لقي ما يقارب من 100 شخص حتفهم في محافظة إدلب شمالي سوريا، وتعد المحافظة المعقل الأخير الذي تسيطر عليه المعارضة السورية باختلاف توجهاتها، حيث يسعى نظام الأسد لاستعادة سلطته على المحافظة التي خرجت عن سيطرته بشكل كامل منذ آذار 2015.
ويحاول الأسد مستعيناً بالقوات الروسية والإيرانية السيطرة على مساحات جديدة من الجهة الجنوبية للمحافظة، ونتج عن الاشتباكات الطاحنة التي حصلت بين الطرفين قتل 69 مقاتلاً من صفوف المعارضة، وفق ما أعلنته الأخيرة، بينما لم يعلن الأسد عن عدد قتلاه بشكل دقيق وكامل.
ودارت اشتباكات اعتبرت هي الأكثر عنفاً بين الطرفين منذ بداية دخول اتفاق وقف إطلاق النار – الذي أعلنه الروس- حيّز التنفيذ، بينما أفادت مصادر من داخل إدلب لمرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الإعلامي بأن عدد قتلى النظام في الاشتباكات هناك فاق الـ 51 قتيل.
وتعمل الطائرات الحربية والمقاتلة الروسية على مساندة القوات البرية لنظام الأسد، حيث تشن غارات بشكل مستمر تدعي أنها تستهدف قواعد المتطرفين، إلا أن مصادر محلية على الأرض وفيديوهات بثها ناشطون أكدت أن الأهداف التي يضربها الطيران الروسي هي أهداف مدنية، مشافٍ ومساكن مهجورة وأخرى مسكونة.
وقد عبر بعض أهالي إدلب باتصال هاتفي مع مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الإعلامي، عن حزنهم الكبير جراء انهيار منازلهم بشكل كامل بعد الغارات الروسية، إذ تعمل هذه الغارات على تمهيد الأرض لتقدم القوات البرية التابعة لمليشيا الأسد.
وقالت “عبير” -وهي سورية من محافظة إدلب ما زالت تعيش في المنطقة الأخطر في العالم – لمرصد “مينا” عبر تواصلنا معها من خلال تطبيق “الواتساب”: “لقد انتهت أحلامي جميعها فالمنزل الذي بقي صامداً طوال سنوات الحرب السابقة انهار وانتهى، وأصبح المستقبل الذي كنت أرسمه لأولادي تراب، لكنني سأبقى أحلم بكل ما هو جميل”.
وعبر الكثر من الأهالي عن عدم رغبتهم في وصول الروس وجنود الأسد إلى مناطقهم، “فالروس مجرمون أكثر من الأسد هم الأساتذة” هكذا عبر الحاج أبو ابراهيم عن رأيه في الأمر، معتبراً أن الروس لهم جرائم وأيد ملطخة بدماء السوريين في إدلب، وتشهد مشافي الأطفال على ذلك بحسب ما قال.
وكانت قوات سوريا الديمقراطية “قسد” قد رضخت للاتفاق مع الروس بعد أن تخلى عنها الأمريكيون، في تشرين الأول الماضي مسلمين المنطقة وهم فيها للقوات التركية التي أطلحت بهم.
وصرح قائد قوات سوريا الديموقراطية التي يقودها الأكراد، “مظلوم عبدي” بأن القوات الروسية ستنتشر في ثلاث مناطق رئيسية تحت سيطرتها، وأضاف “تشرفنا اليوم باستضافة قائد القوات الروسية العاملة في سوريا العماد ألكساندر تشايكو .. وقد كان اجتماعا مثمرا للغاية”، ويعمد الكرد إلى ذلك، بحثاً عن ظهر يحتمون به.
وأضاف عبدي “اتفقنا على نشر القوات الروسية في كل من عامودة وتل تمر وعين عيسى من أجل أمن واستقرار المنطقة”، واستطرد قائلاً لوسائل إعلامية “نتطلع إلى بذل مزيد من الجهود المشتركة لمصلحة البلدين”.
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي.