ارتكب نظام الأسد، وداعمه الروسي مجزرة في محافظة إدلب شمالي سوريا، صباح البارحة الأربعاء، أول أيام السنة الجديدةة 2020، حيث قصف قرى وبلدات تؤوي نازحين، ما تسبب بقتل نحو 10 مدنيين.
وقال مراسل مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في محافظة إدلب؛ إن الطيران الحربي السوري استهدف الأطراف الشرقية لمدينة معرة النعمانـ في الوقت الذي قصفت فيه الصواريخ التابعة لنظام الأسد مدينة “سرمين” شرقي المحافظة، وبلدتي “كفر عويد”، و”كنصفرة” بجبل الزاوية.
وأكد مراسلنا استشهاد 8 أشخاص نتيجة استهداف البلدة بالقنابل العنقودية من قبل قوات الأسد، بينهم 5 أطفال وسيداتان ، ورجل واحد.
كما أفاد مراسل “مينا” أن عدد الجرحى وصل لقرابة العشرين جريحاً بعضهم حالتهم خطرة تم نقلهم لقسم العناية المركزة، وبحسب المصادر الطبية من المرجح ارتفاع حصيلة القتلى لأكثر من 8 قتلى.
ويسعى الأسد وحليفه الروسي إلى السيطرة على أكثر مناطق ممكنة من المحافظة التي ما تزال خارج سيطرة دمشق، حيث يؤمن الأسد وروسيا الغطاء الجوي، للمشاة المدعومين من قبل المليشيات الإيرانية على بعض الجبهات، بهدف تحقيق أكبر سيطرة على الأرض.
وأكدت المنظمات الإنسانية والحقوقية العاملة في محافظة إدلب أنها وثقت مقتل 3364 مدنياً في سوريا غالبيتهم في محافظة إدلب في عام 2019، 234 منهم في كانون الأول الماضي، وجلّهم في محافظة إدلب وريفها حيث تجري المعارك.
وبالرغم من معرفة نظام الأسد ومليشياته بوجود آلاف المدنيين منهم نساء وأطفال وعجائز في المحافظة التي آوت كل المهجرين السوريين، الذين هجرهم الأسد من مدنهم وقراهم، فإنه يعمد على قصف المناطق المكتظة بالسكان، كما يعمد على تكرار الضربة لذات المنطقة بعد الضربة الأولى بنحو عشر دقائق، بعد أن تكون فرق الإنقاذ باشرت عملها، لإلحاق أكبر ضرر، وقتل أكبر عدد ممكن، مستخدماً سياسية الأرض المحروقة، حيث لم تبقَ قرية أو بلدة في المحافظة وريفها إلا وتعرضت للقصف، ما يعني أن المدنيين الهاربين من الموت لا مكان آمن لهم.
وبات من الصعب إحصاء عدد القتلى في الهجمات التي يشنها الأسد وحلفاؤه على محافظة إدلب وريفها، بسبب كثرة الضربات وتتابعها، والقيود المفروضة على نشاط مؤسسات المجتمع المدني من جهة، وقلة تمويل تلك المنظمات من جهة ثانية، كما كثرت عمليات القتل الانتقامية التي نسبت لمجهول في المنطقة التي انتشر فيها السلاح وبكثرة، دون رقيب.
تطور عسكري لافت
في أحدث تطور عسكري في المنطقة الشمالية السورية، هو تقديم التحالف الدولي عشرات السيارات المحملة بمساعدات عسكرية لوجستية، لمليشيات سوريا الديمقراطية الانفصالية.
وذلك بعد أشهر من سحب القوات الأمريكية من الشمال السوري، وإيقاف الدعم العسكري لمليشيا سوريا الديمقراطية الكردية، ما تسبب بانسحاب المليشيا الكردية من المناطق التي كانت تسيطر عليها، لصالح النفوذ التركي، في اتفاقية بين واشنطن وأنقرة.
وأفادت مصادر الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الإعلامي بأن عشرات الشاحنات المحملة بمساعدات عسكرية من التحالف الدولي إلى مليشيا سوريا الديمقراطية “قسد” في دير الزور أقصى شمال شرق سوريا.
وقالت مصادر، إن الشاحنات تحمل سيارات عسكرية وصهاريج ومعدات عسكرية ولوجستية، ودخلت من معبر الوليد الحدودي مع إقليم كردستان العراق، كما أن قافلة المساعدات العسكرية هذه من التحالف الدولي تضم أكثر من 100 شاحنة، ودخلت إلى الأراضي السورية يوم 21 كانون الأول الماضي.
وأوضح أن المساعدات مكونة من مركبات عسكرية ذات دفع رباعي وسيارات “همر” دعما لقوات سوريا الديمقراطية، حيث أفرغ قسم من الرتل في قاعدة “هيمو” بالقامشلي والقسم الآخر توجه نحو مناطق الحسكة ودير الزور.
لكن الولايات المتحدة الأمريكية التي تقود التحالف الدولي في المنطقة لم تصدر أي بيان توضيحي بشأن هذه الأنباء التي تناقلتها وسائل الإعلام، ونشرت صوراً وفيديوهات عنها.
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي.