تتجه السلطات الفلسطينية المعارضة لصفقة القرن ومشروع السلام الأمريكي، لمخاطبة العالم والإسرائيليين، عبر أروقة الأمم المتحدة في محاولة للتوصل لحل وسط يخفف من تبعات وأعباء القرار الأمريكي الأخير.. هذا ما يحمله خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الأمم المتحدة ومجلس الأمن، الذي شهد قبلًا تخفيفًا في لهجة وحدّة مشروع القرار الفلسطيني الذي قدمته تونس واندونيسيا إلى المجلس لرفض الصفقة.
وخاطب الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، الشعب الإسرائيلي خلال كلمته بمجلس الأمن، مساء الثلاثاء، قائلا إن مواصلة الاحتلال والاستيطان والسيطرة على شعب آخر “لن يصنع لكم أمنا ولا
سلاما”.
وأضاف عباس أن “السلام بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي لا يزال أمرا يمكن تحقيقه”، لافتا إلى أن السلطة الفلسطينية “لم تترك فرصة لتحقيق السلام إلا وأخذت بها بجدية، لأن تحقيق السلام مصلحة لشعبنا”.
وفي حديثه عن خطة ترامب للسلام، أكد عباس الموقف الفلسطيني الرافض لها، مضيفا أن الفلسطينيين “سيواجهون تطبيق الصفقة الأمريكية التي تهدف لتصفية القضية الفلسطينية على أرض الواقع”.
وأكد عباس أن الرفض الواسع للصفقة الأمريكية يأتي بسبب “مخالفتها للشرعية الدولية، وتضمنها مواقف أحادية الجانب”، مشيرا إلى أن “الخطة الأمريكية المطروحة ألغت الشرعية الدولية ولا يمكنها تحقيق السلام”.
وتساءل عباس عن الجهة التي تقدم النصح للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بشأن ما اتخذه من إجراءات ضد الجانب الفلسطيني، قبل أن يدعو الرباعية الدولية لعقد مؤتمر للسلام لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية.
وفي سياق متصل، نفت السلطة الفلسطينية تقارير حول سحب مشروع قرار لرفض خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام في الشرق الأوسط بمجلس الأمن.
وكانت مصادر دبلوماسية غربية قالت إن الفلسطينيين سحبوا طلب تصويت على مشروع القرار بشأن الخطة المعروفة باسم “صفقة القرن”، والذي كان مقررا طرحه أمام مجلس الأمن الثلاثاء، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
وقال صائب عريقات، أمين سر اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية بيان له مساء اليوم الاثنين، إن التقارير “ليس لها أي أساس من الصحة”، وأضاف، أن “مشروع القرار موزع ولا يزال قيد التداول، وعندما تنتهي المشاورات ونضمن الصيغة التي قدمناها دون انتقاص أو تغيير ثوابتنا سيتم عرضه للتصويت.”
وقال دبلوماسي، اشترط عدم ذكر اسمه، لوكالة الأنباء الفرنسية إن الولايات المتحدة مارست “ضغوطا قوية جدا” على بعض الدول في مجلس الأمن، بما في ذلك تهديدات بعقوبات اقتصادية.
وألقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس كلمة اليوم الثلاثاء في مجلس الأمن الدولي، يشدد فيها على “رعاية دولية متعددة الأطراف” لمفاوضات السلام مع الاسرائيليين، بحسب بيان لوزارة الخارجية الفلسطينية.
وقالت الخارجية الفلسطينية في البيان إن عباس “يتوجه لمجلس الامن ليطرح مجددا رؤيته” التي “تقوم بالأساس على رعاية دولية متعددة الاطراف للمفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي”.
هذا وقدم الفلسطينيون خلال الأيام الماضية بواسطة تونس وإندونيسيا اللتين تشغلان مقعدين غير دائمين في مجلس الأمن، مشروع قرار إلى المجلس يدين “صفقة القرن” ويعتبر أن “خطة السلام تنتهك القانون الدولي والمعايير المرجعية لحل دائم وعادل وكامل للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني” إلا أنه وتحت ضغوط أمريكية تم إدخال سلسلة تعديلات على النص تجنبت ادانة الولايات المتحدة.
من جهتها، أوضحت مصادر دبلوماسية أن المشروع، الذي قدمته إندونيسيا وتونس، قد لا يحظى بدعم تسعة من أعضاء المجلس من أصل خمسة عشر، وهو الحد الأدنى المطلوب لتبنيه من دون أن يلجأ أحد الأعضاء الدائمين إلى حق النقض (الفيتو).