كشف تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، أن عملية اغتيال قائد فيلق القدس السابق في الحرس الثوري الإيراني، العميد “قاسم سليماني”، قد أوقع الحرس الثوري في أزمة تاريخية غير مسبوقة، وأجبر قيادته على السعي لإعادة بناء سمعته على المستوى الداخلي، لا سيما بعد دور الحرس بإسقاط الطائرة الأوكرانية، أثناء شن ما وصفه بعملية الثأر “لسليماني”.
إلى جانب ذلك، أوضح التقرير أن النظام الإيراني سعى لتأمين المزيد من الدعم للحرس الثوري خلال هذه الفترة، من خلال تمهيد الطرق لسيطرة التيار المتشدد الإيراني على معظم مقاعد البرلمان، في الانتخابات التشريعية التي أقيمت في الحادي والعشرين من شباط الحالي، وذلك من خلال استبعاد آلاف المرشحين الإصلاحيين، الذين قد يعمقوا من مأساة الحرس الثوري وقيادته، ومعارضتهم له في البرلمان.
كما نقل التقرير عن محللين إيرانيين، توصيفهم للحرس الثوري بأنه يجد نفسه ضمن الوضع الراهن، مستلقياً على ظهره، وهي وضعية السقوط بعد نجاحه في الشرق الأوسط خلال السنوات الأخيرة، لافتين إلى أن مقتل “سليماني” في غارة شنتها طائرة أمريكية من دون طيار الشهر الماضي، أجبر الحرس الثوري على إعادة تقويم استراتيجيته ووزن خطر المزيد من التصعيد في الصراع مع الولايات المتحدة.
من جهتها، علقت الباحثة السياسية في شركة راند كورب في واشنطن، “أريان طبطائي” على وضع الحرس الثوري في إيران: “بالتراجع عن الصراع، سيكون لدى قوة القدس فرصة لإعادة تقييم استراتيجيتها والتكيف مع القيادة الجديدة تحت قيادة قاني، 62 عاماً، الذي كان نائباً لسليماني وسبق له أن تولى الشؤون الإدارية اليومية للقوة، هذه منظمة تتطور وتتكيف وتتعلم الدروس”.
كما اعتبرت “طبطبائي” أن العميد “اسماعيل قاني”، سيكون أقل تأثيراً من “سليماني”، الذي فاز بمكانة شهيرة من خلال تصميم وتنفيذ استراتيجية عسكرية ساعدت في تأمين دور إيران كقوة إقليمية.
إلى جانب ذلك، اعتبر الخبير في قوات الأمن الإيرانية وأستاذ العلوم السياسية في جامعة تينيسي في تشاتانوغا، “سعيد غولكار” أن اغتيال “سليماني” وإسقاط الطائرة كانتا صدمة للحرس الثوري، مضيفاً: “لقد كان سليماني خسارة كبيرة لإيران، كما أن إسقاط الطائرة، فجر مصداقية الحرس بالكامل”.
وأضاف غولكار: “الحرس الثوري الذي تم إنشاؤه لحماية الجمهورية يحتاج أن يعيد بناء سمعته التي قد تستغرق وقتاً خصوصاً مع تزايد عدد السكان المنتقدين، الآن الاستراتيجية ليست الدخول في حرب مع الولايات المتحدة، ولكن اختبار حدودها خطوة بخطوة – وليس تجاوزها”.