نشر نجل الرئيس المصري الراحل “محمد حسني مبارك” تسجيلاً صوتياً للرئيس السابق، يتحدث فيه عن وصيته الأخيرة للشعب المصري، وذلك بعد يومين من تشييعه.
ولفت “علاء مبارك” في تغريدةٍ على موقع تويتر، إلى أن والده سجل وصيته في الأيام الأخيرة من حياته، حيث قال الرئيس الراحل في التسجيل: “لعل حديثي إلى حضراتكم اليوم، هو آخر ما أتحدث به لبني وطني قبل أن ينتهي العمر ويحين الأجل، وأوارى في تراب مصر الطاهر”.
كما جاء في وصية “مبارك”: “إنني بخبرة السنين أقول لكل مصري ومصرية حافظوا على وحدة الوطن، والتفوا حول قيادته، انتبهوا لما يحدق بالوطن من أخطار، وما يحاك له من مخططات ومؤامرات، أحمد الله أنني وقد اقترب العمر من نهايته مرتاح الضمير أن قضيته مدافعًا عن مصر ومصالحها وأبنائها، حربًا وسلامًا”.
إلى جانب ذلك، ختم “مبارك”: “مصر أمانة في أعناقكم، فاحفظوها وأرعوا عهدها واحملوا راياتها، وامضوا بها إلى الأمام، حمى الله مصر ورعاها وأعلى رايتها، وحمى شعبها الأبي الأصيل، أشكركم”.
وكانت وسائل إعلامية مصرية، أعلنت يوم الثلاثاء الماضي، عن وفاة الرئيس المصري الأسبق، “محمد حسني مبارك”، وذلك بعد أن نقل قبل أيام إلى المستشفى نتيجة وعكة صحية ألمت به.
وبدأ “مبارك” رحلته مع الولايات الرئاسية، التي تعتبر الأطول في تاريخ مصر منذ عام 1952 الذي انتهى فيه الحكم الملكي، مع اغتيال سلفه “أنور السادات”، خلال عرض عسكري في السادس من تشرين الأول عام 1981، ليعين على إثرها “مبارك” رئيساً للجمهورية.
كما تولى “مبارك” رئاسة الجمهورية عدة ولايات رئاسية هي أعوام 1987، و1993 و1999، وهي الانتخابات التي خاضها مبارك كمرشح وحيد للرئاسة، قبل أن يطرح تعديل دستوري عام 2005، سمح بوجود أكثر من مرشح للرئاسة، إلا أن “مبارك” تمكن من البقاء بالرئاسة على الرغم من وجود منافسين حيث أعيد انتخابه بنسبة كبيرة من أصوات الناخبين.
وكان غياب المشير “حسين طنطاوي” عن جنازة الرئيس السابق، قد أثار الجدل بين متابعي مراسم التشييع، لا سيما وأن المشير “حسين طنطاوي”، كان قد تولى قيادة البلاد خلفاً “لمبارك”، بعد استقالة الأخير تحت ضغط الشارع المصري، وما تردد وقتها عن انحياز المشير لمطلب الشعب المصري بتنحي “مبارك”.
إلى جانب ذلك، أشارت مصادر مصرية مطلعة إلى وجود خلافات بين المشير وبين نجل الرئيس الأسبق، “جمال”، على خلفية معارضة “طنطاوي” لمسألة التوريث، التي كان من المفترض أن يخلف فيها “جمال” لوالده، لولا الإطاحة بالنظام في ثورة يناير عام 2011.
في غضون ذلك، فجر المدفن الذي سيحتضن جثمان “مبارك” جدلاً كبيراً في الأوساط المصرية، لا سيما وسط حديث عن وصول تكلفة إنشائه إلى مليون دولار، وتبلغ مساحته 80 متراً مربعاً، وفقاً لوسائل الإعلام المصرية، التي أشارت إلى أن المدفن مبني على طراز يميزه عن المقابر الموجودة بمحيطها.
وتضم مقبرة “مبارك”، قاعة استقبال كبيرة لاستقبال الزوار مبنية من الرخام عالي الجودة الطارد للحشرات، ومزودة بهاتف دولي وأثاث فرنسي، وصالون أثري مُذهب يعود إلى عصر أسرة محمد علي، والأرضيات مغطاة بسجاد إيراني أحمر، ومحاطة بسور شاهق به كشافات إضاءة كبيرة، ولها بوابة حديدية ضخمة عليها زجاج عاكس للرؤية، وأمامها أشجار ونباتات زينة، وزهور الياسمين والصبار وأشجار النرجس.
وكان قد شارك في مراسم التشييع عدداً من مسؤولي الدولة المصرية، في مقدمتهم الرئيس المصري، “عبد الفتاح السيسي”، ومجموعة من كبار الضباط المصريين، بالإضافة إلى وفود عربية، وشعبية، حيث شيع جثمانه في جنازة عسكرية إلى مثواه الأخير في مدافن العائلة بالعاصمة المصرية، القاهرة.