بعد أن تعمدت السلطات الإيرانية إخفاء تسجيل إصابات بفيروس كورونا القاتل على مدى الأسابيع الثلاثة الماضية، كما تناقضت التصريحات الإيرانية بشأن عدد الوفيات بالفيروس القاتل، ففي حين تقول السلطات في طهران إن 12 ماتوا، قالت مصادر إيرانية حكومية، وأخرى معارضة إن عدد من قضى عليهم الفيروس في إيران وصل إلى 50 مصاب، كما قالت تلك المصادر بأن مشافي إيران غير جاهزة لاستقبال المرضى بهذا النوع الخطير.
وصرح وزير الخارجية الأميركي “مايك بومبيو” اليوم الثلاثاء، إن الولايات المتحدة “قلقة للغاية” من أن تكون إيران قد أخفت تفاصيل عن انتشار فيروس كورونا، ودعا كل الدول إلى “قول الحقيقة”.
وقال “بومبيو” في مؤتمر صحفي إن “الولايات المتحدة تشعر بقلق بالغ من المعلومات التي تشير إلى أن النظام الإيراني ربما أخفى تفاصيل حيوية عن التفشي في ذلك البلد”.
في الوقت نفسه، انتقد وزير الخارجية الأميركي بكين، بسبب ما وصفه “الرقابة على وسائل الإعلام والعاملين في مجال الرعاية الصحية”.
ونقلت رويترز عن الوزير الأميركي قوله: “على كل الدول بما في ذلك إيران قول الحقيقة بشأن فيروس كورونا والتعاون مع منظمات الإغاثة الدولية”.
وأعلنت إيران ظهر اليوم الثلاثاء إصابة نائب وزير الصحة الإيراني بفيروس كورونا، وذلك عقب عقده مؤتمراً طبياً، إذ بدت عليه علامات الإصابة، وتم حجره صحياً.
فوفقاً لتقرير أحد وسائل الإعلام الإيرانية الحكومية (ايلنا)، اعترف عضو بارز في البرلمان الإيراني والذي يسمى في إيران بـ -مجلس الشوری-، وهو “أمير احمد أبادي فراهاني” اليوم الاثنين بأن 50 شخص لقوا حتفهم نتيجة الإصابة بفيروس كورونا (COVID-19)، فيما تتتلاعب طهران بالرقم المعلن، ليكون عُشر الرقم الحقيقي فقط.
ونقلت المعارضة الإيرانية التي تتخذ من العاصمة الفرنسية “باريس” مقراً لها عن “فراهاني” قوله؛ إنه في المتوسط إن 10 من سكان مدينة قم يموتون يوميًا نتيجة الإصابة بفيروس كورونا COVID-19.
واعترف النائب في البرلمان الإيراني؛ أن فيروس كورونا انتشر في مدينة قم قبل ثلاثة أسابيع، لكن المسؤولين سعوا للتستر والتغطية على الموضوع.
وأضاف “فراهاني” أنه لا توجد مرافق مناسبة في مدينة قم وحتى الممرضات ليس لديهن ملابس مناسبة ويواجهن خطر الإصابة بالمرض.
لكن السلطات الإيرانية تقول إن عدد الوفيات في المرض القاتل فقط 12، حيث أعلن المتحدث باسم البرلمان الإيراني “أسد الله عباسي” اليوم الاثنين، وزير الصحة أعلن وفاة 12 شخصا و47 حالة إصابة في البلاد”، وفق ما نقلت عنه وكالة إيسنا شبه الرسمية للأنباء بعد جلسة مغلقة للبرلمان خصصت للبحث في هذا الملف.
وأعلن “عباسي” أن حصيلة الوفيات نفسها في تصريحات له لوكالة “فارس” للأنباء ونادي الصحافيين الشباب وهو أحد فروع التلفزيون العام، لكنهما نقلا عنه أيضاً أن عدد الإصابات هو “نحو 47”.
في تناقض واضح بين التصريحات، ما يعني أن كارثة ما حصلت في إيران بشأن فيروس كورونا، ما يطرح تساؤلات جديّة حول قدرة إيران على احتواء الفيروس، ومنع انتشاره في المنطقة التي تعاني من كوارث عديدة.