جدد المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، “جيمس جيفري”، قلق بلاده من صفقة صواريخ الدفاع الجوي، إس 400 الروسية، التي أبرمتها تركيا مع روسيا العام الماضي، وسط رفض أمريكي، تطور في ما بعد إلى توتر في العلاقات بين واشنطن وأنقرة، العضوين في حلف شمال الأطلسي، “ناتو”.
وجاءت تصريحات، “جيفري”، بعد أيامٍ قليلة من إعلان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أن بلاده طلبت من الولايات المتحدة إرسال بطاريات صواريخ باتريوت الدفاعية لحماية قواتها في محافظة إدلب بشمال غرب سوريا.
ولفت المسؤول الأمريكي، إلى أن الولايات المتحدة عرضت تقديم مساعدة إنسانية، بالإضافة إلى تشاركها المستمر للمعلومات مع الجانب التركي، كاشفاً في الوقت ذاته عن ضغوط تمارسها واشنطن على حلفاءها الأوروبيين للمساهمة بشكل أكبر فيما يتعلق بقضية إدلب.
وأشارت تقارير أمريكية نشرتها شبكة سي إن إن، إلى أن أنقرة قد عقدت صفقة منظومة الدفاع الجوي مع الجانب الروسي، بقيمة 2 مليار دولار، لافتاً إلى أن تداعيات الصفقة قد تكلف الحكومة التركية كل ميزانيتها العسكرية، في إشارة إلى ما يمكن أن تتعرض له أنقرة من عقوبات عسكرية.
كما اعتبرت التقارير الأمريكية أن الصفقة المعقودة، تفتح الباب أمام الجدل والتساؤل حول الأثر الذي سيطرأ على علاقات التحالف بين واشنطن وأنقرة، والذي يمتد إلى عقودٍ طويلة، إلى جانب خلق التكهنات حيال وضع عضوبة تركيا في حلف شمال الأطلسي، “ناتو”، والتي تمثل أكبر ثاني قوة عسكرية فيه، بعد الولايات المتحدة.
وكانت تركيا قد أعلنت، خلال الثلث الأخير من العام الماضي، أنها بدأت في استلام أولى وحدات نظام الدفاع الصاروخي الروسي “إس 400″، رغم الاعتراض الذي أبداه حلفاء تركيا في واشنطن والناتو، على الصفقة.
من جانبه، صرح رئيس هيئة التفاوض في المعارضة السورية، “نصر الحريري”، بأن الهيئة عقدت اجتماعاً مع المبعوث الأمريكي في أنقرة، مشيراً إلى أن الاجتماع أفضى إلى اتفاق ينض على ضرورة تأمين حماية كاملة للمدنيين، بالإضافة إلى وقف إطلاق نار وفق حدود الاتفاق التركي – الروسي عام 2018، وإدخال مزيد من المساعدات الإنسانية وعدم السماح بحل عسكري في سوريا، وفقاً لما جاء في تغريدته على موقع تويتر.
وكانت الرئاسة التركية، قد أفادت بأن الرئيس التركي، “رجب طيب أردوغان” سيلتقي اليوم – الخميس، بنظيره الروسي، “فلاديمير بوتين”، في العاصمة الروسية، موسكو، وذلك لإجراء محادثات حول التصعيد الأخير في مدينة إدلب، شمال سوريا.
كما كشف بيان الرئاسة التركية، أن المحادثات بين الرئيسين، ستسعى لإيجاد حل للأزمة في إدلب على أسس اتفاق سوتشي، ومحاولة الوصول لاتفاق وقف إطلاق نار في المدينة، معتبرةً أن زيارة “أردوغان” إلى موسكو ستفتح المجال بشكل أكبر لمناقشة كامل الخطوات المستقبلية، التي سيتم اتخاذها في إدلب، لا سيما بعد فشل مسؤولي البلدين بالتوصل إلى أي اتفاق خلال الاجتماعات التي عقدوها خلال الفترة الماضية.