أعلن الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” في وقت سابق، أنه سيزور واشنطن في 13 نوفمبر- تشرين الثاني الجاري، للقاء نظيره الأميركي “دونالد ترامب” ، وذلك في زيارة نوعية، وسط توتر العلاقات التركية- الأمريكية، إذ تشهد حالة من الشد والجذب، زاد من تشابكها، التوغل التركي في سوريا، وصفقة إس- 400، واعتراف مجلس النواب الأمريكي في 29 تشرين الأول- أكتوبر 2019، بالإباداة الجماعية للأرمن على يد العثمانيين.
ونظراً إلى الأجواء السائدة حالياً في واشنطن، فقد يواجه، الرئيس التركي “أردوغان” احتجاجات واسعة خلال زيارته إلى واشنطن، مع احتمال أن يؤدي ذلك إلى كارثة دبلوماسية علنية، والأهم من ذلك، قد يصدر الكونغرس قريباً عقوبات تستهدف أنقرة إذا فشل الرئيس التركي في تهدئة المشرعين الغاضبين.”
واستقبت الولايات المتحدة الأمريكية الزيارة، بالقول عبر مستشار الرئيس ترامب لشؤون الأمن القومي روبرت أوبراين: “لا يوجد مكان في حلف شمال الأطلسي (ناتو) لمنظومة إس- .400 لا يوجد مكان في حلف الناتو لمشتريات عسكرية روسية كبيرة. هذه رسالة سيوصلها الرئيس بوضوح تام لاردوغان عندما يكون هنا في واشنطن”.
وقال المسؤول الأمريكي لشبكة “سي بي إس”: “الولايات المتحدة محبطة للغاية من شراء تركيا منظومة دفاع صاروخي روسية وقد تفرض عقوبات على أنقرة إذا لم “تتخلص منها”.
سورية حاضرة
آثار الهجوم الذي شنته أنقرة على قوات “قسد” المدعومة من التحالف الدولي بزعامة واشنطن، شمال سوريا، سخط المجتمع الدولي، ذلك بعد انسحاب القوات الأمريكية مباشرة من شمال شرق سوريا.
إلا أن خبير الشؤون السياسية “جوزيف برامل”، يعتقد أن وراء انسحاب الوحدات الأمريكية قد تكون مصالح جيو استراتيجية.
في حين تعرضت عملية “نبع السلام” إلى إدانات دولية عارمة، فيما عاود الجيش الأمريكي تمركزه العسكري في العديد من المواقع الاستراتيجية في سورية، تبدأ من آبار النفط وتنتهي في الفترة الراهن على الحدود السورية- التركية.
كما أن أنقرة، مضت قدماً هذا العام في صفقة شراء أنظمة الصواريخ الدفاعية الروسية “أس-400″، رغم التحذيرات الأمريكية المتكررة من أن الصفقة قد تهدد أمن الأنظمة العسكرية الأمريكية في تركيا. ورداً على ذلك، اتخذ البنتاغون خطوات لطرد أنقرة من برنامج مقاتلات “أف-35”.
فأرسل أفراد عسكريين أتراك متمركزين في الولايات المتحدة إلى وطنهم بعد فترة وجيزة من إعلان إبعاد البلاد عن البرنامج في 17 تموز/يوليو. وحتى الآن، لا تزال تركيا مزوداً كبيراً لقطع غيار طائرات “أف-35”.
حيث أن ثمانيةً من شركاتها تقوم بتصنيع أكثر من 900 قطعة غيار وتبقى المزود الوحيد لمعدات الهبوط ووحدات واجهة الصواريخ. لكن هذه العلاقة الصناعية تنتهي بحلول آذار/مارس 2020 مع تحوّل سلاسل الاستحواذ نحو الولايات المتحدة.
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي.