطاحة بنظام الأسد وإنشاء نظام إسلامي في “بلاد الشام”. تركز هذه الدراسة على التنظيم، باعتباره الأكثر أهمية بين التنظيمات الجهادية العاملة في سوريا. وتشمل عدة أقسام ترسم صورة كاملة لهيئة تحرير الشام منذ التأسيس وحتى يومنا هذا. منها:
- المدخل لفهم هوية هيئة تحرير الشام وأهدافها.
- ظروف النشأة.
- المرجعية الأيديولوجية للهيئة.
- إلى جبهة النصرة والتأسيس.
- البيان التأسيسي لها.
- حقيقة الجولاني أمير الهيئة؟.
- الانتساب للهيئة الأسباب والدوافع.
- من النصرة إلى فتح الشام وما بينهما.
- هيئة تحرير الشام وفصائلها الملحقة.
- الاستراتيجية السياسية لـ “هيئة تحرير الشام”، ومنعطفات التحول
- الهيكل التنظيمي لهيئة تحرير الشام.
- تطور البناء الهيكلي لهيئة تحرير الشام.
- مصادر التمويل.
- المعوقات التي تعترض طريق الهيئة
- سيناريوهات مستقبل هيئة تحرير الشام.
- المراجع
المدخل
منذ اندلاع الثورة السورية منتصف شهر مارس/آذار عام 2011م، كان التحدِّي الأهم الذي واجهها هو التنظيميات الجهادية كـ”جبهة النصرة” وغيرها من التنظيمات الأخرى، التي اصطدمت مع مجاميع قوى الثورة، حول عملية التوافق السياسي لتقديم نموذج وطني مغاير للنظام الطائفي المستبد في بناء الدولة المستقبلية، حيث تفردت جبهة النصرة بالحفاظ على استراتيجية تنظيم القاعدة القائمة على فكرة الجهاد والدعوة إليه دون الأخذ بعين الاعتبار التحديات السياسية والاقتصادية في المناطق الخارجة عن نفوذ نظام الأسد.
كانت بداية عسكرة الثورة السورية نقطة تحولٍ بالنسبة إلى “تنظيم القاعدة” حيث انغمس في الحالة السورية من خلال ذراعه العسكري “جبهة النصرة”، التي عزلت نفسها عن باقي فصائل المعارضة المسلحة من خلال أجندتها واستراتيجيات عملها، وأدواتها، وبدأ يتبلور مشروعها حول سرديات صياغة شكل الخارطة السورية؛ إذ سعت إلى تحديد دورها في الثورة السورية.
وكاستجابة لاعتبار جبهة النصرة تشكّل تهديدًا أمنيًّا في المنطقة بسبب بُعْدها القاعدي، اتخذت الأطراف الدولية والإقليمية الفاعلة إجراءاتٍ متباينة لضمان بقاء النصرة تحت السيطرة، كونها مصنفة أميركيا على لوائح الإرهاب، فوضعت كلُّ دولة استراتيجيتها الخاصَّة للتعامل معها، بناءً على الظروف الداخلية والتوازنات السياسية.